تأثير التلفاز على النطق وعلى الكلام واللغة عند الأطفال أمر اثبتته العديد من الدراسات، حيث التلفاز والشاشات يقلل التفاعل اللغوي وبالتالي يؤثر على تطور اللغة. ويعد تطور اللغة مؤشرا على نمو الطفل بشكل عام. لكن هناك عاملان رئيسيان يؤثران على تطور اللغة: العوامل الوراثية والعوامل البيئية.
مقالات ذات صلة:
مهارات ما قبل اللغة وأهميتها في تتطور لغة الطفل!
العامل البيئي الذي يؤثر على تطوّر لغة الطفل هو التعرض المتكرر للتلفاز، بعض الدراسات أفادت أن التعرض للتلفاز كان له تأثير إيجابي على التطور المعرفي واللغة عند الأطفال. لكن في عمر يتجاوز فيه تأسيس اللغة والتطور المعرفي أي بعد سن الثانية أو الثالثة من العمر بعد اكتساب الطفل لأساسيات اللغة. إذ يرتبط التعرض العالي للشاشات في السنة الأولى والثانية من الحياة بتأخر اللغة ونقص الإنتباه (التشتت) في المدرسة. وقد يؤدي التعرض التلفزيوني العنيف أيضًا إلى إصابة الطفل باضطراب سلوكي.
تتوالى الدراسات التي تثبت الضرر الحاصل من مشاهدة التلفاز والشاشات أكبر بكثير من الفوائد المترتبة على ذلك. فأثبتت أن الأطفال يفهمون كلمات أقل عند مشاهدة التلفاز في كل ساعة بحيث يفهم الأطفال الرضع في عمر 8-18 شهر ما بين 6 إلى 8 كلمات أقل من أولئك الذين لا يشاهدون التلفاز بالمقابل تزداد مفردات هؤلاء الأطفال من كلمتين إلى ثلاث كلمات في حال تم قراءة قصة واحدة على الأقل يوميا مما يعني أن الأثر السلبي للشاشات يفوق مشاركة الآباء لأطفالهم بالقصص.
يرتبط تطور اللغة الضعيف عند الطفل إما بمقدار الوقت الذي يقضيه على التلفاز أو بجودة محتوى البرنامج.
تتوالى المعلومات الصادمة والتي تدل على ضرورة التفاعل مع الطفل، ففي الوضع الطبيعي يتحدث الآباء مع الطفل في الساعة الواحدة 941 كلمة مع تواصل بصري وتفاعل اجتماعي سليم. لكن تقل ل 770 كلمة أثناء مشاهدة الآباء للتلفاز والحديث معهم مع عدم النظر إليهم أي مع انعدام التواصل البصري. فكيف لو أن الطفل هو من يشاهد التلفاز والشاشات. وحتى عندما لا يشاهد الطفل التلفاز فان ضجيج الخلفية التلفزيونية يشتت الإنتباه ويضر بالمهام المعرفية المعقدة للطفل. وبالتالي يقلل من فرصة اللعب والتفاعل مع الوالدين والذي يعتبر بهذا التفاعل هو الأساس لتطوير لغة الطفل وبوجود ضجيج التلفاز ستقل جودة هذا التفاعل مع الوالدين.
الأطفال الذين يشاهدون التلفاز بالأخص من عمر مبكر من 8 أشهر عرضة 6 أضعاف للتأخر اللغوي ممن لا يشاهدون التلفاز. 60% من الأطفال الذين يشاهدون التلفاز لا يوجد تفاعل نهائيا مع والديهم وتصل نسبة اصابتهم بالتأخر اللغوي إلى 8.47 مرات أكثر.
-
نلخص الآثار السلبية لمشاهدة التلفاز ووسائل الإعلام والشاشات:
- تتأثر قدرة الطفل على الإنتباه والتي تعد من أكبر وأكثر التأثيرات القوية في العمليات الحسية المتضررة.
- تقل قدرة الطفل على الإدراك (تصبح أكثر بطء).
- تقل قدرة الطفل على تطوير اللغة بشكل كبير.
- اضطرابات سلوكية.
-
إرشادات ونصائح لتجنب تأثير التلفاز على النطق:
من المعروف أن الشاشات على اختلاف أنواعها التلفزيون والهواتف المحمولة وألعاب الفيديو، سلبت عقول الأطفال. لذا فبعضهم يبقون ساعات طويلة أمامها بالرغم من الأضرار الصحية الخطيرة التي تنتج عن هذه العادة أيضا أضرار معرفية ولغوية وسلوكية.
- توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) في المنشور لعام 2001 ما يلي عن تعرض الأطفال للشاشات والتلفاز.
- أن يقتصر وقت التعرض للتلفاز مالا يزيد عن 1-2 ساعة يوميا وبعد أن يتجاوز الطفل السنتين من العمر.
- لا تضع تلفاز أو شاشات في غرفة الطفل.
- تقليل تعرّض الأطفال دون سن الثانية ويفضل منع ذلك وزيادة النشاط التفاعلي الذي يؤثر على نمو الدماغ مثل التحدث واللعب والغناء والقراءة مع الطفل.
- مراقبة الأطفال أثناء مشاهدة التلفاز ويجب أن تكون البرامج التلفزيونية تثقيفية وغنية بالمعلومات وغير عنيفة.
- مشاهدة التلفاز مع الطفل ومناقشة المحتوى.
-
نصائح أخرى للصغار والكبار للتقليل من تأثير التلفاز على النطق:
- كن نموذجاً لأبنائك في الحد من البقاء طويلاً أمام الشاشات فلا تزيد عن ساعتين يومياً فقط. وتذكر أنّه كلما طالت فترة بقائك أمام شاشات الكمبيوتر أو التلفاز سيكون ذلك حافزاً لأطفالك لتقليدك في هذه الممارسة.
- إنشاء قواعد منزلية واجبة على كل فرد من العائلة بأن لا تتخطى مدة بقائهم أمام شاشة التلفزيون من ساعة إلى ساعتين يومياً.
- إنشاء غرفة خالية من الشاشات في المنزل، لا يتم فيها وضع التلفاز أو أحد ألعاب الفيديو، ويُفضل أنّ تكون تلك الغرفة هي غرفة نوم الأطفال. ويفضل أن تكون غرفة واحدة بها التلفاز. فهناك دراسات تشير إلى أن الأطفال الذين يملكون أجهزة تلفاز في غرفة نومهم يميلون إلى المشاهدة أكثر من أقرانهم بمقدار ساعة ونصف يومياً، ولا بأس بوضع بعض الأنشطة الذهنية أو الحركية ان اتسعت المساحة.
- أوقف التلفاز أو استخدام الهواتف الذكية أثناء الوجبات، فالوجبات العائلية هي الوقت المناسب لتحدث أفراد الأسرة مع بعضهم البعض.
- الشاشات تسبب الإدمان على عادة الجلوس لفترات طويلة، إذ تجعل الأطفال ينسون ما تبقى من مهام حياتهم اليومية. لذلك من الأفضل تذكيرهم وعرض بدائل مناسبة لأعمارهم مثل تعلم هواية حديثة أو إشراكهم في أحد النوادي الإجتماعية وما شابه.
وفي النهاية من المهم لا تستخدم أوقات التلفزيون أو الهاتف الذكي كعقوبة أو مكافأة، فهذه الممارسات تُعزز أهمية هذه الأمور في عقول الأطفال.