أنواع أو أنماط الآباء والأمهات في التربية تم تقديمها لأول مرة من قبل عالمة النفس ديانا بومريند. ونصحت بأنه من أجل الأبوة والأمومة الجيدة، فإنه يجب على الآباء أن يكونوا متوازنين بين الطلب والإستجابة. فليس كل طلب يلبى للطفل وليس كل طلب يرفض. على الطفل تحمل مسؤولية نفسه وعلى الآباء دعمه بشكل متوازن. أضف إلى ذلك الكلمات الحكيمة لماريا مونتيسوري “لا تساعد الطفل أبدًا في مهمة ما يشعر أنه يمكن أن ينجح وحده “.
لا شك أن التربية أمر غير سهل البتة، ومع ذلك فعلى الأبوين تثقيف أنفسهم والإطلاع على أنماط التربية والتعامل مع الأطفال لينجحوا في هذه المهمة المقدسة.
ما هي أنواع الأباء والأمهات في التربية؟
- الآباء المتسلطون: يتحكمون ويطالبون بالطاعة دون مراعاة وجهة نظر الطفل ومشاعره.
- الآباء المتساهلون: محبون، لكنهم لا يمارسون أي سيطرة، ولا توجد قوانين لضبط الطفل.
- الآباء هم المتسامحون: حازمون، ولكن محبين. يشجعون الاستقلال لكن ضمن حدود.
- الآباء المهملون: آباء يهملون أطفالهم ولو تواجدوا جسما حول أطفالهم فهم دائما مشغولون عن الأطفال.
تتراوح الأنماط من التحكم والمطالبة إلى الحرية الكاملة؛ ومن البرود وعدم الاستجابة إلى المحبة والعطاء. ولفهم تأثير النمو مع آباء من كل نمط فإننا سنفترض وجود أربعة أطفال.
الآباء المتساهلون
يحبون ابنهم الصغير كثيرًا لدرجة أنهم يؤمنون أنه يجب عليهم تلبية جميع رغباته، ومنحه الحرية الكاملة وعدم قول “لا” أبدًا. يتمتع الطفل هنا بالسيطرة الكاملة على والديه ويحصل على ما يريد.
إذا كان لا يريد المشي، فسيتم حمله. إن أراد الآيس كريم، فهو يحصل على الآيس كريم. إذا كان يريد الألعاب، فسوف يلعبها طوال الليل. يكبر الطفل بلا حدود أو أي قواعد ويفعل ما يراه صحيحًا. لم يتعامل أبدًا مع أي صراع ولم يتعلم التحكم في عواطفه. حقيقة أنه حصل دائمًا على ما يريده جعلته لا يقدم على أي تحدي فهو لا يريد أن يدخل الامتحان وبالتالي لا يدرس ولا يريد الوقوف بانتظام في الطابور فنراه يحاول تخطي من أمامه ونراه يصرخ ويعاني عند حصول أقل تحدي. مع تقدمه في السن، غالبًا ما يتصرف بتهور ولا يعرف حدوده. ينتشر هذا النمط عادة عند العائلات ذوي الطفل الوحيد. وهو نمط منتشر أيضا لدى العائلات التي تميز الذكور عن الإناث. فيكون الآباء متساهلون مع الذكور وسلطويون مع الإناث.
الآباء المتسامحون
يحترم هذا النوع من الآباء احتياجات طفلهم، لكنهم أيضا يعتقدون أن الأطفال بحاجة إلى الحرية ضمن حدود معينة.
يمكن أن يلعب طفلهم بحرية، ولكن عندما ينتهي، فإنه يتوجب عليه ترتيب ألعابه. يُسمح له بتناول الآيس كريم، ولكن فقط في أيام العطل. وقت الشاشة والجوال محدود بـ 30 دقيقة في اليوم.
قد يكون هناك خلاف واعتراضات بين هذا النوع من الوالدين وأطفالهم، لكن الوالدين يستمعان إلى ما يقوله الطفل ثم يضعان القواعد المناسبة. ومع ذلك، فهم لا يستسلمون ولا يستخدمون المكافآت أو العقوبات بشكل مبالغ. يعلم طفلهم أن بعض الأشياء صعبة، لكن والديه يقدمان له كل الدعم الذي يحتاجه لتجاوز الأمر لكنه يعلم أيضا أن عليه بذل مجهود كبير.
نمط التربية المتسامحة تنمي القوة لتحمل المصاعب والاستمرار في متابعة الاهتمامات وتعلم التحكم بالعواطف والسيطرة على المشاعر.
يقوم الطفل في الصف خلال الدرس بالتعبير بشجاعة عن آرائه بطريقة مناسبة. أثناء فترات الاستراحة، يمكنه إظهار مشاعره والتصرف بحرية واللعب. عندما يصبح طفلهم شخصا بالغا فإنه يوافق على القواعد والقوانين فقط بعد مناقشتها وفهم أهميتها.
الآباء المهملون
لا يتواجدون عادة في حياة أطفالهم، غالبًا ما يشعر طفلهم بالوحدة الكاملة في العالم. لدى طفلهم الحرية الكاملة في فعل أي شيء يريده ولديه الكثير من الخيال، لكنه لا يتلقى أي ردود فعل أو عاطفة أو حب أو حتى اهتمام من والديه. يدرك طفلهم أنه لا يهم ما يفعله، لأن لا أحد يهتم في كل الأحوال. قلة الاهتمام يؤدي إلى عدم الثقة بنفسه وبالآخرين فيكون نمط ارتباط غير آمن. ويكون الطفل غير قادر على تكوين علاقات صحية كما أنها كون صورة سلبية عن نفسه فهو يعتقد أنه غير مهم وأن لا أحد يحبه فهو السبب في كل المشاكل. فيكون الطفل أكثر عرضة للمشاكل النفسية.
نمط جديد من أنماط التربية
في السنوات الأخيرة، أصبح بعض الآباء والأمهات منخرطون بشكل مفرط في حياة أطفالهم، فنجدهم يتواجدون في كل جانب من جوانب حياة أطفالهم، وغالبًا ما يشار إليها باسم النمط الخامس. يُعرف هؤلاء الآباء أيضًا باسم “جرافة الثلج”، حيث يزيلون العوائق عن مسار أطفالهم، أو الآباء “الهليكوبتر”، الذين يحومون حول كل جانب من جوانب طفلهم ويديرونه بشكل دقيق نظرًا لأنهم لن يتركوا أطفالهم يفعلون أي شيء بمفردهم، فلا يمكن للأطفال تعلم التغلب على التحديات بأنفسهم.
تشير الأبحاث إلى أن هؤلاء الأطفال لا يحبون حل المشكلات الصعبة، ويفتقرون إلى المثابرة. بل وربما المماطلة ويظهرون سلوكا احتجاجًيا عندما يتطلب شيء ما الكثير من الجهد. ونظرا لأن نمط التربية الخامس هذا حديث نسبيا فلم يستطع العلماء رصد تبعات هذا النمط على حياة البالغين، لكنهم يرجحون سوء هذا النمط ويرجحون أن ازدياد أعداد المصابين بالاكتئاب هو نتيجة هذا النمط التربوي. فنجد أن الشخص يصبح شديد الحساسية وشديد التأثر ويصاب بالقلق والتوتر عند تعرضه لأقل مشكلة.