داء القطط أو داء المقوسات (Toxoplasmosis) هو عدوى طفيلية يسببها طفيلي أو أحادي الخلية يسمى المُقَوَّسَة الغُوندِيَّة (Toxoplasma Gondii). وهو أحد أكثر الطفيليات إنتشارا في العالم وهذا النوع من الطفيليات يعيش في أمعاء القطط بشكل أساسي.
وينتقل في براز القطط ليسبب تلوثا في الخضروات والفواكه والتربة ويتم إنتقاله أيضا عن طريق اللحوم الغير مطهية جيدا مثل لحم الضأن والغزال والخنزير. حيث ينتقل إلى الإنسان مسببا له داء القطط.
بحسب مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن معظم الناس الذين لديهم داء القطط لم تظهر عليهم الأعراض على الإطلاق، ومع ذلك يجب على النساء الحوامل والأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة اتخاذ الاجراءات الوقائية لأنهم أكثر عرضة لعدوى التوكسوبلازما.
كيف تحدث العدوى بداء القطط؟
تحدث عدوى داء المقوسات من خلال 3 طرق انتقال رئيسية وهي: انتقال العدوى بالغذاء، انتقال المرض من الحيوان إلى الإنسان، انتقال العدوى من شخص إلى آخر.
- تناول اللحوم النيئة الملوثة (خاصة: لحم الخنزير أو الضأن أو الغزال) أو الرخويات (على سبيل المثال، المحار، والبلح، أو بلح البحر).
- تناول الخضروات والفواكه الملوثة بدون غسلها جيدا.
- مياه الشرب الملوثة.
- لمس أي شئ قد يلامس براز القطط الذي يحتوي على التكسوبلازما.
- إنتقاله من الأم إلى الجنين أثناء الحمل، لذا تنصح الحامل بعدم الاقتراب من براز القطط خلال الحمل وبعد الولادة.
- وفي حالات نادرة، قد ينتقل داء القطط عن طريق تلقي زرع الأعضاء أو نقل الدم من شخص مصاب.
حين يصاب شخص ما بعدوى التوكسوبلازما فإن الطفيل يكوّن أكياسًا يمكنها أن تصيب كل أعضاء الجسم تقريبًا عادة ما تصيب المخ والنسيج العضلي لمختلف الأعضاء بما في ذلك القلب.
إذا كنتِ بصحة جيدة فإن جهازكِ المناعي يبقي الطفيل تحت السيطرة. تظل الطفيليات في جسدكِ في حالة خاملة مانحة إياكِ مناعة طوال حياتكِ فلا يمكنكِ الإصابة بهذا الطفيل ثانية طوال حياتكِ.
أما إذا ضعف جهازكِ المناعي بسبب مرض أو دواء ما، فإن العدوى يمكنها أن تتجدد وتؤدي إلى مضاعفات شديدة.
الأعراض
وفقا لوزارة الصحة في مينيسوتا، فإن معظم الأشخاص المصابون بعدوى التكسوبلازما ليسوا على دراية به لأنه لا تظهر عليهم أعراض. بينما قد يشعر البعض الآخر بالحمى وتورم الغدد وآلام العضلات، وتستمر هذه الأعراض حتى الأسبوع الثاني أو الرابع.
أيضا، قد يسبب داء القطط الشديد مضاعفات خطيرة تتمثل في التهاب الدماغ والرئة وعدوى في العينين. يشير مركز مايو كلينيك الى أن أعراض داء القطط العيني تتمثل في ألم في العين مع انخفاض الرؤية ورؤية العوائم. وينبه المركز الى أن عدم معالجة مرض العين قد يسبب العمى.
ما هي المضاعفات عند الأطفال المولودين بداء المقوسات؟
معظم الأطفال الذين يصابون أثناء تواجدهم في الرحم قد تكون إصاباتهم خطيره أو قاتلة. فالطفل المصاب في الرحم ويولد قد تكون لديه مضاعفات بالدماغ أو العينين أو الرئتين أو تضخم في الكبد والطحال، وقد يكون لديه تأخر بالنمو العقلي والجسدي ونوبات متكررة.
ويشير مركز مايو كلينيك الى أن أعراض داء القطط قد تظهر في مرحلة الطفولة أو المراهقة، ومنها:
- تكرر الاصابة بعدوى العينين.
- فقدان السمع والبصر.
- صعوبات في التفكير والتعلم.
- مشاكل في النمو وتطور المهارات الحركية.
- البلوغ المبكر
قد يهمك أيضا: هل يصيب داء الليستريات الحوامل؟
كيف يتم تشخيص داء القطط؟
هناك عدة طرق لتشخيص داء المقوسات بإجراء عدة اختبارات، منها:
1. اختبار الأجسام المضادة في الدم:
بعد الإصابة فإن الجسم يكوّن أجساما مضادة ضد الطفيل من نوع IGM وذلك بعد حدوث العدوى مباشرة حيث ترتفع نسبة هذا الجسم المضاد وتستمر لمدة شهر، ثم يظهر نوع أخر من الأجسام المضادة وهو ال IgG ويوفر حماية طويلة الأمد تستمر مدى الحياه كدليل على حدوث العدوى ووجود مناعة ضدها.
هذا الفحص يعتمد على تحديد نوع الأجسام المضادة وتحديد ما إذا كانت عدوى نشطة جديدة أو قديمة أو عدم وجود عدوى من الأساس.
2. اختبار تحديد الحمض النووي الخاص بالطفيل:
يمكن اجراء فحص للكشف عن الحمض النووي وقياسه في سوائل الجسم مثل الدم أو السائل حول المخ أو السائل الأمينوسي حول الجنين وبالتالي معرفة ما إذا كانت هناك عدوى أم لا.
3. الفحوصات المطلوبة المتعلقة بالمرأة الحامل والجنين:
- فحص عينة من السائل الأمينوسي: فحص عينة من السائل الأمينوسي حول الجنين لتحديد وجود الأجسام المُضادة أو تحديد الحمض النووي الخاص بالطفيل. ويتم هذا بعد الأسبوع الـ 15 من الحمل كجزء من اختبار( TORCH) وهو عبارة عن فحص لتحديد أنواع من الميكروبات التي تصيب الأم أثناء الحمل وتسبب إجهاض أو تشوهات خلقية في الجنين ويشمل داء القطط.
- الأشعة التلفزيونية أو السونار: لتحديد بعض العلامات المرضية في الجنين مثل الاستسقاء الدماغي أو تضخم الرأس نتيجة لزيادة تجمع السائل حول المخ، في حالات الإصابة الشديدة و خاصة إصابة الجهاز العصبي المركزي و المخ.
كيف احمي نفسي من داء القطط؟
- إرتداء قفازات الحديقة عند التعامل مع التربة.
- عدم أكل اللحوم النيئة أو الغير مطهية جيدا.
- لا تتذوقي اللحم قبل طهيه بالكامل اغسلي الأواني جيدا بعد استخدام اللحم النيئ بالماء والصابون الساخن لمنع باقي الأدوات من التلوث.
- اغسلي الخضار والفواكه وخاصة إذا كنتِ ستأكلنها نيئة.
- لا تشربي الحليب غير المبستر فقد يحتوي على طفيليات التكسوبلازما.
- تغطية صناديق الرمل للأطفال لمنع القطط من استخدامه.
إذا كنت حاملا أو معرضة لخطر الإصابة بداء القطط فاتبعي هذه الخطوات :
- ابقي قطتكِ بصحة جيدة واحتفظي بها بالداخل وأطعميها طعاما جافا أو معلبا وليس لحوما نيئة.
- لا تعرضي قطتك للقطط الضالة.
- اطلبي من شخص آخر تنظيف صندوق الفضلات إذا لم يكن ممكنا ارتداء قفازات وقناعا لتغيير القمامة.
متى يجب علي زيارة الطبيب؟
يجب عليك استشارة الطبيب للقيام باختبار للتكسوبلازما جوندي، اذا كنت تعانين من:
- نقص في المناعة أو تتناولين دواء يضعف جهاز المناعة.
- الاصابة بالايدز أو السرطان.
- الحمل أو التخطيط للحمل، خاصة في حالة اقترابك من القطط أو أكلك لحوما نيئة أو غير مطهوة جيدا.
إذا كانت النتيجة إيجابية فهذا يعني أنك قد أصبتِ به في فترة من حياتك، أما إذا كانت سلبية فأنتِ غير مصابة ولكن لابد لكِ من أخذ الاحتياطات اللازمة لتجنب الإصابة.
إذا كنتِ حاملا يجب أن تناقشي أنت ومقدم الرعاية الخطة الواجب اتباعها للعلاج.
- تمت المراجعة الطبية بواسطة: Youssra El Naimie
- تاريخ المراجعة: 27 فبراير 2024