مهارات ما قبل اللغة هي عبارة عن طرق وأساليب نتواصل بها بدون استخدام كلمات وتشمل الإيماءات وتعابير الوجه والتقليد والانتباه المشترك والتواصل البصري. هذه المهارات أساسية تجعل من الأطفال مستعدين للكلام والتواصل اللفظي.
مهارات ما قبل اللغة أي المهارات الغير لفظية والتي تدعم اللغة بشكل أساسي لاحقا. وبمجرد ولادة الطفل يتعلم ويطور منها.
لماذا تعد مهارات ما قبل اللغة مهمة؟
مهارات ما قبل اللغة هي الأساس الذي يتم من خلاله تطوير الفهم والكلام. مثلا لن يستطيع الطفل الذي يعاني من مشكلة في التواصل البصري من تعلم الكلمات واللغة التي يسمعها من والديه لأنه يفتقد لإحدى المهارات الأساسية للكلام وبالتالي سيؤثر تأثير سلبي على تطور اللغة الإستقبالية والإنتاجية.
ما هي لبنات البناء اللازمة لتطوير مهارات ما قبل اللغة؟
1. النظر والاستماع
بمجرد ولادة الطفل سيشاهد وجه أمه، حينها يتعلم الطفل التمييز بين الوجوه البشرية والتعرف (تصنيف) على الوجوه الأكثر أهمية. وبعملية التواصل البصري يستطيع الطفل جمع معلومات اللغة من الوجه والفم. ونفس الطريقة يستخدمها مع الاستماع فيتعلم الطفل التعرف على صوت الإنسان وتحديد أيها هو الأكثر أهمية والقدرة على تصفية الصوت البشري من ضوضاء الخلفية وهي من المهارات المعقدة.
2. تبادل الأدوار
تتطور هذه المهارة من الأسابيع الأولى من عمر الطفل فعندما يفسر الوالدين أصوات الطفل وابتسامته وحركاته ويضيف عليها الأصوات والأفعال والكلمات. فيبدأ الوالدين بترك لحظة سكوت لإعطاء الطفل فرصة للرد. في النهاية يصل الطفل لفكرة التناوب مع أهله في انتاج الأصوات والكلمات. اقرأ أيضا دليل النطق واللغة.
3. الابتسام والتفاعل المشترك
تقريبا بحدود عمر الـ 6 أسابيع يبدأ الطفل بالابتسام وهذا يعزز التفاعل الاجتماعي لأنه أكثر وأفضل المكافآت بالنسبة للطفل في التفاعل هو عندما يحصل على استجابة. بالتالي سيبدأ الكبار بالمزيد من التواصل مع الأطفال المستجيبين معهم بالابتسامة.
4. التوقع
خلال الـ 3 أشهر الأولى يظهر الطفل الإثارة للأصوات المرتبطة بمواقف مختلفة مثل مياه الإستحمام الجارية، والأصوات المتشابهة. مما يدل على فهم متطور للمواقف والوعي بالإيماءات وتعابير الوجه. فمنذ الولادة يبني الأطفال الفهم بأن الإيماءات وتعابير الوجه تحمل معاني معينة وبناء على ذلك يتوقع بعض الأمور.
5. التقليد
تقليد الآخرين يعزز التعاون وكذلك التفاعل الاجتماعي بين الطفل والمحيط، فبحلول الشهر التاسع يكون الطفل قادرًا على التقليد الحركي كالتصفيق باليد وإصدار الأصوات والحركات المرحة (مثل ضرب الشفاه، التقبيل، السعال). من خلال تطوير مهارة التقليد هذا يعني أنه من المرجح أن ينجح الطفل في تقليد الكلمات والجمل وتطوير لغته.
6. الانتباه المشترك
تعد القدرة على متابعة تركيز انتباه الطفل وتوجيه انتباهه إلى ما يهمك وتسمية ما ينظر إليه (أي أن يشاهد كلاهما لنفس الشيء في نفس الوقت) مهارة اتصال حيوية ومهمة لتطوير لغة الطفل. فبحلول الشهر الـ 12 يشير الطفل بإصبعه إلى أشياء أو أحداث مهمة بالتالي هذا يشجع البالغين على التفاعل مع الطفل وتسمية الأشياء أو الأحداث للطفل.
بالنسبة لمعظم الأطفال عملية التأشير هو لتطوير لغتهم ومعرفة مسميات الأشياء وبالتالي تستمر كل هذه المهارات الغير اللفظية في التطور مع ظهور مهارات الطفل اللفظية. وتتواصل مهارات التواصل الغير اللفظي واللفظي أثناء تعلم اللغة.
7. الفهم
في الأشهر الـ 12 الأولى يعتمد الفهم على الإشارات الموجودة في البيئة (مثل اتجاه نظرات العين وتعبيرات الوجه والإشارة والإيماءات). فيطور الطفل فهم “لا” و “وداعًا، باي” في هذا العمر. بالنسبة للعديد من الأطفال تكمن الصعوبة الأساسية في الفهم في أن البالغين يتكلمون بسرعة كبيرة بحيث لا يستطيع الطفل التقاط وفهم الكلمات.
8. التعبير
سيستمر الطفل بالتواصل الغير لفظي من خلال النظر وتعبيرات الوجه ولغة الجسد والتحديق والإيماءات. وستظهر الكلمات الأولى تقريبا حوالي الـ 12 شهر إلى الـ 15 شهر.
9. الهدف أو الغاية
وتعني قدرة الطفل على استخدام أشكال مختلفة من التواصل اللفظي والغير لفظي بشكل مقصود لتوصيل رسائلهم ورغباتهم للآخرين.
10. المثابرة
وتعني قدرة الطفل على مواصلة محاولة التواصل وايصال رسالته للآخرين حتى يفهم الآخرين ما يريد ايصاله.
أهمية مهارات ما قبل اللغة عند الأطفال
مهارات ما قبل اللغة هي القدرات والمهارات التي يكتسبها الأطفال قبل أن يبدؤوا في استخدام اللغة المكتوبة والمنطوقة بشكل صحيح. هذه المهارات تلعب دورًا حاسمًا في تطوير اللغة والاتصال لديهم، ولها أهمية كبيرة من الناحية العامة والتنموية للأطفال. إليك بعض الأسباب التي تجعل مهارات ما قبل اللغة مهمة:
- تطوير مهارات الاتصال: مهارات ما قبل اللغة تساعد الأطفال على التواصل مع الآخرين بشكل أفضل. ذلك يتضمن فهم معاني الإشارات والرموز البصرية والمشاعر والعواطف.
- تطوير مهارات الاستماع: تلعب مهارات ما قبل اللغة دورًا في تطوير قدرة الاستماع لدى الأطفال، وهي مهارة حاسمة في فهم اللغة والتفاعل الاجتماعي.
- تنمية مهارات الذاكرة: الأنشطة التي تتضمن مهارات ما قبل اللغة مثل الألعاب التعليمية وحك الحكايات تساهم في تنمية الذاكرة والتفكير التسلسلي.
- الاستعداد للقراءة والكتابة: مهارات ما قبل اللغة تساهم في تطوير الأسس الأساسية لمهارات القراءة والكتابة، بما في ذلك الفهم اللفظي والترتيب الزمني والاستدلال البصري.
- تعزيز التفكير الابتكاري: تشجيع الأطفال على استخدام الخيال والإبداع في لعبهم وتفاعلهم يمكن أن يساهم في تطوير مهارات التفكير الابتكاري.
- تعزيز الثقة بالنفس والاستقلالية: تحسين مهارات ما قبل اللغة يمكن أن يسهم في تعزيز الثقة بالنفس لدى الأطفال وزيادة استقلاليتهم في التفكير والتعلم.
- تعزيز العلاقات الاجتماعية: مهارات ما قبل اللغة تمكن الأطفال من التواصل والتفاعل مع أقرانهم والبالغين بشكل أفضل، مما يساعد في تطوير العلاقات الاجتماعية الصحية.
نصحية ذهبية: على الأهل والمربين أن يعتنوا بتطوير مهارات ما قبل اللغة لدى الأطفال من خلال اللعب والتفاعل والأنشطة التعليمية المناسبة.
هذا سيسهم في تعزيز التطور اللغوي والاجتماعي للأطفال وتجهيزهم للنجاح في المدرسة والحياة اليومية. وقد يواجه الأطفال الذين لديهم صعوبة في تطوير مهارات ما قبل اللغة صعوبات في اللغة والتفاعل.
وهذا يعني أن عملية تحديد أي خلل في هذه المهارات والتدخل المبكر لتطويرها سيقلل من الصعوبات التي سيواجهها الطفل في تعلم اللغة.