ربما تكون الفترة الحساسة للأجسام الصغيرة من أكتر الفترات توترا للأمهات، فهناك الكثير من الأسئلة التي يمكن طرحها عن لماذا يهتم الطفل بالأشياء الصغيرة؟ ولماذا يجب أن يضع كل شيء في فمه؟ لماذا يثير فضول الطفل الأحجام الصغيرة؟ وهذه من أكثر الأسئلة التي تراود أذهان الأمهات.
هذه الفترة الحساسة من أمتع الفترات للطفل، فهو ينجذب بشكل عجيب لها، في حين أن انجذابه بالنسبة للكبار شيء عادي ولكن بالنسبة للطفل شيء ممتع جدا ومهم أيضا لكي يكتشف البيئة من حوله.
يبدأ اهتمام الأطفال بهذه الحساسية من عمر صغير جدا، ويثير فضوله أي حجم صغير أمامه كي يكتشفه، لذلك عزيزتي الأم المراقبة الدائمة له مهمة جدا لمنع خطر الاختناق لا قدر الله.
كل فترة حساسة تسمح للطفل بمعرفة المزيد عن البيئة التي يعيش فيها، ويشبع فضوله أيضا، لذلك يجب تأمين البيئة المناسبة له، كي يكتشف الأمور بطريقة سليمة.
في السنوات الثلاث الأولى يواجه الطفل العديد من المحفزات والأمور بحياته، فإن الفترات الحساسة هي وسيلة لمعرفة الطفل اهتماماته والتركيز عليها كي يكتشف. حيث تعكس الفترات الحساسة للأجسام الصغيرة تركيز الطفل التنموي على الأشياء المباشرة لها.
كيف ممكن أن تأمني البيئة المناسبة له؟
عندما تلاحظين اهتمام طفلكِ بالأجسام الصغيرة يمكنكِ أن تضعي له أحجام متفاوتة من المكعبات (من الأصغر إلى الأكبر)، وتقدمي له سلة الكنز ( تضعي فيها أحجام متفاوتة من لون واحد أو عدة ألوان) ومن الممكن أيضا أن تضعي حيوانات، أرقام، أحرف، فواكه) ولكن بشرط أن يكونوا بأحجام مختلفة.
ملاحظة مهمة جدا:
عزيزتي الأم تأمين منزلكِ شرط أساسي بهذه الفترة، أبعدي كل الأحجام التي تكون سهلة البلع، لأن الطفل لا يقدر مدى خطورتها، حرصا على سلامته.
الحفاظ على هدوئكِ مهم جدا بهذه الفترة، هذه المرحلة مرحلة اسكتشاف وفم الطفل هو المكتشف الوحيد.
و الأهم عزيزتي أن الفترة الحساسة للأجسام الصغيرة ضرورية جدا لتعلم طفلكِ، مثلها مثل الحساسية للحركة، الترتيب أو اللغة، سيساعده ذلك بأن يصبح تركيزه أقوى وأكثر وضوحا.