ربما تشكو من التعب الذي يراودك في تدريس أبنائك، وهذا مما لا شك فيه غالباً ما يكون ذهن الطفل مصروف في اللعب وغير مهتم في متابعة واجباته اليومية وهذا ما يسبب لك الحيرة والقلق، إلا الأقلية من الأطفال الذين يدرسون ويجتهدون لأنهم يحبون الدراسة والنجاح.
حب الدراسة والنجاح والتفوق لا يأتي وليد اللحظة، بل يحتاج إلى مجاهدة وكفاح من كلا الوالدين، ومتابعة، وقدوة حسنة يحتذى بها.
خطوات لمساعدة طفلك على حب الدراسة
توضيح الهدف الأساسي من الدراسة.
فأحياناً كثيرة يدخل الطفل المدرسة وينهي الإبتدائي والثانوي وهو لا يعلم السبب ولا الهدف الرئيسي من دخوله المدرسة.
يجب أن يعلم الطفل بأن الذهاب إلى المدرسة نعمة كبيرة من نعم الله تعالى. وأن فرصة دخوله المدرسة فرصة يتمناها الفقراء والمساكين وكثير من الأشخاص الذين حرموا التعليم. وعلى الصعيد الآخر يجب أن يتحاور الطفل منذ الإبتدائية مع والديه ويُخبرانه بأن وظيفته الأولى هي التعلم وبأنها ارقى الوظائف وأعلاها قدراً.
ومن ثم يبدأ كلا الوالدين بغرس هذا المفهوم عند الطفل حتى يترسخ في ذهنه بإنه غير مكلف بالعمل خارج المنزل ولا في البحث عن لقمة عيش ولكنه (تلميذ) أو (طالب في المدرسة) ووظيفته الأساسية هي التعلم. وبأنه في التعلم والاجتهاد يرفع قدر الانسان في مجتمعه وتزيد فرصته بالنجاح والازدهار.
ضرورة التأكيد على مزج التعلم أوالدراسة مع الجانب الديني
فيُزرع في نفس الطفل منذ نشأته بأنه مسوؤل عن نفسه وعلمه وعقله، ماذا تعلّم؟ وماذا سيفعل بما تعلمه؟ وهل طبق ما تعلم؟
فعندما يُبرمج الطفل من بداية وعيه بأن القراءة هي أول وأسمى أدوات التعلم، ويشجعه كلا والديه عليها. وعندما يعلم بأن ديننا الإسلامي يحثُّ على التعلم ويشجع عليه. وبأن طالب العلم تحفه الملائكة وتضع أجنحتها لهُ. وتستغفر له لعجيب صنعه وقدرهِ وعلو شأنه. لاشك في أنه سينصرف إلى العلم ويتوجه باحثاً عن هذا الباب.
أما إن تبرمج الطفل منذ وعيه على حب العلامات العالية، والتحصيل الأكاديمي العالي من غير فائدة ومن غير تطبيق، وعلى حبه للتحصيل العالي من أجل أن يتفوق على فلان مثلاً. فهنا لا بد أن نقول أن هدف التعلم غير ناجح وغير نافع ونفعه قصير المدى، لأن الإنسان إذا أكرم بالعلم ورفعُ شأنه يجب أن ينفع غيره بما تعلم ويُطبق ما تعلم حتى يُنتَفع بعلمه.
وجود المُحفزات التي تساعد على حب الدراسة
ومنها البيئة المُناسبة بحيث تكون بيئة المنزل بيئة إيجابية، نظيفة، ومريحة تساعد الطفل أو التلميذ على التعلم.
وجود البيئة المُستقرة المناسبة للتعلم
يعدُّ توفير بيئة مستقرة وملائمة أمرًا حيويًّا لتحقيق عملية التعلم الفعّالة. فعندما يجد الفرد نفسه في بيئة مريحة ومستقرة، يمكن لقدراته وإمكانياته التعلمية أن تتفجَّر وتتطور بشكلٍ أفضل.
إليك بعض النقاط التي تساهم في إيجاد بيئة ملائمة للتعلم
- الهدوء والترتيب: البيئة المكانية الخالية من الضوضاء والتشويش تساهم في تركيز الفرد وانتباهه إلى عملية التعلم. تنظيم المكان وتجهيزه بالأدوات والموارد الملائمة يخلق بيئة تحفّز على التفكير الإيجابي.
- الإضاءة والراحة: توفير إضاءة مناسبة وجو من الراحة يسهمان في تحسين التركيز والمشاركة في العملية التعليمية.
- التفاعل والدعم: توفير فرص للتفاعل مع المعلمين أو الموجِّهين وتبادل الأفكار والأسئلة يسهم في توجيه الفرد وتوفير الدعم اللازم.
- التنوع والتحفيز: تقديم مجموعة متنوعة من المواد التعليمية والأنشطة تحفّز على الفضول وتشجِّع على استكشاف مجالات جديدة.
- الوقت المخصص: تخصيص وقت مناسب للتعلم يعزّز من تركيز الفرد ويمكِّنه من التفرغ لاستيعاب المعلومات وتطوير مهاراته.
- التقدير والتشجيع: تقديم التقدير والتشجيع للجهود المبذولة يعزِّز من الثقة بالنفس والدافع لمتابعة التعلم بجدية.
- المساحة للخطأ: تشجيع فرص الاختبار والتجربة يمكن الفرد من التعلم من أخطائه وتحسين أدائه.
- التكنولوجيا والامتيازات: توفير وسائل تكنولوجية وامتيازات مثل الإنترنت والمكتبات تسهم في توسيع آفاق المعرفة والبحث.
فالبيئة المستقرة المناسبة للتعلم تعتبر أحد أسس النجاح في تحقيق الأهداف التعليمية وتطوير المهارات. توجيه الاهتمام نحو إيجاد هذه البيئة وتوفير الدعم والإمكانيات يعزز من تجربة التعلم الإيجابية.
القدوة التي تشجع على حب التعلم
القدوة تلعب دورًا حاسمًا في تشجيع حب التعلم لدى الأفراد، حيث يتأثرون بمثالياتهم ويستوحون من أنماط سلوكهم. إليك بعض الأمثلة على القدوات التي يمكن أن تلهم وتشجع على حب التعلم:
- المعلمين الملهمين: المعلمين الذين يتفانون في تقديم المعرفة ويظهرون شغفهم بالتعليم يمكنهم تشجيع الطلاب على حب المعرفة والتعلم.
- الشخصيات التاريخية والأدبية: الشخصيات التاريخية والأدبية التي تعبر عن قصص نجاحها من خلال التعلم والتطور تلهم الأفراد بفهم قوة التعلم وتحقيق الأهداف.
- العلماء والمفكرين: العلماء والمفكرين الذين قاموا بابتكارات واكتشافات مذهلة من خلال التعلم والبحث يمكنهم توجيه الآخرين نحو قيمة استكشاف المعرفة.
- الوالدين والأقارب: الوالدين والأقارب الذين يشجعون على التعلم والقراءة ويوفرون الدعم اللازم يساهمون في تنمية حب التعلم لدى الأجيال الصاعدة.
- الشخصيات العامة الإيجابية: الشخصيات العامة التي تعبر عن قيم التعلم والتطور وتسعى دائمًا لاكتساب المعرفة تمتلك تأثيرًا إيجابيًا.
- الزملاء والأصدقاء: الزملاء والأصدقاء الذين يشاركون في التعلم وتبادل المعرفة يمكن أن يكونوا مصدر إلهام وتشجيع.
- وسائل الإعلام والثقافة الشعبية: الأفلام والكتب والبرامج التي تروج لقيم التعلم وتبرز أهميته يمكن أن تلهم الأفراد للبحث عن المعرفة.
- المربين والمرشدين: المربين والمرشدين الذين يوجهون الفرد نحو استكشاف مجالات جديدة وتنمية مهاراته يلعبون دورًا كبيرًا في تشجيع حب التعلم.
تذكر أن القدوة يمكن أن تكون مصدر إلهام قوي لتطوير علاقة إيجابية مع عملية التعلم، وهذا يمكن أن يؤثر بشكل إيجابي على تحقيق الأهداف الشخصية والمهنية.
ربط النزهات والرحلات والأماكن الترفيهية بالتعلم
كلما شعر الوالدين بأن أحد أبناءهم لا يحب الدراسة ولا يستمتع بها، يجب أن يلجأ إلى قانون التشجيع. ويكون ذلك بتشجيع الأبناء على الدراسة من خلال ربط الدراسة والتعلم بالأماكن الترفيهية واللعب. مثال : سنخرج يا بني في نزهة جميعنا لأنك اجتهدت في مادة كذا.. أو لأنك تحاول جيدا. قد يهمك أيضا أهم المستلزمات المدرسية التي يحتاجها طفلك في حقيبته
التحلي بالصبر
فكلما أحس الوالدين بضيق في صدره من كثرة ما يحث أبناءه على التعلم. ومن كثرة التكرار والمتابعة والإصرار يلجأ نفسه إلى الصبر وما ينتظره من أجر للصبر، فتصبح المهمة أكثر سهولة.
أسباب عدم حب الطفل للمدرسة
- تجارب سلبية: قد يكون لدى الطفل تجارب سلبية سابقة في المدرسة مثل التنمر أو تجربة أكاديمية سيئة تسببت في تشويه صورته للمدرسة بشكل عام.
- صعوبات تعلم: إذا واجه الطفل صعوبات في تعلّم المواد الدراسية أو مشاكل في الاستيعاب والتحصيل، قد يشعر بالإحباط والتوتر مما يجعله يكره المدرسة.
- قلة التحفيز: إذا لم يشعر الطفل بالتحفيز والتشجيع من قبل المعلمين أو الوالدين للتعلم والمشاركة في الأنشطة المدرسية، قد يؤدي ذلك إلى تجنب المدرسة.
- عدم التوافق: إذا شعر الطفل بعدم التوافق مع البيئة المدرسية، سواء من حيث الأصدقاء أو العلاقة مع المعلمين، فقد ينتج عن ذلك كرهه للمدرسة.
- القلق والضغوط: يواجه العديد من الأطفال ضغوطًا وقلقًا من التحدث أمام الآخرين أو التعبير عن أرائهم في الفصل، وهذا يمكن أن يجعلهم يشعرون بعدم الرغبة في الحضور.
- عدم الربط بالمحتوى: إذا لم يرى الطفل كيف يمكن أن يكون محتوى الدروس مفيدًا أو مثيرًا بالنسبة له، فقد يشعر بعدم الرغبة في حضور المدرسة.
- مشاكل اجتماعية أو عائلية: تأثير المشاكل الاجتماعية أو العائلية الخارجية على مزاج الطفل يمكن أن يؤدي إلى كرهه للمدرسة.
- الملل: قد يشعر الطفل بالملل من الروتين اليومي في المدرسة، مما يؤدي إلى فقدان الاهتمام وكرهه للذهاب.
- عدم الثقة في الذات: إذا كان الطفل يعاني من عدم الثقة في قدراته الأكاديمية أو الاجتماعية، فقد يميل إلى تجنب المدرسة.
- المشاكل الصحية: تأثير الصحة الجسدية أو النفسية على مشاعر الطفل قد يؤدي إلى عدم الرغبة في الحضور.
هذه مجرد بعض الأسباب الممكنة، وقد تختلف أسباب عدم حب الطفل للمدرسة من حالة إلى حالة. تفهم هذه الأسباب وتقديم الدعم والتوجيه المناسب قد يساعد في تحسين تجربة الطفل في المدرسة.