سكري الحمل هو حالة تصيب بعض النساء خلال فترة الحمل، ويتسبب في ارتفاع مستويات السكر في الدم. ويحدث ذلك بسبب تغيرات هرمونية تحدث خلال الحمل، والتي تؤدي إلى صعوبة إفراز الجسم الأنسولين، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم مستويات السكر في الدم.
وتشير آخر الاحصائيات التي نشرها مركز كليفلاند كلينيك أبوظبي، إلى تشخيص 20.4% من النساء الحوامل المصابات في دولة الامارات العربية المتحدة.
لا تزال أسبابه غير واضحة إلى الآن. لكن ارتبطت باضطراب الهرمونات الناتجة عن المشيمة التي تساهم في زيادة معدلاتها. مما أدى إلى زيادة مقاومة هرمون الأنسولين المسؤول عن خفض السكر بالدم لمواجهة هذا الإرتفاع.
سكر الحمل من أشهر الموضوعات التي تشغل كل سيدة مقبلة على الإنجاب. لذلك سيتناول هذا المقال الحديث عن أهم أسبابه وكيفية التعامل معه والأطعمة التي تساهم في السيطرة عليه حتى تحظى كل سيدة برحلة حمل آمنة.
من أين يأتي سكري الحمل؟
يرتبط ظهور السكر أثناء الحمل ارتباطًا وثيقًا ببعض العوامل الوراثية منها زيادة الوزن وظهور مرض السكري لدى أحد الأقارب وارتفاع ضغط الدم. إلا أن هناك بعض العوامل غير الوراثية والمؤثرة بشكل مباشر في ظهوره منها:
- التعرض للإجهاض مسبقًا.
- توقع ولادة توائم.
- ولادة سابقة لطفل يزن أكثر من من 4 كج (9 رطل).
- تناول أدوية الكورتيزول.
- الإصابة بأمراض الأيض والتي ترتبط بزيادة مقاومة هرمون الأنسولين مثل تكيس المبايض.
أعراض سكري الحمل
لا تختلف أعراضه عن أعراض السكري بنوعيه، لهذا يجب استشارة الطبيب عند الشعور بأي من الأعراض التالية:
- العطش المستمر.
- الجوع المستمر.
- الإرهاق الدائم.
- كثرة التبول.
ويعتمد الطبيب في تشخيصه على بعض التحاليل الطبية، حتى يتخذ الإجراءات اللازمة للسيطرة عليه ومرور فترة الحمل بسلام.
كيف يتم تشخيص سكري الحمل؟
يعتمد تشخيص السكر على عدة اختبارات أولها اختبار تحدي الجلوكوز؛ إذ يطلب الطبيب من الحامل تناول ما يعادل كوبًا كاملًا من الماء المحلّى بالسكر وبعد مرور ساعة من تناوله، كذلك يقيس مستوى السكر. ففي حالة ارتفاع مستوى السكر عن المعدل الطبيعي 120-130 مللي جرام لكل ديسيلتر، يتجه الطبيب إلى اختبار تحدي الجلوكوز للتأكد من صحة تشخيصه.
ثم يقيس أولًا سكر الدم بعد صيام ليلة كاملة وتدوين النتيجة، ثم إعطاء الحامل محلول سكري أعلى في التركيز من قبله.
ويقيس السكر بعد ساعة من تناوله على مدار الثلاث ساعات التالية إلى أن يتأكد من تشخيصه الأوّلي ثم يتخذ اتخاذ الإجراءات اللازمة للسيطرة عليه التي تتم من خلال إحدى الاتجاهات إما بوضع نظام غذائي صحي مناسب للحامل بمفرده أو مع إضافة الأدوية إليه.
مقالات قد تهمك:
كيف تجعل دواء السكري يعمل بشكل أفضل؟
المخاطر المحتملة لسكري الحمل على الأم والجنين
يمكن أن يؤدي سكري الحمل إلى مجموعة متنوعة من المضاعفات للأم والجنين، إذا لم يتم السيطرة عليه بشكل جيد. وقد أشار موقع مايو كلينيك الى هذه المضاعفات كما يلي:
مضاعفات الأم
تشمل المضاعفات المحتملة للأم التي تعاني من سكري الحمل ما يلي:
- ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل (الحمل الاستقلابي): يحدث ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل عندما يكون ضغط الدم الانقباضي أعلى من 140 ملم زئبق أو ضغط الدم الانبساطي أعلى من 90 ملم زئبق. يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل إلى مضاعفات أخرى، مثل تسمم الحمل، وهو حالة خطيرة يمكن أن تؤدي إلى تلف الأعضاء أو الوفاة.
- الحاجة إلى إجراء عملية قيصرية: قد تحتاج بعض النساء المصابات بسكري الحمل إلى إجراء عملية قيصرية، بدلاً من الولادة المهبلية.
- ارتفاع نسبة الاصابة بالسكري مستقبلا: اذا كان لديك سكر الحمل فمن المرجح اصابتك به مجددا، وأيضا امكانية الاصابة بالنمط الثاني من السكري.
مضاعفات الجنين
تشمل المضاعفات المحتملة للجنين الذي يولد لأم مصابة بسكري الحمل ما يلي:
- زيادة حجم الجنين (المبتسر): يمكن أن يؤدي سكري الحمل إلى زيادة حجم الجنين، وهو ما يعرف بـ “المبتسر”. قد يتسبب حجم الجنين الكبير في صعوبة الولادة، وقد يؤدي إلى مشاكل صحية للجنين، مثل كسر العظام أثناء الولادة.
- متلازمة الضائقة التنفسية عند حديثي الولادة (RDS): هي حالة خطيرة يمكن أن تحدث عند الأطفال حديثي الولادة، والتي تتميز بصعوبة في التنفس. يمكن أن تؤدي متلازمة الضائقة التنفسية عند حديثي الولادة إلى مشاكل صحية طويلة الأمد، مثل تلف الدماغ أو الوفاة.
- الولادة المبكرة: يمكن أن يؤدي سكري الحمل إلى الولادة المبكرة، والتي تحدث قبل الأسبوع 37 من الحمل. يمكن أن تكون الولادة المبكرة خطيرة للأم والجنين، ويمكن أن تؤدي إلى مشاكل صحية طويلة الأمد.
- انخفاض نسبة السكر في الدم عند حديثي الولادة (نقص السكر في الدم): هي حالة خطيرة يمكن أن تحدث عند الأطفال حديثي الولادة، والتي تتميز بانخفاض نسبة السكر في الدم. يمكن أن يؤدي انخفاض نسبة السكر في الدم عند حديثي الولادة إلى مشاكل صحية، مثل النوبات أو الوفاة.
- اليرقان لدى حديثي الولادة: هو حالة شائعة يمكن أن تحدث عند الأطفال حديثي الولادة، والتي تتميز بارتفاع نسبة البيليروبين في الدم. يمكن أن يؤدي اليرقان لدى حديثي الولادة إلى مشاكل صحية، مثل تلف الدماغ أو الوفاة.
- زيادة خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني في مرحلة الطفولة والبلوغ: يمكن أن يزيد سكري الحمل من خطر إصابة الطفل بداء السكري من النوع الثاني في مرحلة الطفولة والبلوغ.
هل تبقى الأم مصابة بالسكري بعد الولادة؟
وتشير مراكز مراقبة الأمراض والوقاية منها CDC، الى أن مستويات السكر في الدم تعود إلى طبيعتها بعد الولادة، لكن حتى لو عادت مستويات السكر الى طبيعتها، فان نصف الحوامل اللواتي أصبن بسكر الحمل سيصبن بنمط السكري الثاني لاحقا.
لذلك فهي تنصح بإجراء فحص للسكري بعد 6 إلى 12 أسبوعًا من الولادة، اضافة الى فحوصات منتظمة بعد ذلك كل سنة الى 3 سنوات، للتأكد من عدم إصابتهن بداء السكري من النوع الثاني. كما يجب عليهن التحدث إلى طبيبهن حول كيفية إدارة صحتهن بعد الولادة.
توصيات للنساء المصابات بسكري الحمل
لا ينصح الأطباء بتناول الأدوية وحدها في سبيل السيطرة على ارتفاع السكر. لكن يتم تحديد نظام صحي للحامل يشمل ممارسة بعض الأنشطة والاعتماد على تناول مأكولات تخفض من سكر الحمل مثل:
- اللحوم اللينة بكافة أنواعها.
- البيض وبياض البيض.
- منتجات الألبان خالية الدسم.
- الخضروات قليلة السعرات الحرارية كالخضروات الورقية والملونة.
- تناول الفاكهة قليلة السعرات.
- الابتعاد عن الدهون الغير صحية والإستمتاع بتناولها في المكسرات والبذور والخضروات.
- شرب الماء والعصائر الطبيعية بدون إضافة سكر.
لكن ينصح بالابتعاد عن الأطعمة المعلبة والحلويات والكافيين لتأثيرها على ارتفاع معدل السكر بالدم، بالإضافة إلى أهمية مراقبة مستويات السكر في الدم بانتظام، الحصول على قسط كافٍ من النوم، وممارسة الرياضة للسيطرة على سكر الحمل. لذا المشي والقيام ببعض التمرينات الرياضية المناسبة بالمنزل كافيان لتحظى الحامل بحمل خالي المخاطر.
لكن قد يصف الطبيب في بعض الأحيان بعض الأدوية مع النظام الغذائي مثل حقن الأنسولين، لأنه آمن وأقل خطورة على الأم وطفلها. لهذا من السهل مواجهة سكر الحمل والسيطرة عليه ببضع خطوات بسيطة بالإضافة إلى المتابعة مع طبيبك وتناول الأدوية التي يحددها من أجل الوصول لبر الأمان مع طفلك في الرحلة سويًا.