الغيرة عند الأطفال من المولود الجديد شعورٌ طبيعيّ خصوصا في المرحلة الأولى من ولادة الطفل الجديد. وذلك بسبب شعور الطفل بأن الإمتيازات والوقت والإهتمام الذي كان يحصل عليه قد اختفى أو أصبح قليلاً وذلك بسبب الإهتمام الكبير بالمولود الجدي. فمن خلال القيام بهذه التصرفات يرغب بالإهتمام وعودة مكانته كما كانت سابقاً فهو يشعر بالغيرة.
مقالات ذات صلة:
حماية الأطفال من الاعتداء الجنسي وطرق للتعامل معه!
تأديب الأطفال حسب العمر بطرق صحية!
الغيرة هي حالة انفعالية عاطفية تظهر عند الشخص بسبب مواقف حصلت معه في مرحلة من مراحل حياته أدت إلى انعدام الأمان والخوف والشعور بالمنافسة. كما أوضحت ليا ووترز أستاذة علم النفس بجامعة ملبورن ومؤلفة كتاب “تبديل القوة”. “إنه شعور (أنا لست مهماً) ؛ (أنا ناقص هو أفضل مني)، تؤدي هذه المشاعر إلى الغيرة وأحيانا إلى الاكتئاب فلهذا علينا أن نعالج هذه الصفة التي لها الكثير من التبعات النفسية على الأطفال والكبار.
-
التصرفات التي يقوم بها الأهل قد تسبب الغيرة:
- الدلال الزائد.
- الحماية الزائدة.
- تسلط الأهل.
- المقارنه مع الأخرين.
- ترتيب الولادة.
-
تصرفات تدل أن طفلك يغار من المولود الجديد:
يعتقد الطفل أنه عندما يقوم بتقليد المولود الجديد فإنه سينال الإهتمام والعناية الكبيرة التي يأخذها المولود الجديد، ولكن هذا التصرف يدل على الغيرة، مثل:
- أن يطلب شرب الحليب بالقارورة الخاصة بالرضع.
- عدم الرغبة بالنوم في غرفتهِ الخاصة ويريد النوم عند أهله أو في سرير المولود الجديد.
- محاولة لبس ملابس المولود الجديد.
- من الممكن أيضا ً أن يتعرض له بالعنف أو محاولة ضربه.
- عدم الرغبه بالذهاب للحمام بعد أن كان يعتمد على نفسه في هذه المهارة.
- الكلام مثل الأطفال في العمر الصغير وهذه التصرفات كلها تسمى (النكوص). ويعني عودة الطفل بتصرفاته لعمرٍ أصغر بسبب (الغيرة) ومن أجل جلب الإنتباه والإهتمام الذي كان يناله سابقاً.
-
كيف أتعامل مع الغيرة عند الأطفال من المولود الجديد:
- منذ بداية الحمل يجب على الأهل تشويق الطفل للموضوع والتمهيد للموضوع وجعل الطفل يتقبل الفكرة مسبقاً.
- الحديث عن قدوم المولود الجديد معاً (سيأتي عندنا أخ جديد سيكون لك صديق في المنزل لتلعبوا معا، سيكون صغيراً جدا وأنت الكبير ويجب أن تساعد ماما في العناية به.
- ننصح الأم قبل ولادة المولود الجديد أن تأخذ طفلها لعائلة لديها مولود جديد ليراه ويألفه ويساعدهم التجهيز مع الطفل للمولود الجديد ومن الممكن أن نحضّر هدية ونقدمها للطفل ونخبره أن هذه الهدية لأنه سيكون الأخ الأكبر.
- عدم إهمال الطفل الكبير عند ولادة الطفل الجديد وعدم توفير حاجاته ومايلزم له وفي نفس الوقت عدم إعطاء الطفل الجديد الإهتمام أكثر مما يحتاج.
- يجب أن نجد نشاط بديل للطفل الكبير ولا نتركه وحده ونحن نتفرغ للطفل الجديد. مثل ألعاب التركيب الليجو أو التلوين أو القيام بالتناوب على الجلوس مع الطفل الكبير مثلا عندما تكون الأم مشغولة مع المولود الجديد يقوم الأب باللعب مع الطفل الكبير والحديث معه أو الخروج معاً للمشي وما إلى ذلك.
-
كذلك يمكن:
- على الأم أن تتحلى بالصبر عند التعامل مع طفلها الغيور وأن تحاول السيطرة على انفعالاته. وضبط انفعالاتها هي أيضاً خصوصا عندما يتصرف الطفل الأكبر بتصرف خاطئ أو مزعج نابع من غيرته.
- على الأم أن تتحدث مع طفلها وتشجّعه على قول ما بداخلهِ وأن الغيرة هي مجرد شعور أن ماما اهتمت بأخي أكثر مني (تعال واخبرني أنني أريد أن تهتمي بي أريد أن أحضنكِ، وأريد أن أتكلم معك…) عودي طفلكِ على أن يعبّر عن نفسهِ ويكون واضحا معها متفهماً لتقلباتها المزاجية وأن تبدي اهتماما وتفهما له.
- حاولي دمج الطفل الكبير في مهام ٍإضافية كمساعدتكِ في حاجات الطفل الصغير مثل إعداد طعامه وترتيب أغراضه وإحضار ملابسه ومساعدتك في إختيار ملابسه أو ترتيب سريره. ركزي على أنه طفلٍ صغير ولا يستطيع القيام بالكثير من المهام التي تقوم بها أنت بسهولة.
- أعطي طفلكِ وقته المخصص له يومياً فيجب أن تجلسي معه على الأقل لمدة 20 دقيقة اقرأي قصة وهو يجلس في حضنك، العبي بالمكعبات معه، ارسموا معا، اذهبوا للبقاله وتحدثوا.
من المهم أن تعطي الأم الطفل القدر الكافي من (الحب والحنان والتقبُل والتقدير) الذي يستحق فهذه الأسرار هي السبب في جعل الحالة النفسية لطفلكِ مستقرة ومتوازنة.