أمراض الكلى في فترة الحمل حديثنا اليوم خصوصا عند النساء الحوامل وفي فترة النفاس. وفي البداية سأوضح بشكل عام أبسط التغيرات التي تحدث للجهاز البولي اثناء فترة الحمل.
مقالات ذات صلة:
ما هي أسباب وأعراض التهابات المسالك البولية؟
ومن التغيرات التي تحدث خلال فترة الحمل على جسم الحامل :
الكلى:
يزداد حجم وطول الكلية أثناء الحمل بمعدل ١ سم، ويزداد عملها بنسبة ٥٠٪ مع ازدياد تدفق الدم والبلازما عليها. كما وقد يحدث في الكلية وحوضها توسع نتيجة التغيرات الهرمونية وتاثير هرمون البروجيسترون مع الضغط الميكانيكي الذي يسببه الرحم على الكلى والحالب. عادة ما يكون التوسع على الكلية اليمنى. ويجب اجراء صورة بعد الولادة ب ٦ اشهر لضمان ذهاب التوسع.
الحالب:
يتوسع الحالب أيضا بسبب تاثير هرمونات الحمل وتزداد سماكة جداره .
المثانة والإحليل:
يزداد سماكة جدار المثانة مع ضعف في انقباضها. وبنفس الوقت ترتفع للأعلى مع مرور الوقت وتقدم الحمل مما يسبب استطاله في عنق المثانة والإحليل وبالتالي ضعف صمام البول في الإحليل.
وبسبب هذه التغيرات قد تواجه المرأة الحامل العديد من المشاكل البولية وساذكر لكم اهمها وطريق تشخيص وعلاج كل منها:
التهاب المسالك البولية:
تزداد احتمالية إصابة الحامل بالتهاب المسالك البولية. وقد لايكون الإلتهاب خطيرا إذا كان له أعراض مثل الحرقة والحرارة والقشعريرة لأن المريضة ستتجه مباشرة إلى الطبيب لوصف العلاج.
لكن الخطير في فترة الحمل هو حدوث التهاب المسالك بدون أعراض وقد يؤدي هذا الالتهاب إلى مضاعفات خطيرة كالإجهاض أو الولادة المبكرة أو نقصان وزن الجنين أو اعراض ما قبل الإرجاج (ضغط الدم وزلال البول) وقد يتطور الالتهاب إلى تسمم بالدم وحدوث الوفاة. ولتجنب الالتهاب الصامت ننصح الحامل باجراء فحص البول مابين الحينة والأخرى (كل شهر) أثناء الحمل لتتبع وجود التهاب ومعالجته بالمضادالحيوي المناسب والآمن.
أما في فترة النفاس فبالإضافة إلى الأسباب التي ذكرتها وضع قسطرة بولية خلال أو بعد عملية الولادة قد تزيد من احتمالية حدوث الإلتهاب ويجب معالجته وتمرين المثانة على التبول باسرع وقت بعد الولادة.
تقطع أو انحصار البول:
تعاني بعض النساء خلال فترة الحمل الأولى من صعوبة بالتبول ويعود السبب إلى وجود ما يضغط على المثانة في فترة الحمل الأولى كألياف الرحم، كتلة بالحوض، أو الرحم المائل إلى الخلف. ويلجأ الكثير من النساء باتباع أساليب معينة لتسهيل خروج البول كالضغط أسفل البطن أو التبول بوضعية القرفصاء وغيرها.
أما في حال حدوث حصر البول نلجأ إلى استخدام القسطرة البولية المتقطعة في فترة الحمل الأولى ومن ثم ستبدأ هذه الأعراض بالإختفاء بعد الشهر الثالث من الحمل. وذلك بسبب ارتفاع الرحم إلى منطقة البطن وتخفيف الضغط على المثانة.
تكرار التبول:
التبول أكثر من ٦ مرات يوميا أو الإستيقاظ أكثر من مرة ليلا ظاهرة شائعة في فترة الحمل ونتيجة التغيرات التي أسلفت ذكرها مع ازدياد شرب الماء في فترة الحمل. ننصح الحامل بتجنب شرب السوائل قبل فترة النوم بساعتين والذهاب الى الحمام قبل النوم لضمان اقل عدد ممكن من الاستيقاظ .
حصى الكلى:
التغيرات الفسيولوجية في الحمل قد تزيد من خطر تشكل الحصى لكن بالمقابل تفرز الكلية العديد من المواد التي تحمي من تشكل الحصى في فترة الحمل لذلك نجد أن تشكل الحصى غير شائع بالحمل.
لكن وفي حال حدوث الحصى أو كان قد تشكل قبل الحمل فان ٦٠٪ من الحالات ستتشافى بدون أي أعراض والمتبقي سيخضع فقط للعلاج التحفظي إذ أننا نتجنب إجراء أي عملية جراحية لحصى الكلى أثناء الحمل. ويقتصر عملنا على إعطاء المسكّن والمضاد الحيوي وفتح تصريف الكلية في حال استدعى الأمر ذلك.
السلس البولي:
ضعف عضلات الحوض، تغيرات المثانة والإحليل أثناء الحمل، وجود ضعف بالكولاجين بسبب عامل وراثي. الولادة الطبيعية العسيرة (المخاض الطويل، استخدام أدوات الولادة، كبر حجم الطفل).
كل تلك الأسباب تؤدي إلى حدوث السلس البولي الإجهادي أثناء الحمل وبعد الولادة. الطريقة المثلى للوقاية والعلاج هي باتباع تمارين كيجل أثناء الحمل وبعد الولادة لمدة ١٥ دقيقة ٣ مرات يوميا، وتخفيف الوزن، تجنب التدخين. أما في حال استمرار السلس البولي بعد مدة عام من الولادة يتوجب إعادة التقييم وإجراء أحد الخيارات الجراحية.