الأكل العاطفي وهو اللجوء إلى الطعام كبديل للتخفيف من التوتر أو من أجل الراحة أو لمكافئة أنفسنا أو عند الشعور بالملل أو الوحدة على الرغم من عدم الشعور بالجوع وذلك لسد الإحتياجات العاطفية.
ولكن لسوء الحظ الأكل العاطفي لا يحل المشاكل العاطفية، في الواقع يجعلكِ تشعرين عادةً بحالٍ أسوأ. بعد ذلك، لا تبقى المشكلة العاطفية الأصلية فحسب، بل تشعرين أيضًا بالذنب بسبب الإفراط في تناول الطعام.
واحدة من أكبر الخرافات حول الطعام العاطفي أنه مرتبط بالمشاعر السلبية، قد يلجأ الكثير من الأشخاص إلى تناول الطعام العاطفي في حالة الحزن أو الوحدة أو الملل أو الضيق أو التوتر، ولكنه مرتبط أيضا بالمشاعر الإيجابية مثل رومانسية مشاركة الحلوى في عيد الحب أو الإحتفال بعيد الميلاد وغيرها.
يتعلم الناس أنماط الأكل العاطفي فقد ينمو الطفل الذي يُعطى الحلوى بعد إنجاز كبير كمكافأة للقيام بعمل جيد. وكذلك الطفل الذي يتم إعطاءه الكوكيز كوسيلة للتوقف عن البكاء، فيتلعم بذلك ربط الحلوى بالراحة.
ليس من السهل “إلغاء” أنماط الطعام العاطفي، لكن هذا ممكن ويبدأ مع الوعي بما يجري، لا يستطيع الكثير منا الربط بين تناول الطعام ومشاعرنا، لذلك يجب علينا فهم الأسباب التي تدفعنا إلى تناول الطعام العاطفي الذي من شأنه أن يساعدنا على اتخاذ الخطوات اللازمة للتغيير.
الأطعمة التي يتناولها الأشخاص لتهدئة المشاعر السلبية
لدينا جميعًا أطعمة خاصة بنا تشعرنا بالراحة عند تناولها أو عند شعورنا بحالة معينة مثل التوتر، ومن المثير للإهتمام أنها قد تختلف وفقاً للمزاج والجنس.
وجدت إحدى الدراسات أن الأشخاص السعيدين يرغبون في تناول طعام مثل البيتزا، بينما يفضل الأشخاص الذين يشعرون بالحزن تناول الآيس كريم والبسكويت. أما الأشخاص الذين يشعرون بالملل يميلون إلى تناول الأطعمة المالحة، والأطعمة المقرمشة، مثل رقائق الشيبس.
كما وجد الباحثون أن الرجال يفضلون الوجبات الساخنة محلية الصنع المريحة، مثل شرائح اللحم وتميل الفتيات إلى تناول الشوكولاته والآيس كريم.
لماذا لا يفضل الأشخاص تناول الجزر أو الخس؟
الأطعمة التي تحتوي على دهون عالية، متل الآيس كريم، قد تنشط مواد كيميائية في الجسم التي تعطي شعورا بالرضا والإشباع. فقد تجعلكِ هذه النوعية من الأطعمة التي تكاد تكون مسببة للإدمان إلى جعلكِ تتناولينها مرة أخرى عندما تشعرين بالإستياء أو الحزن أو التوتر.
يجب التغلب على هذه المشكلة التي تؤدي إلى الشعور بالذنب بعد تناول كميات كبيرة لا يحتاجها الجسم وإضافة سعرات حرارية غير مرغوبة مع البقاء على المشكلة وهذا يزيد الأمر سوءا ويزيد الضغط على الأشخاص بسبب أن المشكلة لم تنتهي والوزن بازدياد.
مقالات ذات صلة: الأكل الانتقائي عند الأطفال وطرق للتعامل معه!
كيف افرق بين الجوع العاطفي والحقيقي؟
قد يحصل أحيانا لبس بين الجوع العاطفي والجسدي ولكن هناك أدلة يمكنكِ البحث عنها للتمييز بينهما.
الجوع العاطفي
- شعور الجوع يأتي فجأة.
- تشتهين أطعمة الراحة مثل ( البيتزا، البيرغر).
- الأكل بنهم دون التركيز على الكمية فمثلا من الممكن أن تأكلي كيس من الشيبس الكبير دون شعورك بذلك.
- تشعرين بعدم الراحة والرضا وتريدين تناول المزيد من الطعام بالرغم من امتلاء معدتكِ.
- شعوركِ بالذنب والخجل وعدم الرضا وذلك لمعرفتكِ بأنك تأكلين غذاء غير صحي.
الجوع الجسدي
- شعور الجوع يأتي بشكل تدريجي ( مالم تأكلي لفترة طويلة).
- تشتهين الطعام الصحي بما في ذلك الخضراوات والطعام المشوي الصحي.
- تكونين أكثر وعيا وتركيزا على كمية الطعام الذي تتناولينه.
- تشعرين بالرضا والراحة بمجرد امتلاء معدتكِ.
- لا تشعرين بالذنب أو الخجل وذلك لإعطاءكِ جسمكِ ما يحتاجه.
الأسباب الشائعة للأكل العاطفي
- التوتر
- تحفيز المشاعر حيث يمكن أن يكون تناول الطعام وسيلة لإسكات أو تهدئة المشاعر السلبية مؤقتًا، بما في ذلك الغضب والخوف والحزن والقلق والشعور بالوحدة والشعور بالاستياء والعار. بينما تخدعين نفسكِ بالطعام، حيث يمكنكِ تجنّب المشاعر الصعبة التي لا تشعرين بها.
- الملل أو الشعور بالفراغ
- عادات الطفولة
- التأثيرات الإجتماعية
كيفية التخلص من الأكل العاطفي
وفقا لـ ميديكال إكسبريس فإنه يمكن التخلص من الأكل العاطفي من خلال اتباع بعض الخطوات:
1. مراقبة سلوكياتك:
- احتفاظ بمفكرة طعام: لتسجيل ما تأكله، وكميته، ومتى تأكله، وكيف تشعر قبل وأثناء وبعد تناول الطعام.
- تحديد العوامل المُسببة: هل تأكل عندما تشعر بالملل أو التوتر أو الحزن أو الغضب؟
2. تقنيات إدارة التوتر:
- ممارسة تقنيات الاسترخاء: مثل اليوغا أو التأمل أو التنفس العميق.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم (8 ساعات يوميا).
- ممارسة الرياضة بانتظام.
3. التمييز بين الجوع الجسدي والعاطفي:
- اسأل نفسك: هل جوعك جسدي أم عاطفي؟
- انتظر 15 دقيقة قبل تناول الطعام: إذا كنت لست جائعا جسديًا، فمن المحتمل أن تكون رغبتك في تناول الطعام عاطفية.
4. طلب الدعم:
- التحدث مع العائلة والأصدقاء: عن مشاعرك واحتياجاتك.
- الانضمام إلى مجموعة دعم: للأشخاص الذين يعانون من الأكل العاطفي.
5. إيجاد بدائل صحية:
- استبدال الأكل العاطفي بأنشطة أخرى: مثل المشي أو القراءة أو الاستماع إلى الموسيقى.
- تناول وجبات خفيفة صحية: مثل الفواكه أو الخضار أو المكسرات.
6. التعامل مع النكسات:
- لا تُعاقب نفسك: إذا تناولت الطعام بشكل عاطفي، فاغفر لنفسك وابدأ من جديد في اليوم التالي.
- تعلم من التجربة: وحاول تحديد ما أدى إلى نوبة الأكل العاطفي وكيف يمكنك منعها في المستقبل.
7. التركيز على التغييرات الإيجابية:
- ركز على التغييرات الإيجابية التي تجريها في عاداتك الغذائية.
- كافئ نفسك على إنجازاتك.
8. طلب المساعدة من أخصائي: إذا كنت تواجه صعوبة في التغلب على الأكل العاطفي بمفردك، ففكر في طلب المساعدة من أخصائي تغذية أو معالج نفسي.