صعوبة البلع ناجمة عن بعض علاجات السرطان أو أنواع من السرطانات في الفم أو الحلق أو المريء إلى صع إذا تعرضت القدرة على البلع للخطر بسبب تشخيص السرطان أو علاجه. ومن الممكن أن تتحسن بعد انتهاء العلاج لكن للأسف هذا ليس هو الحال دائما.
القدرة على البلع (أو الأكل والشرب أكثر ما تستمتع به دون الاختناق أو السعال) هو أمر يعتبره الكثير منا أمرًا مفروغًا منه. ومعظم الناس لا يفكرون أبدًا في الطريقة التي يأكلون بها أو يشربون بها حتى يعانون من عسر البلع أو صعوبة في البلع.
ما هي صعوبة البلع عند مرضى السرطان؟
عسر البلع هو وجود مشكلة في البلع، عند مرضى السرطان يمكن أن يحدث بسبب الورم نفسه (عادة في سرطان الرأس والرقبة وقد يكون في أنواع أخرى مثل سرطان الثدي لقربه من الحنجرة). والذي يسد أو يضيق مرور الطعام أو كأثر جانبي لبعض أنواع العلاج.
يمكن أن يتداخل الورم في الرأس أو الرقبة مع قدرة الشفتين أو اللسان أو الحلق على تحريك الطعام حول الفم بحيث يمكن مضغه ونقله إلى المريء. في حالات أخرى قد يسد الورم الحلق حتى لا يمر الطعام و / أو السوائل من خلاله.
يمكن أن يسبب العلاج الإشعاعي أيضًا مشاكل في البلع، إذ تتراكم آثار الإشعاع. بما في ذلك الندب والتليف بمرور الوقت، ويمكن أن تقلل من قدرة عضلات الحلق على العمل بشكل صحيح. حتى بعد انتهاء العلاج بفترة طويلة يمكن أن يتسبب الإشعاع أيضًا في تضييق ممر البلع وهي مشكلة تُعرف باسم “التضيق”.
لا يتسبب العلاج الكيميائي بشكل عام في حدوث عسر بلع دائم، ولكنه قد يزيد آثار الإشعاع سوءًا. وعلى الرغم من أن العلاج الكيميائي يمكن أن يؤثر أيضًا على شهية المريض ورغبته في تناول الطعام إلا أن هذه الآثار الجانبية غالبًا ما تكون مؤقتة. عادة ما تكون الآثار الجانبية للإشعاع دائمة.
يمكن أن تسبب الجراحة مشاكل في البلع عن طريق إزالة الهياكل الموجودة في الرأس أو الرقبة أو المريء والتي تسمح عادةً للأطعمة والسوائل بالمرور عبر النظام.
كيف يتم تشخيص عسر البلع؟
إذا أخبرت طبيبك عن مشكلة في البلع، فسيطلب طبيبك إجراء فحوصات لمراقبة الطعام والماء يمر من خلال فمك وحلقك أثناء تناول الطعام والشراب. وتستخدم هذه الاختبارات التصوير (مثل الأشعة السينية أثناء دراسة معدلة لابتلاع الباريوم) أو منظارًا مرنًا للنظر داخل الحلق. وسوف يتم تقييم درجة عسر البلع بناء على كفاءة البلع وسلامة البلع.
كفاءة البلع هي مدى السرعة والجهد المبذول للبلع. يؤدي البلع “غير الفعال” إلى ترك الطعام في الفم أو الحلق. وهذا يعني أنك قد تستغرق وقتًا طويلاً في الأكل، أو تشعر وكأن شيئًا ما “تم تركه” أو “عالقًا” في حلقك بعد كل لقمة.
سلامة البلع هي القدرة على الأكل والشرب دون أن يدخل أي شيء في مجرى الهواء، والمعروف أيضًا باسم الاستنشاق “aspiration” يمكن للطعام والسوائل التي تدخل مجرى الهواء أن تسبب الالتهاب الرئوي. لذلك من المهم الخضوع لفحص البلع لتقييم قدرتك على حماية مجرى الهواء.
تسمى صعوبات البلع في الفم والحلق “عسر البلع الفموي البلعومي” ويتم تقييمها وإدارتها من قبل أخصائيي أمراض النطق واللغة. تسمى صعوبات البلع في المريء “عسر البلع المريئي” ويتم تقييمها وإدارتها من قبل متخصصين في أمراض الجهاز الهضمي .
كيف يمكن أن يؤثر عسر البلع على قدرة مريص السرطان على الأكل؟
قد يصعب عليك ابتلاع أنواع معينة من الطعام، مثل الأطعمة الصلبة أو ذات القوام الحبيبي أكثر من الأنواع الأخرى. هذا يمكن أن يحدد نظامك الغذائي. يجد بعض المرضى أن شرب المكملات السائلة مثل المخفوقات والعصائر يساعدهم في الحفاظ على وزنهم عند صعوبة البلع. في حالات أخرى قد تحتاج إلى أنبوب تغذية لضمان حصولك على التغذية الكافية أثناء التعافي.
في المواقف التي يصبح فيها ابتلاع الحبوب مستحيلًا اطلب من طبيبك أن يصف لك نوع سائل من الدواء. إذا كانت متوفرة أو اسأل الصيدلي عما إذا كان من الممكن سحق أدويتك.
هل هناك أي توصيات غذائية خاصة؟
لا لأنه لا يستطيع كل شخص يعاني من عسر البلع تناول نفس الأطعمة. فقط يتم التوجيه السليم فيما يتعلق بأنواع من الأطعمة والسوائل الآمنة لك عند البلع.
يجب أن تأتي هذه التوصيات من اختصاصي أمراض النطق واللغة من ذوي الخبرة في العمل مع مرضى السرطان. يمكن لاختصاصي التغذية تقديم معلومات حول كيفية التأكد من أن نظامك الغذائي يلبي احتياجاتك الغذائية.
-
متى يجب أن أتوجه لطبيبي للمساعدة في عسر البلع؟
من الأفضل أن تتواصل مع أخصائي أمراض النطق واللغة الذي لديه خبرة في العمل مع مرضى السرطان قبل بدء العلاج. حتى تتمكن من تلقي الاختبارات والاستشارات والمعلومات المناسبة اللازمة لمنع أو تقليل شدة عسر البلع.
بمجرد أن تواجه بالفعل مشاكل في البلع. لا يزال بإمكانك طلب المساعدة. ومع ذلك بشكل عام كلما بدأ العلاج مبكرًا كانت النتيجة أفضل لأنه قد تكون بعض جوانب عسر البلع لا رجعة فيها.
-
كيف سيتم علاج عسر البلع؟
يمكن علاج عسر البلع باستخدام مجموعة متنوعة من الأساليب. بما في ذلك التمارين والوضعيات (مثل تحريك الرأس أو شد الذقن) وتقنيات التدليك والتلاعب بالعضلات. في بعض الحالات، قد يحتاج اختصاصي الجهاز الهضمي إلى شد أو توسيع منطقة ضيقة من الحلق أو المريء تحت التخدير، للسماح للطعام بالمرور بسهولة أكبر.
هل مشاكل البلع المتعلقة بالسرطان مؤقتة أم دائمة؟
يعتمد ذلك على نوع الورم وحجمه ومرحلة مرضك ونوع العلاج الذي تحصل عليه، تلعب كل هذه العوامل دورًا في تحديد شدة عسر البلع وقدرتك على التعافي منه.
لهذا السبب من الأهمية بمكان مقابلة أخصائي أمراض النطق واللغة صاحب الخبرة قبل بدء علاج السرطان، ليضمن ذلك حصولك على التوجيه السليم اللازم للحفاظ على أكبر قدر ممكن من وظيفة البلع الآمن.
ما هو الشيء الوحيد الذي يجب أن أعرفه عن عسر البلع؟
احرص على الحفاظ على أكبر قدر ممكن من وظيفة البلع، فإما استخدمها أو افقدها. حافظ على تحريك تلك العضلات سواء كان الهدف هو الحفاظ على الوظيفة الطبيعية أثناء علاج السرطان أو استعادة الوظيفة التي فقدتها أثناء العلاج.