اليرقان أو ما يطلق عليه اليرقان الوليدي أو الصفراء أو الصفار، جميعها مسميات لنفس المرض وهو حالة مرضية تصيب نصف المواليد الجدد حديثي الولادة في الأسبوع الأول، يحدث الصفار أو اليرقان عند ارتفاع مستوى البيليروبين في الدم وهي صبغة صفراء تنتج أثناء تحلل خلايا الدم الحمراء الكبيرة حيث يقوم الكبد بامتصاص هذه المادة الصفراء لطرحها خارج الجسم عن طريق البراز.
اقرأ أيضا: الصفار (اليرقان) عند الأطفال حديثي الولادة
عادة يصيب الصفار الأطفال بنسبة بسيطة فلا يكون هناك داعي للقلق لكن عند ارتفاع نسبة البيليروبين عن 20 ميليجرام في الدم يصبح الأمر خطيرا بالأخص إذا بدأ بالارتفاع خلال ال 24 ساعة الأولى من حياة الطفل.
ومن الممكن أن يؤدي إلى مشاكل في الدماغ وتلف في الجهاز العصبي المركزي ومشاكل حركية وشلل دماغي وقد يعاني الطفل من مشاكل في القرنية، بالإضافة إلى ذلك قد يؤدي إلى مشاكل وفقدان في السمع وقد يرافق ذلك أيضا اضطرابات في المعالجة الحسية مع أو بدون فقدان السمع واضطرابات في اللغة، يعتمد شدة الخلل على التلف الحاصل في الدماغ وعلى نسبة ارتفاع البيليروبين في الدم، فاذا ارتفع إلى مستويات عالية يحدث الضرر أو الإعتلال الدماغي.
بالإضافة إلى ضعف الإدراك ومشاكل واضطرابات نفسية وسلوكية وتأخر في النمو واضطرابات لغوية وصعوبة في فهم ما يقوله الآخرين لهم وفي اتباع التوجيهات والأوامر واضطرابات في اللغة الاستقبالية والتعبيرية تتمثل في صعوبة تجميع الكلمات وانشاء الجملة أو قد تكون جملهم بسيطة وقصيرة وقد لا تكون الكلمات صحيحة فتجدهم يواجهون صعوبة في العثور على الكلمات الصحيحة عند التحدث ويستخدمون كلمات بديلة مثل( ام، آه) حتى يستطيع إكمال كلامه فيكون مستواهم اللغوي أقل من مستوى الأطفال في عمرهم.
وقد يكون الصفار أمرا عابرا وبنسبة طبيعية لا تستدعي القلق لكن من الضروري الإنتباه وإجراء الفحوصات اللازمة تجنبا لارتفاعه وحدوث أي خلل، لكن يجب الإنتباه على تطور الطفل في جميع المراحل العمرية والنمائية في حال أصيب بارتفاع عالي لنسبة البيليروبين وتقديم التدخل المبكر لعدم حدوث مضاعفات نتيجة لهذه المشكلة.