صعوبة البلع أو عسر البلع هو صعوبة أو عدم الشعور بالراحة أثناء البلع. أما التعريف العميق والعلمي فتعني عدم القدرة على تحريك ونقل السوائل أو الطعام من الفم إلى المعدة. والذي يتضمن المص والمضغ والبلع وأيضا الوعي الحسي والمعرفي للمريض وقدرته على تلبية احتياجاته المائية والغذائية عن طريق الفم. وقد تظهر باختناق الطفل أو الشردقة عند الأكل أو الشرب.
فعملية الأكل تتطلب الكثير من المهارات المختلفة عند الأطفال. ونحن كبالغين نعتبرها أمرا مفروغا منه، فالطفل حتى يستطيع الأكل يتطلب الأمر أن يكون قادرا على بلع الطعام ومضغه وتحريك لسانه من جانب لآخر ومن أعلى لأسفل. وأن يكون لديه قوة كافية لطحن الطعام.
في بعض الحالات يكون هناك تحديات عند مرحلة من هذه المراحل والتي من الممكن أن تسبب مشاكل في تناول الطعام، وقد تكون إحدى التحديات حساسية الطفل من قوام بعض الأطعمة فيجعله يرفض تناول الطعام.
مع العلم أنه من الطبيعي أن يكون الأطفال حذرين في تجربة الأطعمة المختلفة والجديدة وهو أمر يعتبر طبيعي وتطوري ومن الطبيعي أن يكونوا قلقين حيال الأطعمة المختلفة والقوام الجديد. لكن هذا لا يعني أن أستسلم ولا أحاول حل المشكلة.
ماهي مراحل البلع؟
البلع العادي يتكون من ثلاث مراحل:
- المرحلة الفموية.
- المرحلة البلعومية.
- المرحلة المريئية.
أثناء تناول الطعام من الممكن أن يحدث البلع 300 مرة في الساعة. هذا يعني أن الأمر يستحق الإحساس بالأمان وعدم وجود أي خلل. المرحلة الفموية لها مرحلتين التحضير الفموي (الإعداد) والنقل.
أثناء مرحلة الإعداد أولا يمضغ الطعام ويجمع ويمزج باللعاب في الفم والأعضاء المسؤولة عن ذلك الشفاه والخدود والفك.
في المرحلة الفموية يتم تحضير اللقمة من خلال تكويرها وجعل الطعام كروي وتشبيعها بالسوائل من الطعام ومن اللعاب، تأتي بعدها مرحلة النقل. أثناء مرحلة النقل يحرك اللسان السوائل واللقمة للوراء وللجزء الخلفي من التجويف الفموي استعدادا للبلع.
أثناء المرحلة البلعومية ترتفع اللهاة لإغلاق التجويف الأنفي والأحبال الصوتية تغلق أيضا لحماية الرئتين من أي تسريب للسوائل والطعام، في هذه المرحلة ترتفع الحنجرة وتتقدم للأمام ولسان المزمار ينزل للأسفل للحماية القصوى للرئتين وعندها تبدأ المرحلة الثالثة مرحلة المريء.
من سيعالج طفلي في حال كان يعاني من صعوبة أو عسر البلع؟
أخصائي النطق واللغة هو من سيقدم المساعدة لطفلك فهو يلعب الدور الأكبر في تشخيص وعلاج صعوبات البلع للأطفال والكبار وتحديد الخلل وبعدها يبدأ بالعلاج الذي قد يتضمن تمارين لتحريك اللسان والمضغ وغيرها.
يرتكز نجاح العلاج على عدة عوامل منها تلقي جلسات دورية أسبوعية لا تقل عن مرتين في الأسبوع ساعة في كل جلسة لكن إذا كانت صعوبة البلع أكثر شدة سيتطلب الموضوع جلسات علاجية أكثر ومكثفة.
مع الأخذ بعين الإعتبار أن أخصائي النطق سيقدم المساعدة من خلال الجلسات لكن هذا غير كافي بل يتطلب الموضوع العمل مع طفلك على مدار الـ24 ساعة وكلما سنحت الفرصة خلال اليوم في المنزل.
نعلم أنه أمر محبط للأهل بأن يتم تدريب طفل يعاني من صعوبات في البلع على الأكل 3-4 مرات في اليوم وفي كل مرة من المرجح أن يصل إلى ساعتين تدريب.
لكن على الأهل التحلي بالصبر فالعلاج بحاجة إلى وقت، وتأكدوا أن الإلتزام بروتين الطعام وإظهار الدعم للطفل سيجعله يجتاز المشكلة.
متى يتم تشخيص صعوبة البلع؟
صعوبات أو عسر البلع قد تظهر في أي عمر وقد تكون مرافقة للأطفال الذين يعانون من عيوب خلقية أو اضطرابات نمائية أو اضطرابات عصبية عضلية. هذا يعني أنه يتم تشخيص الأطفال الذين يعانون من صعوبة أو عسر البلع في أي عمر.
ما علاقة الكلام والبلع؟
نفس الأعضاء المستخدمة في الكلام مستخدمة في البلع (اللسان، الأسنان، سقف الحلق، الأوتار أو الأحبال الصوتية وغيرها) . لذلك أخصائي النطق هو المعني الأول في التعامل مع حالات صعوبات أو عسر البلع.
هل حساسية طفلك من القوام لا تسمح له بتناول مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأطعمة؟
حتى إذا كان طفلك يكسب وزنا بشكل طبيعي لكن قد يعاني نقصا في التغذية وهذا يتوقف على كره الأطعمة أو الحساسية التي يعاني منها طفلك تجاه قوام الأطعمة. لذلك راقبي طفلك ولما يتناوله خلال الأسبوع لمعرفة ما يزعجه خلال الطعام والإستمرار في الحالة تدريجيا وبنكهات مختلفة وبقوام مختلف أي لا نستسلم لكره الطفل لنوع من الأطعمة حتى لا يتأثر صحيا.
فرط الحساسية للمدخلات الحسية عن طريق الفم
إذا كان طفلك يعاني من الحساسية الفموية تجاه الملامس ويمنعه من تناول مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأطعمة. أي أنه انتقائي في الأطعمة التي يتناولها عليك طلب المساعدة من طبيبه أو أخصائي النطق.
ماذا أفعل مع طفلي إذا كان يعاني من حساسية تجاه قوام الأكل؟
التعامل مع نفس القوام
إذا كان طفلك لا يحب أنواع معينة من قوام الطعام مثلا المقرمش أو اللزج دائما حاولي أن تصنعي كل الأطعمة حتى يعتاد على النكهات والمذاقات حتى لو كان لايحب المقرمش من الممكن وضعها يجب الحصول عليه في محضرة الطعام وخلطها معا، سيعتاد على المذاقات المختلفة ومع الوقت سيعتاد وسيتقبل القوام المختلف. ومن الضروري أن تكوني مبتكرة، فإذا كان طفلك لا يحب البطاطا المهروسة أعطيه بطاطا ودجز لتقديم الأطعمة بطرق مختلفة. لكن مع الإستمرار في تقديم مالا يحبه ومع التحلي بالصبر.
تقديم ما يحبونه والتدرج بإدخال ما لا يحبونه
اتبع ما يحبه طفلك وأضف عليه بعض الإضافات لتوسيع المذاقات والقوام للطعام فمثلا طفلي يحب كرات البطاطا ولا يحب اللحمة من الممكن أن نطحن اللحم مع كرات البطاطا وتقديمها لطفلي، حتى يعتاد على النكهات والمذاقات. مثلا لا يأكل طفلي سوى الأكل المهروس في المرة التالية لا أهرس الطعام جيدا وأترك بعض التكتلات الصغيرة وهكذا حتى يعتاد وأزيد من حجم التكتلات. إذا كان طفلك لا يحب الخضار على سبيل المثال فلا تتخلي عن تقديم الخضار واستمري بالمحاولة.
قلل توقعاتك
علينا أن تعلم أن هذا صعب وبحاجة إلى جهد مع الأطفال لأنه من الممكن أن يكون الأطفال حساسين جدا لتغيرات الملمس. لذلك من المهم العمل والإستمرار في تقديم الطعام بكافة الملامس حتى لو كان تقبل وتقدم طفلك ببط.
شجع طفلك على اللعب بالطعام
حتى لو أحدث فوضى لكن هذا جيد فهناك العديد من الخطوات التي يمكن أن تحدث قبل أن يأكل الطفل الطعام. فنحن البالغين بمجرد النظر للطعام من الممكن توقع مذاقه لكن الأطفال لا يمكنهم ذلك بل يحتاجون إلى عدد لا يحصى من التعرض قبل التفكير بلمس الطعام ووضعه على فمه. بعضهم بمجرد وضعه على الفم يتذوقونه ويقبلونه وبعضهم يبصقونه عدة مرات. لا تستسلمي فأنت تساعدي طفلك على تطوير براعم التذوق وتفضيلات النكهة التي سيحصل عليها لبقية حياته. لا تقلقي إذا كان طفلك لم يحبه، واصل واستمر بعرضه على الطفل فستتغير تفضيلاته وسينال إعجابه مع الوقت.
نصيحة من ذهب: اللعب الحسي يمكن أن يساعد طفلك على التغلب على كره الملمس، أعط طفلك الفرصة بالنظر للطعام ولمسه دون الضغط عليه بتناوله فالأطفال يتعلمون من خلال اللعب. وهذه الأنشطة الحسية تسمح لهم بالراحة أكثر مع القوامات دون ضغوطات تناول الطعام. فبعض الأطفال حساسون للأطعمة المقرمشة والبعض الآخر للأطعمة اللينة اعرضيها عليه وأعطه فرصة اللعب بها.