ربما شعرت بأنك غير قادر على العطاء في عملك، ولم يتبقى لديك طاقة أو قوة نفسية لتكمل عملك كما عهدت نفسك سابقا، فهل تعرف ماذا تسمى هذه الحالة؟
إن شعور الموظفين بالتعب والإرهاق أمر طبيعي، لا سيما إن لازمه ظروف شخصية أخرى كالظروف المادية أو الاجتماعية.
كما قد يصنف بالطبيعي في حال كان في فترة ضغط العمل والتي قد تكون بسبب موسم معين أو لإنهاء مهمات ضمن فترة زمنية قصيرة.
ولكن في حال الشعور بالفتور الدائم، الإحباط، وانهيار الطاقة الجسدية تدريجياً نتيجة للعمل في هذا المكان تحديداً حينها قد يكون قد وصل الموظف لمرحلة الاحتراق الوظيفي “employee burnout”والناتجة عن بيئة العمل بشكل رئيسي.
ما هو الاحتراق الوظيفي؟
الاحتراق الوظيفي (Burnout) هو حالة شديدة من التعب النفسي والعاطفي والجسدي تنجم عن التوتر المستمر والضغوط العالية في العمل أو الحياة الشخصية. يمكن أن يؤدي الاحتراق الوظيفي إلى تقليل الأداء في العمل والشعور بالإحباط وفقدان الاهتمام بالمسؤوليات والأنشطة اليومية. وهي حالة شائعة ما بين الموظفين، وقد يمر بها الموظف أكثر من مرة خلال سنوات عمله دون أن يدرك الأسباب والحلول.
تختلف الأسباب وراء وصول الموظف لمرحلة الاحتراق الوظيفي
- نقص الدعم والموارد.
- عدم تقدير جهد الموظفين وإلزامهم بعبء عمل إضافي وعدم تقدير ظروف الموظفين الشخصية.
- تحطيم توقعات الموظفين بالترقية أو الحصول على عائد مادي.
ماذا تفعل في حال الشعور بالاحتراق الوظيفي “employee burnout”؟
كيف تتعامل مع بيئة العمل في تلك الفترة
لا بد من فهم السبب الرئيسي للوصول لمرحلة الاحتراق الوظيفي ومناقشة الشخص المسؤول في حال كان الموضوع متعلقاً بالعمل بشكل مباشر. كضغط العمل أو وجود مشاكل مستمرة ما بين الموظفين أو عدم وجود عائد مادي جيد، ومحاولة إيجاد حلول تضمن قدرة استمرارية الطرفين في العمل.
على الموظف تقدير أن التغييرات الإدارية لا يُمكن أن تحصل بشكل سريع، فهي تحتاج للنقاش ووضع استراتيجية عمل ودراسة مالية جديدة إن احتاج الأمر. ولضمان تحقيق المتطلبات لا بد من وضع البدائل والحلول سوياً (الرئيس والمرؤوس) ووضع تاريخ متوقع لتحقيق المتطلبات. ثم مراجعة الرئيس بشكل مستمر للتأكد أن الإتفاق قائم وما زال السعي لحل المشاكل على رأس الأولويات.
كيف تتعامل مع نفسك
- افهم ذاتك جيداً. واسأل نفسك عن السبب الرئيسي لحدوث الاحتراق الوظيفي وما هو هدفك ومتى يُمكن الوصول إليه. وهل تحقيق هدفك في هذه البيئة مستحيل أم أنه ممكن بعد فترة معينة في حال تمت مناقشة الرئيس؟
- لا تنسَ نصيبك من الراحة النفسية والجسدية.
- إذا كنت قد وصلت لمرحلة الاحتراق الوظيفي، لا تتردد بأخذ استراحة ليومين أو أكثر وافعل شيئاً تحبه ويجعلك تشعر بالاسترخاء. حينها ستشعر أنك قادر على تفهم المواضيع بشكل أكبر ومعرفة أولوياتك بشكل أفضل.
- حفز نفسك وزملائك؟ إما بالتعديل على استراتيجة العمل أو بتبديل مكان المكتب وغيرها من الطُرق التي يمكن تطبيقها بشكل سهل وسريع لضمان تغيير الروتين اليومي.
هل يصيب الاحتراق الوظيفي “employee burnout”فئة معينة من الموظفين؟
كُل موظف مُعرض للإصابة بالاحتراق الوظيفي. ولكن تختلف الأسباب تبعاً للمنصب والمكانة الاجتماعية. فمثلاً، الموظف ذو الدخل القليل قد يصل لمرحلة الاحتراق الوظيفي بسبب الحالة المادية الصعبة والتفكير المزمن بكيفية زيادة دخله. أما الموظف الذي يعيش بحالة الاستقرار المادي قد يطمح للترقية والمسمى الوظيفي الأعلى وهكذا.
في النهاية، لا بد أن تعرف ذاتك جيداً ولا تسمح لنفسك بالوصول للاحتراق الوظيفي. فهو لا ينعكس فقط على عملك بل على حياتك الشخصية وطموحاتك وأهدافك الشخصية.