التأتأة ذات المنشأ العصبي (التأتأة أو التلعثم العصبي) هو نوع من اضطرابات الطلاقة. حيث يجد الشخص صعوبة في نطق وإنتاج الكلام بطريقة طبيعية وسلسة. قد يعاني الأفراد المصابون باضطرابات الطلاقة من كلام يبدو مجزأً أو مقطع أو فيه توقفات، مع انقطاعات متكررة ونطق الكلمات بمجهود ومعاناة.
عادة ما تظهر التأتأة أو التلعثم العصبي بعد نوع من الإصابة أو المرض للجهاز العصبي المركزي، مثل الدماغ والحبل الشوكي. بما في ذلك القشرة، وما تحت القشرة، والمخيخ، وحتى مناطق المسار العصبي.
الأمراض التي تسبب التأتأة او التلعثم العصبي
- السكتة الدماغية مع أو بدون فقدان القدرة على الكلام.
- صدمة الرأس.
- الصرع.
- نقص التروية.
- الأورام والخراجات.
- الأمراض التنكسية مثل مرض باركنسون أو التصلب المتعدد.
- أمراض أخرى مثل التهاب السحايا ومتلازمة غيلان باريه والإيدز.
- الأسباب المتعلقة بالمخدرات.
- الآثار الجانبية لبعض الأدوية.
في معظم الحالات يمكن تحديد الإصابة أو المرض الذي تسبب في التلعثم أو التأتأة ذات المنشأ العصبي. لكن عدد قليل من الحالات قد يظهر الفرد فقط دليلًا على شكل من أشكال اضطراب الكلام دون أي دليل واضح على حدوث تلف عصبي.
من هو المعرض لخطر التأتأة أو التلعثم العصبي؟
بشكل عام الأفراد الذين يعانون من تلعثم عصبي لديهم تاريخ من إنتاج الكلام الطبيعي قبل الإصابة أو المرض. في حالات قليلة قد يحدث التلعثم العصبي لدى الأفراد الذين عانوا من تلعثم في النمو في مرحلة الطفولة ولكنهم تعافوا على ما يبدو.
يمكن أن يحدث التلعثم العصبي في أي عمر. ومع ذلك فإنه يظهر في كثير من الأحيان في مرحلة البلوغ، وأعلى نسبة تحدث في فئة كبار السن. يختلف هذا المظهر تمامًا عن التلعثم النمائي الذي لا يُنظر إليه عادةً على أنه نتيجة لتلف الدماغ. والذي يظهر بشكل شائع في مرحلة الطفولة المبكرة عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و5 سنوات.
ما هي الأعراض الأولية للتأتأة أو التلعثم العصبي؟
نظرًا لأنه ناتج عن مجموعة متنوعة جدًا من الأمراض والاضطرابات، فقد تختلف أعراض التلعثم العصبي بشكل كبير بين الأفراد المختلفين. يمكن اعتبار التلعثم العصبي تشخيصًا محتملاً إذا لوحظ واحد أو أكثر من الأعراض التالية:
- مستويات شديدة ومفرطة من عدم الطلاقة الطبيعية أو الانقطاعات في تدفق الكلام، مثل الحشوات والمراجعات.
- أنواع أخرى من عدم الطلاقة الكلامية، مثل تكرار العبارات والكلمات وأجزاء من الكلمة (الأصوات أو المقاطع، و إطالات الأصوات) وما إلى ذلك.
- الترددات والتوقفات في أماكن غير متوقعة أو غير مناسبة في الكلام.
- توقف تام للكلام أثناء إنتاج الكلمة دون إنهاء الكلمة.
- أصوات إضافية متطفلة أو دخيلة أثناء إنتاج الكلام.
- اندفاعات سريعة في الكلام قد تكون غير مفهومة.
- حركات غريبة للشفاه أو الفك أو اللسان أثناء محاولة الكلام.
قد يبدو أن العديد من الأفراد غير مدركين أو على الأقل غير مهتمين بالمشكلة التي تظهر في كلامهم. فيما أن البعض قد يظهر وعيًا تاما بمشكلتهم. وربما يعربون عن القلق وحتى الاكتئاب بشأن الصعوبة التي يواجهونها في الكلام.
السلوكيات الثانوية أو المرتبطة بالتأتأة أو التلعثم
- التوتر الواضح والصراع في إنتاج الكلام.
- حركات الرأس أو الأطراف أثناء الكلام.
- انعدام التواصل البصري أو تجنب التواصل البصري.
- محاولة التأجيل أو التأخير في محاولة لفظ كلمة أو تجنب الكلمات أو تجنب مواقف الكلام.
قد تنشأ هذه السلوكيات نتيجة محاولات المتكلم (الشخص الذي يعاني من التأتأة أو التلعثم) للتغلب على عدم الطلاقة (التأتأة) أو فرض طريقه من خلال عدم الطلاقة، أو من محاولات إخفاء حقيقة أنه يواجه صعوبة في إنتاج كلام عادي. اقرأ أيضا دليل فهم مشاكل النطق واللغة عند الأطفال
كيف يختلف التلعثم العصبي عن الأنواع الأخرى من اضطرابات الطلاقة؟
يمكن أن تكون أعراض التلعثم العصبي مشابهة لتلك التي تظهر في اضطرابات الطلاقة الأخرى.
بعض اضطرابات التواصل مثل الديسآرثريا (عسر الكلام)، الأبراكسيا (تعذر الأداء النطقي)، المصاداة اللاإرادية (palilalia)، والأفيزيا (الحبسة الكلامية) قد تضعف قدرة المتحدث على إنتاج الكلام بسلاسة وانسيابية.
تنتج هذه المشاكل من نفس أنواع الإصابات أو الأمراض العصبية مثل التلعثم العصبي، وغالبًا ما تترافق التأتأة العصبية مع هذه الاضطرابات السابقة الذكر. يمكن النظر في تشخيص التلعثم العصبي عندما يتضمن نمط عدم الطلاقة (التأتأة) الأعراض الموضحة أعلاه. اقرأ أيضا 16 طريقة لتعليم طفلك النطق بشكل صحيح
مع ضرورة التنويه بأن الاضطراب الذي يشبه أعراضه أعراض التأتأة أو التلعثم العصبي(neurogenic stuttering) هو التأتأة أو التلعثم النمائي(developmental stuttering). مع العلم أنه قد يستمر التلعثم النمائي حتى مرحلة البلوغ.
في بعض الحالات قد تتفاقم أعراضه بشكل ملحوظ بعد الإصابة أو المرض أو الصدمة، مما يجعل التشخيص بين الاضطرابين أكثر صعوبة.
وبالمثل فإن الفرد الذي تعافى من التلعثم النمائي في مرحلة الطفولة قد يعاني من عودة ظهور التلعثم بعد الإصابة أو المرض العصبي. ومع ذلك في الغالبية العظمى من الحالات يجب اعتبار الظهور المفاجئ للكلام غير الطلق لدى شخص بالغ أمرًا غير طبيعي ومؤشرا على وجود خلل أو مرض عصبي.
يجب اعتبار التلعثم النمائي سببًا محتملاً فقط عندما يكون هناك تاريخ سابق من التلعثم في مرحلة الطفولة. بغض النظر عن الاختلاف الواضح في سن البداية، غالبًا ما يكون التفريق بين الاضطرابين صعباً.
تتضمن بعض الأنماط التي تميز الاثنين ما يلي:
- قد يحدث التلعثم العصبي في أي مرحلة من مراحل إنتاج الكلمة وليس في البداية كما هو شائع مع التلعثم النمائي.
- غالبًا ما يحدث التلعثم العصبي في أي نوع أو فئة من الكلمات في أي مكان في الجملة بدلاً من الارتباط بكلمات المحتوى مثل الأسماء والأفعال والصفات والظروف.
- قد يحدث التلعثم العصبي في أي نوع من السلوك الصوتي بما في ذلك الغناء وتكرار المقاطع التي تم تعلمها جيدًا قد تحدث حالات عدم التوافق مع نفس التردد في أي نوع من مواقف التحدث.
- غالبًا التلعثم العصبي لا يمكن التخفيف منها بنفس الطريقة التي نقلل من التلعثم النمائي، وتتضمن الطرق التالية القراءة الكورالية، والغناء، والتكيف (القراءة الشفوية المتكررة لنفس المقطع) أو التحدث أثناء الإخفاء السمعي أو أثناء التغذية السمعية المتأخرة.
ومع ذلك فإن الأنماط المذكورة أعلاه ليست عالمية لجميع الأفراد الذين يعانون من التلعثم العصبي، وقد تختلف الأنماط بشكل كبير بين الأفراد اعتمادًا على طبيعة الإصابة أو المرض العصبي، أي أن النحسن في التأتأة ذات المنشأ العصبي بسيط.
هل يمكن أن تصاحب أنواع أخرى من مشاكل التواصل التلعثم العصبي؟
من المعتاد أن يصاحب التلعثم العصبي عدة أنواع أخرى من ضعف التواصل وقد تشمل هذه:
- الحبسة (aphasia) ضعف كلي أو جزئي في فهم اللغة وصياغتها واستخدامها
- عسر التلفظ (dysarthria) أخطاء في إنتاج أصوات الكلام مثل تداخل الأصوات والكلمات التي تؤثر على وضوح كلام الأفراد
- تعذر الأداء النطقي الأبراكسيا الكلامية (apraxia of speech) اختلالات في التوقيت وعدم الدقة في حركة العضلات المستخدمة في إنتاج الكلام
- المصاداة اللاإرادية (Palilalia ) اضطراب الكلام حيث يمكن تكرار كلمة أو عبارة أو جملة عدة مرات ، بشكل عام مع زيادة السرعة وتقليل التمييز.
- Anomia صعوبة في العثور على الكلمة المناسبة للاستخدام.
- الارتباك: عدم اليقين بشأن هويتهم وهوية الآخرين، وموقعهم، والفترة الزمنية الحالية وما إلى ذلك.
كيف يتم تشخيص التلعثم العصبي؟
قبل تلقي العلاج، من المهم أن يتم تشخيص الشخص المشتبه في إصابته بالتلعثم العصبي بدقة. يُنصح بالتشاور مع أخصائي أمراض النطق واللغة المتخصص في التلعثم لإجراء التشخيص.
سيرغب أخصائي النطق واللغة في السعي للحصول على معلومات من الأطباء المشرفين على وضع المريض، سيشمل التقييم النظر في مشكلة الطلاقة والتاريخ العائلي، والحالة الطبية الحالية، ووجود إعاقات ومشاكل تواصل أخرى.
يجب أن يحدد التشخيص ما إذا كانت عدم الطلاقة الكلامية هي عصبية (ذات منشأ عصبي) في الأصل وما إذا كان هناك أي ضعف آخر في التواصل يؤثر على الطلاقة.
كيف يتم علاج التلعثم العصبي؟
نظرًا لأن العديد من الحالات يمكن أن تسبب تلعثمًا عصبيًا وتؤثر على وتيرة التعايش مع ضعف وسائل التواصل الأخرى، فلا يوجد نهج علاجي واحد فعال في تخفيف أعراضه. غالبًا ما يتم إجراء العلاج بواسطة أخصائي أمراض النطق واللغة يعمل جنبًا إلى جنب مع الطبيب المشرف على حالة المريض.
قد تكون بعض تقنيات العلاج التي تساعد في تقليل أعراض التلعثم النمائي فعالة أيضًا مع التلعثم العصبي. من الضروري أن ندرك أن عملية التعافي من الإصابة أو المرض العصبي الأساسي غالبًا ما يكون لها تأثير كبير على الطلاقة أي أنه علينا أن نضع في اعتبارنا أيضًا أنه نظرًا لأن التعافي من الإصابة أو المرض العصبي قد يكون بطيئًا وبسيطا. وبذلك ستكون هناك حاجة إلى الصبر والوقت الطويل والتحسن سيكون بطيئا.
مع ضرورة التأكيد أنه لا يوجد علاجات فورية للتأتأة والعلاج الدوائي أو من خلال الأجهزة ليست عملية فقط جلسات العلاج مع أخصائي النطق هي الشيء الذي يحرز تقدم نحو الطلاقة.