تُعرّف القراءة بصوت عالٍ على أنها “ممارسة تعليمية يقوم فيها المعلمون والآباء ومقدمو الرعاية بقراءة النصوص بصوت عالٍ للأطفال”. أثناء القراءة بصوتٍ عالٍ، يرى القارئ “الإختلافات في النغمة والسرعة والحجم والتوقف والإتصال البصري ويمكنه طرح الأسئلة وإضافة بعض التعليقات”.
لذلك من المهم جدا أن نقرأ للأطفال بصوت عالٍ في البيت وفي الحضانة أو في المدرسة حيث أثبت العديد من الباحثين أن القراءة بصوت عالٍ تُعد وسيلة فعالة لتعريف الأطفال على مُتعة القراءة وفن الإستماع.
استعمال أسلوب القراءة بصوت عالٍ في المدارس يُعتبر كطريقة لتنمية وإثراء مخزن الكلمات لدى الطفل، فمثلا بإمكان تقنية القراءة بصوت عالٍ مساعدة الأطفال في التركيز على محتوى النص فبعد نطق الكلمات بصوت عالٍ سيتم حفظ الكلمات وتذكرها. القراءة بصوت عالٍ هي قراءة تفاعلية وتضمن مشاركة الأطفال وتلقي المعلومات بصورة نشطة، بالاضافة لهذا وجدت الأبحاث ثمانية نقاط تثبت تأثير القراءة بصوت عالٍ على الأطفال وهي:
- تساعدهم على البدء في القراءة بشكل أفضل.
- تحسين مهارات الإستماع لديهم.
- تزيد من قدرتهم على القراءة بشكل مستقل.
- زيادة المحصول اللغوي.
- تحسين فهم المقروء.
- يساعدهم على أن يصبحوا متحدثين أفضل.
- تحسين قدراتهم في الكتابة.
لكن كيف يختار المُعلم متى يقرأ بصوت عالٍ، ما هي المعايير المناسبة؟
- اختيار الكتب بشكل يتناسب مع إهتمامات الأطفال، يجب على المُعلم إختيار نصوص للقراءة بصوت عالٍ فقط إذا كانت تهم الأطفال، فإذا كان الطفل يُفضل الحيوانات، سيكون من الجيد إختيار وقراءة كتاب عن الحيوانات.
- اختيار النص مسبقًا: يجب ألا يقوم المعلم بعرض النص الذي يود قراءته فحسب، بل يجب عليه أيضًا ممارسة القراءة قبل قراءته فهذا يتيح للمعلم التوقف بشكل فعّال أثناء القراءة بصوت عالٍ.
- الوقفة المتكررة ما بين الجمل تعطي للأطفال فرص لتوجيه الأسئلة والتساؤل.
- أثناء القراءة بصوت عالٍ، يجب على المعلم التنويع في الأصوات للإشارة إلى مشاعر الشخصيات المختلفة وحالاتها المزاجية المختلفة. من الجيد أيضًا استخدام حركات الجسد مثل الحركة وإيماءات اليد وتعابير الوجه.
وهناك اقتباس شائع يُستخدم بأن “القراءة تبدأ من المنزل”. أصبح دور الوالدين في تعليم أطفالهم أحد الجوانب الأكثر بروزًا لإصلاح التعليم، “إن النشاط الأكثر أهمية لبناء المعرفة المطلوبة للنجاح في القراءة هو القراءة بصوت عالٍ للأطفال”. منذ سنوات، ينصح الباحثون والمعلمون على البدء في القراءة لأطفالهم في سن مبكرة.
لهذا على الأهل تتبع خطوات معينة كي يستثمروا في أطفالهم:
- تحديد توقعات واقعيّة: البداية تكون مع كتاب واحد كل يوم، يمكن أن يكون كتاب كلمات أولية بسيطة حيث كل ما تفعلونه هو الإشارة إلى الصورة بصوت عالٍ مثل: ماذا يوجد في الصورة. وفي الوقت ذاته المحافظة على توقعاتك عالية لما يستطيع طفلكم تحقيقه وتأثره الكبير من القراءة له.
- البدء في القراءة بصوت عالٍ لطفلكم في أقرب وقت ممكن، لم يفت الآوان بعد.
- اختيار كتاب تستمعون به. إذا لم تستمتعوا بالكتاب، فسيتمكن الأطفال من الملل بسهولة وتذمرهم من هذه الفعالية لأن طريقة قراءتكم بصوت عالٍ غير جاذبة بالنسبة لهم. وعبروا عن الحماس لقراءة كتاب جديد.
- تشجيع التنبؤ بأحداث الكتاب أو القصة (التنبؤات لا تستوجب أن تكون صحيحة ودقيقة) عن طريق عرض هذه الاسئلة قبل قراءة الكتاب بصوت عالٍ، “ما رأيك بهذا الكتاب؟” وأثناء القراءة بصوت عالٍ “ماذا تتوقع أن يحدث بعد ذلك؟” وعند الإنتهاء، “هل كان تنبؤك صحيحًا؟”.
- كي تنجح الخطوة السابقة عليكم أن تكونوا نموذجًا للتفكير بصوت عالٍ في المرات القليلة الأولى. على سبيل المثال: عند قراءة بائعة الكبريت، يمكن القول: “اقتربت من بائعة الكبريت امرأة عجوز وقامت بحملها وأخذها إلى منزلها، وقامت بتدفئتها وإطعامها. أتوقع أن تقوم العجوز بتبني الطفلة وإنقاذها من الفقر الذي تعيشه.”
- تشغيل الكتب الصوتية للاستماع إليها أثناء قيادة السيارة أو أثناء لعب الأطفال.
- إذا كان الكتاب الذي يُقرأ بصوت عالٍ يحتوي على أماكن جغرافيّة، من المستحسن تحديد موقع هذه الأماكن على الخريطة ليراها الطفل. وان قُرأت معلومة علميّة لا يعرفها الطفل عن لون السماء مثلا، يجب التطرق إليها وشرح السبب.
- الأطفال قادرون على الإستماع حتى لو لم يجلسوا صامتين أثناء القراءة بصوت عالٍ، يمكنكمتوفير صفحات التلوين أو كراسات الرسم لتلوينها أو رسمها أثناء القراءة بصوت عالٍ.
- عند قراءة الكتاب بصوت عالٍ، توقفوا عند الأحداث المُشوّقة فقط، التشويق سيؤدي أن ينتظر أطفالكم فترة القراءة بصوت عالٍ بفارغ الصبر وحتى طلبها منكم.
- القراءة بصوت عالٍ وفق مستويات تناسب أطفالكم بصورة متدرجة من حين لآخر.
- إعادة قراءة الكتاب بصوت عالٍ هي طريقة رائعة لإغناء اللغة وفهمها وبناء الكلمات، في كل مرة يتم فيها قراءة كتاب مرة أخرى، يتم تعزيز مهارات التعلم المهمة.
اقرأ أيضا :