استئصال الثدي تظهر بعده مشاكل جسدية مثل تورم الغدد الليمفاوية والآلام في منطقة الرقبة والكتف وإصابة العصب المغذي للوح الكتف في جهة اليد التي تم فيها عملية استئصال الثدي.
ويأتي سرطان الثدي بعد سرطان الجلد من حيث كونه أكثر أنواع السرطانات شيوعًا بين النساء، وقد يصيب سرطان الثدي كلًّا من الرجال والنساء، إلا إنه أكثر شيوعًا بين النساء.
طبيعة المشاكل الجسدية بعد عملية استئصال الثدي
1. مشاكل جهاز الغدد الليمفاوية
يعتبر جهاز الغدد الليمفاوية مثل شبكة تصريف للسوائل والسموم في الجسم وله محطات رئيسية (غدد) تتوزع في أنحاء الجسد وخصوصا في منطقة الصدر(الثدي) والإبط.
وفي حالات استئصال الثدي تتأثر هذه الشبكة مسببة تجمع للسوائل وبطئ في التصريف. ويظهر على شكل تورم في الأطراف العلوية للجهة التي تم استئصال الثدي فيها. يساعد برنامج العلاج الطبيعي والتأهيل المكون من التمارين والعلاج اليدوي والأجهزة الكهربائية والمكيانيكية على مساعدة الجسم في تصريف هذه السوائل. ويكون ذلك عبر الدورة الدموية للتخلص منها من خلال البول والتعرق وتقليل التورم والألم وتقوية العضلات في الأطراف العلوية.
2. إصابة لوح الكتف
تتعرض الأعصاب المغذية للوح الكتف للتضرر بسبب العلاج الكيماوي أو الإشعاعي أو عملية استئصال الثدي مسببة صعوبة في حركة لوح الكتف. حيث أن حركة ودوران لوح الكتف خلال رفع اليد للأعلى مهمة جدا. وذلك ويؤدي إلى شد عضلي مزمن بالعضلات حول الرقبة والأكتاف في الجهه التي تم استئصال الثدي فيها. وذلك يسبب الألم ويؤثر على ممارسة النشاطات اليومية مثل الاستحمام والوضوء وارتداء الملابس.
بعد عملية استئصال الثدي، قد تواجه النساء مجموعة متنوعة من المشاكل الجسدية والجوانب الصحية التي يجب التعامل معها. هذه بعض المشاكل الجسدية الشائعة التي يمكن مواجهتها بعد هذه الجراحة:
3. آلام وانتفاخ
قد تعاني النساء من آلام مؤقتة في منطقة الجرح بعد العملية. كما يمكن أن يحدث انتفاخ في الثدي المتبقي نتيجة لإزالة الغدد اللمفاوية. يمكن استخدام الأدوية الموصوفة وتمارين تصريف اللمفاوي للتعامل مع هذه المشكلة.
4. الندبات
سيترتب على الجراحة ترك ندبات على الثدي. يمكن أن تكون هذه الندبات ظاهرة وتسبب بعض الانزعاج. بعض العلاجات مثل كريمات تخفيف الندبات والعلاج بالليزر يمكن أن تساعد في تحسين مظهر الندبات.
5. تغييرات في الشكل والحجم
يمكن أن تؤدي جراحة استئصال الثدي إلى تغيير شكل وحجم الثدي المتبقي. في بعض الحالات، يمكن تصحيح هذه التغييرات من خلال جراحات إعادة البناء الثدي.
6. التورم اللمفاوي
الانتفاخ اللمفاوي (lymphedema) هو حالة يمكن أن تحدث عندما يتم إزالة الغدد اللمفاوية خلال الجراحة. قد يتم تحسين هذه الحالة من خلال جلسات العلاج الطبيعي وارتداء أكمام ضغط.
7. الألم المزمن
بعض النساء قد يعانون من ألم مزمن في منطقة الجرح أو الكتف بعد الجراحة. العلاج الطبيعي والأدوية قد تساعد في إدارة هذا الألم.
8. النفسية والعاطفية
لا تقتصر المشاكل بعد الجراحة على النواحي الجسدية فقط. النساء قد يواجهن تحديات نفسية وعاطفية بسبب فقدان الثدي. الدعم النفسي واستشارة النفسيين يمكن أن تكون مفيدة لمساعدة النساء على التعامل مع هذه الجوانب العاطفية.
من المهم أن تكون النساء محاطات بفريق طبي متخصص يمكنه تقديم الدعم والعلاج المناسب بعد جراحة استئصال الثدي، والتأكد من أنهن يتلقين العناية الشاملة التي يحتاجونها لاستعادة صحتهن وجودتهن الحياتية.
دور العلاج الطبيعي بعد عملية استئصال الثدي
يلعب العلاج الطبيعي دورًا هامًا في عملية استئصال الثدي (mastectomy)، وذلك لتقديم الرعاية والدعم اللازم للمرأة بعد الجراحة. إليك دور العلاج الطبيعي في هذه العملية:
-
استعادة حركة الكتف والجسم: بعد جراحة استئصال الثدي، يمكن أن تكون هناك قيود على حركة الكتف والجسم. العلاج الطبيعي يساعد في استعادة الحركة الطبيعية للكتف والذراع المتضررة وتحسين مرونة الأنسجة المحيطة بالجرح.
-
تخفيف الألم: يمكن أن تشمل عملية استئصال الثدي آلامًا مؤقتة في منطقة الجرح. العلاج الطبيعي يمكن أن يساعد في تخفيف هذه الآلام وتحسين الراحة.
-
تحسين وظيفة الذراع: قد يحدث بعض الانتفاخ (lymphedema) في الذراع بعد الجراحة نتيجة لإزالة الغدد اللمفاوية. العلاج الطبيعي يمكن أن يساعد في إدارة وتخفيف الانتفاخ وتحسين وظيفة الذراع المتضررة.
-
تحسين القوة واللياقة: يساعد العلاج الطبيعي في بناء القوة العضلية وتحسين اللياقة البدنية بعد الجراحة. ذلك يمكن أن يساهم في استعادة القدرة على أداء الأنشطة اليومية بشكل طبيعي.
-
دعم نفسي: يلعب العلاج الطبيعي أيضًا دورًا في تقديم الدعم النفسي للمرأة بعد جراحة استئصال الثدي. يمكن للعلاج الطبيعي أن يكون بيئة آمنة للمريضة للتعبير عن مشاعرها والحصول على المشورة والدعم النفسي.
-
تعليم حول الرعاية الذاتية: يمكن للعلاج الطبيعي أيضًا تقديم تعليم حول الرعاية الذاتية للمرأة بعد الجراحة. ذلك يشمل كيفية العناية بالجرح، والوقاية من المشكلات المحتملة، وممارسة التمارين المناسبة.
بشكل عام، الهدف من العلاج الطبيعي بعد استئصال الثدي هو تعزيز استعادة الوظيفة والراحة والجودة الحياتية للمرأة المتضررة. يتعاون العلاج الطبيعي مع باقي فريق الرعاية الصحية لتحقيق هذه الأهداف وتقديم الدعم الشامل للمريضة