الأبراكسيا الكلامية عند الأطفال هو اضطراب عصبي في أصوات الكلام في مرحلة الطفولة. أي وجود مشكلة في الكلام الحركي يظهر لأول مرة عندما يتعلم الطفل الصغير الكلام لأسباب غير مفهومة تماما.
إذ يعاني الأطفال المصابين بالأبراكسيا الكلامية في مرحلة الطفولة من صعوبة كبيرة في التخطيط وإنتاج سلسلة دقيقة ومحددة من حركات اللسان والشفتين والحلق الضرورية للكلام الواضح. أي أنه يعاني من صعوبة في البرمجة والتخطيط لحركات الكلام المحددة. اقرأ أيضا دليل فهم مشاكل النطق واللغة عند الأطفال
في حين أن هناك العديد من الأسباب التي تجعل بعض الأطفال يفشلون في تطوير مهارات الكلام أو اللغة المناسبة للعمر، فإن ما يلي يتم ذكره بشكل متكرر عن خصائص الأطفال المصابين بالأبراكسيا الكلامية (لن يكون لكل طفل جميع الخصائص). مع إجماع الجميع أن أطفال الأبراكسيا الكلامية لديهم أخطاء غير متناسقة وغير ثابتة في الأصوات الساكنة والمتحركة (الأحرف والمدود) في الإنتاج المتكرر للمقاطع أو الكلمات وصعوبة الإنتقال بين الأصوات والمقاطع والتنغيم الغير المناسب.
العلامات والأعراض في مرحلة الطفولة
- محدودية في التصويت واللعب بالأصوات أثناء الطفولة إذ غالبا ما يصف الآباء طفلهم بأنه طفل هادئ.
- عدد محدود من الأصوات (الأحرف) الساكنة مثل ب ت.
- تشويه وأخطاء في أصوات (الأحرف) العلة ا و ي.
- قد يطور طفل الأبراكسيا تواصلا غير لفظي وحركات وإيماءات متقنة.
- عند تكرار الطفل للأصوات بشكل منفرد يكون مناسب لكن عند الكلام المتصل يكون كلامه غير مفهوم، أو قد يكون الطفل قادرا على إنتاج الأصوات بشكل مثالي بنفسه إلا أنه قد يرتكب أخطاء في نفس هذه الأصوات عند دمجها في وحدات أطول مثل الكلمات أو العبارات
- زيادة في الأخطاء مع زيادة طول الكلام بما في ذلك مشاكل في انتاج كلمات متعددة المقاطع.
- يتلمس طريقه النطقي إذ يحاول ويخطئ ويكافح ليتكلم.
- إضافات وادخالات لأصوات بين الأصوات الساكنة أو في نهاية الكلمات.
- معدل الكلام أبطأ من معدل الكلام الطبيعي.
- تناقض وتضارب في الأخطاء النطقية فنفس الكلمة ينتجها الطفل في كل مرة بشكل مختلف.
- محاولة الطفل تحريك الفم بحركات دون صوت.
- يظهر الطفل أنه يفقد الكلمات إذ ينتجها لوحده مرة ولا يعيدها مرة أخرى.
- تغييرات في الصوت واختلاف في طبقات الصوت.
- ظهور علامات الإحباط عند طفل الأبراكسيا فيما يتعلق بالكلام.
- عدد الأخطاء يتزايد كلما زاد طول الكلمة أو العبارات.
هذه الخصائص لم يتم اقتراحها لتكون العلامات الضرورية والكافية للأبراكسيا الكلامية فمن الممكن أن تتغير. وقد يتغير توتر هذه العلامات وغيرها اعتمادا على تعقيد المهمة وعمر الطفل وشدة الأعراض.
هناك خصائص وأعراض متزامنة مع الأبراكسيا الكلامية تزيد من تعرض الطفل لمشاكل أخرى إذا كان يعاني من مشاكل سلوكية. إذ قد يترافق معها تأخر في تطور اللغة ومشاكل في اللغة التعبيرية ومشاكل فونولوجية ومشاكل في تعلم القراءة والتهجئة والكتابة ومشاكل في اللغة الاجتماعية ( البراغماتية).
أيضا من الممكن أن تترافق الأبراكسيا الكلامية مع المشاكل الحسية والحركية الغير كلامية والتي تشمل مشاكل وتأخر في المهارات الحركات الدقيقة والكبيرة وأبراكسيا فموية وأبراكسيا طرفية وصعوبات في التغذية (أي إدراك حسي غير طبيعي نقص أو فرط حساسية في المنطقة الفموية)، قد يترافق أكثر من مشكلة مع الأبراكسيا الكلامية.
إذ يكمن التحدي والصعوبة التي يواجهها الأطفال المصابون بالأبراكسيا الكلامية في خلق الكلام وهو ما يحيّر الآباء، خاصة عندما يلاحظون أن مهارة تعلم الكلام تتطور على ما يبدو دون مجهود لدى الأطفال الآخرين، وعند أطفالهم بمجهود عالي، مع ضرورة التنويه إلى أنه من المرجح استمرار الأبراكسيا الكلامية لدى الأطفال إلى ما بعد فترة النمو.
أسباب الأبراكسيا الكلامية
الأبراكسيا الكلامية هي اضطراب في النطق والتحكم في الحركات العضلية المتعلقة بالكلام، ويمكن أن تكون أسبابها متنوعة وتشمل ما يلي:
-
أسباب عضوية
تشمل التشوهات الهيكلية في الجهاز اللامعي واللامركزي للكلام، مثل تشوهات الحنك أو اللسان.
-
أسباب عصبية
يمكن أن تكون الأبراكسيا الكلامية نتيجة لاضطرابات عصبية، مثل الشلل الدماغي أو اضطرابات الحركة مثل مرض باركنسون.
-
أسباب جينية
هناك بعض الأمراض الجينية التي يمكن أن تكون سبباً في الأبراكسيا الكلامية.
-
اضطرابات التطور
قد يكون لدي بعض الأطفال تأخر في تطوير اللغة والكلام دون وجود أسباب عضوية أو جينية واضحة. تسمى هذه الحالة بالأبراكسيا الكلامية التطورية.
-
اضطرابات التواصل
قد تكون بعض اضطرابات التواصل الخاصة بالأطفال، مثل اضطراب طيف التوحد، مصاحبة للأبراكسيا الكلامية.
-
العوامل البيئية
بعض العوامل البيئية مثل الإهمال أو تجارب العنف يمكن أن تؤدي إلى تأخر في تطوير مهارات الكلام واللغة.
-
اضطرابات تعلم اللغة
يمكن أن تكون اضطرابات تعلم اللغة عاملًا مساهمًا في الأبراكسيا الكلامية.
علاج الأبراكسيا الكلامية
علاج الأبراكسيا الكلامية يتضمن مجموعة من الإجراءات والاستراتيجيات التي تستهدف تحسين النطق واللغة للأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب. إليك بعض العلاجات والاستراتيجيات التي يمكن استخدامها:
-
علاج النطق (Speech Therapy)
يجب أن يُجري علاج النطق تحت إشراف مختصي اللغة والنطق (العلاج الوظيفي) والذين يمكنهم تقديم جلسات علاج مخصصة لتحسين التحكم في الحركات اللامعيارية للكلام.
-
تكرار الأصوات والكلمات
يتضمن العلاج تكرار الأصوات والكلمات بشكل متكرر لتعزيز الذاكرة الحركية وتطوير اللغة النطقية.
-
استخدام العروض البصرية
يمكن استخدام مساعدات بصرية مثل الصور والرسومات لمساعدة الشخص على فهم وتنفيذ الأصوات والكلمات بشكل أفضل.
-
تدريب على النغمة والتأليف
يمكن تضمين تدريب على النغمة والتأليف في جلسات العلاج لمساعدة الشخص على تحسين التحكم في تغيير النغمة والإيقاع أثناء الكلام.
-
التمارين التكاملية
يمكن استخدام تمارين تكاملية تتضمن استخدام الحركات الجسدية والتفاعل الجسدي لتحسين التنسيق الحركي اللازم للكلام.
-
تكنولوجيا المساعدة
يمكن استخدام تكنولوجيا المساعدة مثل أجهزة تكلم بالكمبيوتر وتطبيقات الهواتف الذكية لتعزيز الاتصال وتحفيز الكلام.
-
التدريب المنزلي
يُشجع عادة على مواصلة التدريب والممارسة في المنزل بمساعدة الأهل أو المقربين.
-
التفرغ للبيئة الصوتية
يُفضل التعرض للأصوات والكلمات بشكل مكثف في محيط يشجع على التواصل والمحادثة.
-
التواصل الإيجابي
تشجيع الثقة والتواصل الإيجابي من خلال تقديم الإشادة والدعم.
فعلاج الأبراكسيا الكلامية يعتمد على الفرد وحالته الفردية، والتحسن يمكن أن يتطلب وقتًا وجهدًا مستمرين. يجب أن يُنفذ العلاج تحت إشراف محترفي اللغة والنطق المتخصصين الذين سيقدمون خطة علاجية ملائمة لاحتياجات الفرد وسيقومون بتقديم الدعم اللازم لتحسين مهارات الكلام واللغة.
من المهم أن يتم التقييم والتشخيص من قبل محترفي الصحة المختصين في الكلام واللغة لتحديد السبب الرئيسي للأبراكسيا الكلامية لكي يمكن وضع خطة علاجية مناسبة. العلاج قد يشمل جلسات علاج النطق واللغة مع متخصصين في هذا المجال وأحيانًا يكون الدعم العائلي والتدريب المنزلي ضروريًا أيضًا.