العلاج عن طريق اللعب هو مجال علاجي جديد، يعتمد على اللعب كوسيلة طبيعية للتعبير عن الذات لدى الطفل علاج يعتمد على الإتصال الغير لفظي. حيث يتمتع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين العامين وإثنا عشرة عامًا بالحرية الكاملة في استكشاف الصعوبات التي يتعرضون لها واستكشاف مشاعر الألم من خلال اللعب بالألعاب.
هناك الكثير من الفروقات في طرق التعبير والتواصل بين البالغين والأطفال لذلك طرق العلاج النفسية يجب أن تكون مختلفة أيضا ومناسبة لجيل كل فرد، فتقول الباحثة سو براتون من جامعة شمال تكساس، أن الأطفال يفتقرون إلى القدرة الإدراكية في نقل أفكارهم ومشاعرهم وخبراتهم من خلال اللغة. وكذلك يتضاعف الإفتقار لهذه القدرة إذا كان لدى الطفل اضطرابات نفسية. لهذا الطرق الغير لفظيّة مثل اللعب، الفنون، وغيرها من الطرق المبنية على اللعب فهي تمنح الأطفال بيئة آمنة عاطفيًّا للتعبير عن أنفسهم وعن تجاربهم الصعبة.
يصنف العلاج عن طريق اللعب إلى قسمين:
-
العلاج الموجه:
في هذا العلاج يلعب المعالج دورًا أكبر ويقوم بتشجيع الطفل على الإنخراط في أنشطة محددة وموجهة. بحيث يكون المعالج على دراية بمشاكل الطفل. فمثلا اذا كان الطفل انطوائي يعمل على توجيهه لإختيار ألعاب معيّنة إذا كان يعاني من صعوبة في اختيار العابه بنفسه. فهذا النوع من العلاج سيساعده في تخطي الإنطوائيّة ويكسبه هذا العلاج مهارات مهمة وأساسيّة.
-
العلاج غير الموجه:
العلاج المتمركز حول الطفل، بحيث أنه يسمح للطفل بتوجيه وقيادة اللعب ويستخدم المعالج الإستماع الفعّال والإنعكاسي لتشجيع الطفل على التعبير عن مشاعره وملاحظة تصرفاته وسلوكه وبهذا الأسلوب يظهر المعالج القبول غير المشروط ويبني الثقة بينه وبين الطفل. وفي نهاية العلاج يكتسب الأطفال فهمًا لمشاكلهم ويعملون على إيجاد حلول خاصة بهم.
-
سيرورة العلاج عن طريق اللعب:
في جلسات العلاج عن طريق اللعب يقوم المعالج أولاً بإجراء إستشارة شاملة للوالدين بغرض الحصول على معلومات موجزة تتعلق بنمو الطفل، أداءه وتصرفاته الحاليّة. وكذلك شؤون مقلقة من الحاضر والماضي بالإضافة لهذا تجرى تقييمات متكررة مع أولياء الأمور، المعلمين ومقدمي الرعايّة.
بشكل عام تستمر مدة الجلسات الأسبوعيّة ما بين المعالج النفسي والطفل لثلاثين دقيقة حتى ساعة واحدة. وعدد الجلسات متعلق بحالة الطفل وأسلوب العلاج. بعض الأطفال الذين يعانون من مشاكل خفيفة قد يشهدون تحسنًا بعد 6 أو 12 جلسة. أما حالة الأطفال الأكثر تعقيدا قد يصل عدد الجلسات إلى 48 جلسة وأكثر.
-
المراحل العلاجيّة في العلاج عن طريق اللعب:
وفق نموذج طريقة العلاج للباحثين كارول نورتون وبايرون نورتون من جامعة كولورادو الشماليّة، يبدأ العلاج من مرحلة تسمى بمرحلة الإستكشاف (The Exploratory Stage) التي تركز على أهمية بناء الثقة ما بين المعالج والطفل. وكذلك إعطاء الطفل مساحة للإستكشاف والتعود على البيئة والتعرف على المعالج واللعب سويّةً.
هنا أيضا يقوم المعالج بملاحظة سلوكيّات الطفل مثل: العدوانية، كسر اللعب، فرط الحركة، عدم استمراره بالأنشطة، التبعيّة في اللعب وعدم سيطرته على مجريّات اللعب. هكذا يكون المعالج على دراية شبه تامة لخطة العلاج.
ثم تبدأ مرحلة اختبار الطفل للحماية (The Testing for Protection Stage) والإستجابة لقراراته في اللعب. بالاضافة إلى فحص مدى تقبل المعالج لمشاركة الطفل بأحاسيسه عن طريق الدمى والحوارات المجازيّة ما بينهم. عند استجابة المعالج بطريقة متقبلة ومناسبة للطفل، تنمو الثقة بينهم.
في المرحلة الثالثة وهي مرحلة الإعتمادية (The Dependency Stage) ، مرحلة شديدة العواطف. وتتضمن مرحلة الإعتمادية تعبيرًا أكبر عن العواطف والمشاعر فيعبر الطفل عن مواضيع لها معنى شخصيّ. وكذلك قد يشارك الطفل اللعب الدرامي عن طريق الدمى مثلا لإخفاء المحتوى الحقيقي والشخصيات الحقيقية ويتيح فرصة تحويل المشاعر والإنفعالات إلى أشياء أخرى بديلة. وكذلك التعبير رمزيّا وإكتساب سيطرة تامة على مشاعره وتعبير عن الألم بصورة أكثر حرة وصحيّة وبدون عدوانيّة.
في المرحلة الرابعة التي تسمى بمرحلة النمو العلاجي (Therapeutic Growth Stage). تتميز باكتساب الطفل شعور جديد تجاه ذاته وتتميز في ردود الفعل مناسبة أثناء اللعب وبحدة عاطفية وإنفعالية مناسبة لا تدل على أيّة رمزيّات مبطنة.
أما في المرحلة الخامسة التي تسمى بمرحلة الإنهاء (Termination Stage). وهنا تنتهي مراحل العلاج ويتم توجيه لعب الأطفال نحو إظهار المعالج أنهم تغلبوا على مشاكلهم.
-
مثال لما يحدث في الغرفة العلاجية لتطوير مهارات الطفل الإجتماعية:
تشمل المهارات الاجتماعية الطرق التي يتبعها الطفل من أجل تكوين صداقات مع الآخرين، ورسم الحدود بينهم والتعاون من أجل تطوير المهارات الإجتماعية بشكل صحيح. من المهم أن يختبر الطفل السلوكيات المختلفة وعواقبها، لتحقيق ذلك في العلاج عن طريق اللعب قد يستخدم المعالج النشاط التالي:
يمكن للمعالج أن يخلق مواقف تتطلب من الطفل الإستجابة لمواقف إجتماعية بطريقة متعاونة إذا كان يفضل اللعب لوحده. وهذه لعبة تعاونية ما بين المعالج والطفل مثل مساعدة ألعاب معينة والوصول إلى مكان معين بأسرع طريقة ممكنة وتجنبها للحيوانات المفترسة.
تعليق واحد
https://www.philadelphia.edu.jo/library/directors-message-library