قد يكون هناك اختلاف في سلوك طفلك في البيت والمدرسة، وهذا التصرف لا يدعو للقلق فهو يحتاج للقليل من المتابعة بين الأهل والمدرسة لتحقيق التوازن بينهما.
لفهم سبب سلوك طفلك، فإن أول ما عليك فعله وهو الأهم أن تتحدث إلى المعلم وتقارن السلوكات والتغييرات. سيساعدك هذا في معرفة ما يسبب التوتر لطفلك وما الذي يسبب السلوك الغير مرغوب. ثم يمكنك العمل بشكل مشترك في مساعدة طفلك على الشعور بالتحسن والاستقرار. سنتحدث عن أهم الأسباب التي تؤدي إلى إلى اختلاف سلوك طفلك بين البيت والمدرسة وطرق لمساعدتك في حل هذه المشكلة.
بعض أسباب الاختلاف في السلوك بين المنزل والمدرسة
يشعر طفلك بالأمان في المنزل
يشعر معظمنا، بما في ذلك الأطفال، أننا يمكن أن نكون “أسوأ في المنزل”. عائلتنا سوف تغفر لنا دائما. أما في المدرسة فلا يوجد هذا التساهل في القوانين والتنازلات التي من الممكن أن تحدث في المنزل. فكن مطمئنًا أن طفلك يشعر بالأمان وأنه يعبر عن نفسه تمامًا في المنزل، وهذا الأهم.
قد يتصرف طفلك بشكل مختلف بسبب التوتر والقلق
إذا كان طفلك يعاني من التوتر والقلق وخاصة القلق الاجتماعي فبيئة المدرسة مليئة بالتحديات على عدة مستويات. يجب أن يتفاعل طفلك في مجموعات وأقران ومعلمين متنوعين وبطرق مختلفة. هذا يتطلب كمية هائلة من الطاقة. هنالك العديد من الأطفال الذين يخفون توترهم طوال اليوم، ويخبرون أصدقائهم أنهم بخير، وهذا عادة بسبب مشاعر الخجل والإحراج. وعند عودتهم إلى المنزل يكونون مرهقين، ويعانون من الانهيارات، أو قد يعزلون أنفسهم في غرفهم.
قد يواجه طفلك صعوبات في التعلم
قد لا تدرك أن طفلك قد يواجه صعوبات في التعلم مثل عسر القراءة، أو تأخر في اتقان بعض المهارات الأساسية أو غيرها من المشكلات الأكاديمية، وهذا يؤدي إلى تفاقم المشكلة بشكل أكبر وزيادة الاختلافات بين المنزل والمدرسة إذا لم يتم حل الصعوبة الأكاديمية في البداية ثم التدرج بالمشاكل السلوكية.
الضغط النفسي الذي يضعه الأهل على طفلهم
إن التوبيخ المستمر على آدنى تقصير يقوم به الطفل، قد يؤدي لردة فعل عكسية مع طفلك بسبب العبء الكبير المطلوب منه والذي قد يكون أكبر من قدراته أو لا يتناسب مع شخصيته، هنا على الأهل أن يقللوا من الضغط على طفلهم ويعطوه القليل من الأريحية في التصرف كي يخرج أجمل ما عنده وأفضل ما يستطيع.
قد يكون لدي الاطفال بعض اضطرابات
مثل اضطراب فرط الحركة (ADHD) أونقص الانتباه أو التعلق أو اضطرابات آخرى.
قد يتصرف طفلك بشكل جيد في المنزل ولكنه يعاني بالفعل في المدرسة من صعوبة في ضبط نفسه وتصرفاته. إن البيئة المدرسية منظمة وفيها الكثير من القوانين والتي يمكن أن تكون في كثير من الأحيان مفيدة لمعظم الأطفال. ومع ذلك، يتعين على بعض الأطفال العمل بجد “لضبط” ردود أفعالهم. قد يكافحون من أجل التحلي بالصبر والبقاء بكل تركيزهم. فقد تكون البيئة المدرسية لهؤلاء الاطفال “مشتتة” باستمرار. ولهذا فمن الأسهل إدارة سلوكات الاطفال الذين لديهم اضطرابات في المنزل منها في المدرسة.
هذه مجرد تفسيرات بسيطة حول الاسباب التي تؤدي إلى الاختلاف في سلوك الطفل بين المنزل والمدرسة
طرق لمساعدتك ودعمك في التغلب على هذه المشكلة مع طفلك
- ادراك وتقبل أنك لم تفعل شيئًا خاطئًا، فقد يواجه طفلك بعض الصعوبات الأساسية. هذا ليس خطأك ولا هو ذنب طفلك.
- ابدأ في الحديث مع طفلك حول المشكلة وسبب الاختلاف في السلوك بين المنزل والمدرسة، واستخدم لغة وأسلوب محبب وغير تهديدي. عندما تتحدث مع طفلك، استخدم لغة الاستفسار بطريقة غير مباشرة بمعنى أنك تبحث عن حل وتفسير لما يحدث معه وليس انك تجبره على التحدث بشكل مباشر، فيما يلي مثال لما قد تقوله:
يمكنني أن أفهم سبب شعورك بالحزن أو الغضب اليوم من المدرسة هل كانت صعبة حقًا؟؟
كنت أتساءل؛ هل يمكن أن تكون هذا هو السبب في تصرفك بهذا الشكل؟
هل تعتقد أنه قد يكون بسبب …….؟ مارأيك لو قام احد بالتصرف معك بهذه الطريقه؟
هذا لا يعني أنه لا يجب وضع حدود عندما يكونوا غاضبين ، وانما هنالك مشاعر مقبولة و بعضها سلوكيات غير مناسبة و يجب تعديلها و عدم تكرارها.
- اسمح “بلحظة هدوء” أو وقت للراحة عند عودتهم من المدرسة. التحولات صعبة بالنسبة للعديد من الأطفال وخاصة أولئك الذين قد يعانون من القلق. دع أطفالك يجلسون لمدة نصف ساعة أو أكثر لتناول وجبة خفيفة والاسترخاء قبل أي محادثة أو نقاش. سيساعد هذا نظام التوتر لديهم على الهدوء وقد يمنع نوبة الغضب أو الانهيار. بالطبع، بعد الاستراحة، نبدأ باكمال الروتين الطبيعي للواجبات المطلوبة منه كطفل في المنزل، مثل مساعدة الاهل او القيام بالواجبات المدرسية أو مساعدة اخوته بالدراسة، تنظيف غرفته … الخ.
- بالنسبة للأطفال الذين يكون أداؤهم أفضل في المدرسة، فإن إضافة المزيد من الروتين في المنزل يمكن أن يساعدهم. أما الذين يعانون من مشاكل في المدرسة، فإن نقل بعض تفاصيل الروتين المنزلي إلى المدرسة من خلال تواصل الاهل مع المعلم قد يكون ذو فائدة عظيمة على الطفل في التكيف.
- تشجيع التعاون والتواصل المفتوح بين المنزل والمدرسة قدر الإمكان. فإذا كانت هناك استراتيجيات أو تقنيات يستفيد منها الطفل حقًا في المنزل أو في المدرسة ، فيجب علينا مشاركتها وتكييفها لدعم ذلك الطفل في كلتا البيئتين.
على سبيل المثال ، اذا لاحظ المعلم أن وضع جدول زمني مرئي للطفل يساعده على التحكم بتصرفاته بشكل افضل فمن الضروري اتباع نفس الاسلوب في المنزل كذلك.
في النهاية هذا الاختلاف في السلوك بين البيئتين ينتج من عدم تناسق بينهما فإذا تم التواصل بين الاهل والمدرسة سوف يكون هنالك تحسن ملحوظ بإذن الله وسوف يقدم الطفل افضل ما لديه وسيشعر بالراحة في كلا المكانين.