ادمان الهواتف الذكية هو حالة من الاضطراب النفسي الذي يصعب فيه على الشخص الانفصال والابتعاد عن الهاتف الذكي الخاص به، وتجده في كثير من الأحيان يلجأ الى الهاتف بدون حاجه أو سبب معين ويقضي معظم وقته باستخدامه.
مقالات ذات صلة:
تأثير التلفاز والشاشات على تطور لغة الطفل.
وهذا الإدمان ينتج من عدة أسباب منها استخدام الأهل الخاطئ للهواتف الذكية. وقيام الأهل بتقديم الهواتف للأطفال لإلهائهم في بعض الأوقات التي يكونون فيها مشغولين عن أطفالهم. على سبيل المثال أثناء التسوق من البقالة أو شراء حاجيات المنزل، قيادة السيارة، أو استخدامه كأسلوب لتشتيت تركيزهم في التجمعات العائلية. ومن أجل تشجيعهم على تناول الطعام، وغيرها من الأسباب.
ماهي علامات إدمان الهواتف الذكية وكيف سأكتشف إذا كان طفلي لديه إدمان على الهواتف الذكية أم لا؟
هنالك عدة علامات يستطيع الأهل من خلالها تمييز ذلك وأهمها، جلوس الطفل لمدة طويلة جداً على الهاتف، وغضبه وانفعاله الشديد عند سحب الهاتف الذكي منه. بالاضافة إلى استمرار طلب الهاتف الذكي بشكل متكرر، واذا لم يأخذه فقد يصبح غاضب أو مستاء وقد يصل الأمر إلى أبعد نوبة الغضب.
مخاطر ادمان الهواتف الذكية :
يقوم الآباء بتسليم هواتفهم المحمولة للأطفال الصغار من أجل تسهيل حياتهم والترفيه عنهم. اثبتت دراسة أجريت في كوريا أن نسبة إدمان الأطفال من 5 إلى 9 سنوات 7.3٪، مع ملاحظة أن هذه الدراسة أجريت عام 2012. مما يعني أن النسبة بكل تأكيد تفاقمت بشكل كبير بعد مرور 10 سنوات وبعدما أصبحت الهواتف الذكية جزء لا يتجزء من حياتنا جميعاً.
ومن هذه المخاطر:
- اثبتت دراسات حديثة أن الإدمان على الهواتف الذكية، يؤدي إلى قلة النوم.
- تؤثر الهواتف الذكية على عملية تعلم الاطفال، فتؤدي إلى تدني تركيزهم في الحصص.
- يمنع ادمان الهواتف الذكية من تعلم كيفية التعامل مع مواقف الحياة الحقيقية.
- يمكن أن يؤدي إلى السمنة.
- ضعف النظر والحاجة إلى ارتداء نظارة طبية.
- يصبح الأطفال معتمدين على الهاتف الذكي، وقد لا يعرفون ماذا يفعلون بدونه.
- قد يتسبب في تأخر النطق عند الأطفال.
- شعور الطفل المدمن بعدم الراحة والخوف من المواقف الاجتماعية الجديدة، وتفضيله استخدام التواصل الالكتروني.
- انجراف الأطفال إلى فتح الإعلانات أو الصفحات المجهولة ويكون محتواها ردئ وغير مناسب.
- إرسال صور غير مناسبة تشارك تفاصيل شخصية إلى أشخاص مجهولين. يجب تحذير الأطفال من مرتكبي الجرائم الجنسية فغالبًا ما يستخدمون الشبكات الاجتماعية والألعاب الإلكترونية للإتصال بالأطفال واستغلالهم.
- بالاضافة إلى وجود تأثيرات طويلة المدى تسببها الهواتف الذكية على الأطفال، وليست معروفة بالكامل في هذا الوقت، بسبب أن هذا الجيل الأول من الأطفال الذين يصلون للنطاق الكامل للتكنولوجيا المتوفرة حاليًا.
اقتراحات لعلاج ادمان الهواتف الذكية:
- أفضل طريقة هي ضبط الوقت الذي يقضيه أمام الشاشة، يوصي معظم الخبراء بتحديد وقت الشاشة لأي عناصر إلكترونية لمدة ساعة واحدة للأطفال دون 5 سنوات، وساعتين للأطفال دون سن 18 عامًا، وعدم السماح لهم باستخدام الهواتف الذكية بعد انتهاء وقتهم.
- تشجيع اللعب الجسدي وغير المنظم وغير المتصل بالإنترنت يحفز الدماغ، شجعهم ان يكونوا نشيطين ويقوموا بنشاط حركي كل 30 دقيقة مثلا، اجعل اللعب في وضع عدم الإتصال أولوية، خاصة للأطفال الصغار جدًا.
- اذا كنت تعتقد انه من الصعب تطبيق هذا على اطفالك، إلا أنه من الصحي جداً السماح لطفلك بتعلم كيفية التعامل مع مواقف الحياة الواقعية،مثل الاضطرار إلى الجلوس ساكنًا في مطعم أو الشعور بالملل في رحلة بالسيارة.
- تحسين الروتين اليومي وأنشطته، وإنهاء الأولويات الأخرى قبل البدء بوقت الهاتف مثل الواجبات المدرسة أعمال المنزل الدراسة.
- من المهم توزيع وقت الهاتف وعدم إعطاءه للطفل كجرعة واحدة.
- لا تكتفي بمراقبتهم عبر الإنترنت، تفاعل معهم حتى تتمكن من فهم ما يفعلونه ومساعدتهم على التغلب عليه.
- حدد وقتاً للحديث مع طفلك فهذا يساعده على تطوير لغته ومنع تأخر نموها.
- قم بتعيين كلمة مرور على الهاتف لتجنب استخدام طفلك له في غيابك.
- لا تستخدم الهاتف الذكي كمكافأة أو إلهاء، يتمتع الهاتف الذكي بإمكانات هائلة ليكون ذا قيمة تعليمية كبيرة للأطفال. الامتناع التام عنها غير مستحسن. الاعتدال هو المفتاح هنا.
ملاحظات أخرى يجب وضعها في الاعتبار:
- لا هواتف أثناء تناول الطعام.
- استخدام محدود للهاتف عندما يكون طفلك في جوارك.
- لا يوجد تلفاز أو هاتف قبل النوم.
- لا تستسلم لمطلب طفلك بطلب وقت إضافي على الهاتف.
أدرك تماماً أن الهواتف الذكية يمكن أن تكون وسيلة مفيدة للحفاظ على هدوء الأطفال ولكن لا ينبغي أن يكون الوسيلة الوحيدة لذلك، فيجب على الأهل أن يساعدوا طفلهم في التعرف على مشاعره وكيف يتعامل معها، وكيفية حل المشكلات، وإدارة الملل، وتحدي الغضب والحزن، كل ذلك يحتاج إلى محاولات وأنشطة وتعامل واقعي من دون هواتف ذكية وإيجاد توازن بين الحياة الواقعية واستخدام الهواتف الذكية.