التسمم الغذائي عند الأطفال الرضّع أو ما يُعرف بِ( التسمم الوشيقي الطفلي) وهو حالة نادرة ولكنها خطيرة تصيب الجهاز الهضمي للطفل بسبب التعرض لأبواغ بكتيريا المطيثة الوشيقية (clostridium botulinum) (C.botulinum)، والتي تنمو وتتكاثر في الأمعاء وتنتج السموم.
وتبدأ في التأثير على أعصاب الطفل، بدءًا من الوجه والفم واستمراراً إلى أطراف الطفل ويمكن أيضًا أن تتأثر أعصاب الحجاب الحاجز، بالتالي قد يُعيق قدرة الرضيع على الحركة والأكل والتنفس.
يحدث هذا النوع من التسمم الغذائي عادةً للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 شهر، إذ يتعرض الأطفال لخطر تسمم الرضيع (infant botulism) إذا تم إطعامهم بالعسل أو أي أطعمة مصنعة تحتوي على العسل (مثل البسكويت). أو من المحتمل أن يكون التسمم نتيجة التعرض للتربة الملوثة بالبكتيريا.
وفي دراسة نشرت على موقع ” NCBI” حيث وجدت الدراسة أن الأطفال دون سن عام واحد الذين تناولوا العسل كانوا أكثر عرضة للإصابة بالتسمم الغذائي بنسبة 20٪ مقارنة بالأطفال الذين لم يتناولوا العسل.
كانت الأعراض الأكثر شيوعًا للتسمم الغذائي لدى الأطفال دون سن عام واحد الذين تناولوا العسل هي الإسهال والقيء والغثيان. في الحالات الشديدة، يمكن أن يؤدي التسمم الغذائي إلى شلل الجهاز التنفسي والوفاة.
لما يسبب العسل التسمم للأطفال الرّضع ؟
يعد العسل أحد المصادر المحتملة لأبواغ بكتيريا المطثية الوشيقية (C.botulinum)، والتي يمكن أن تنتج سمًا في الأمعاء الغليظة للطفل مما يؤدي إلى “التسمم الغذائي للرضع”. لهذا السبب، لا ينبغي إعطاء العسل للأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنةٍ واحدة ولو بمقدارٍ ضئيل.
الأطفال معرضون لخطر التسمم الغذائي حتى يبلغوا حوالي عام واحد من عمرهم، ويعود السبب في ذلك لعدم تطوّر الجهاز الهضمي لديهم بما يكفي للتعامل مع البكتيريا. ومع تقدم الأطفال في السن، يمكنهم تناول العسل لأن الجهاز الهضمي للطفل يصبح ناضجًا أكثر ويستطيع نقل جراثيم (C.botulinum) عبر الجسم قبل أن تتسبب في الضرر.
أنواع التسمم الغذائيّ ( الوشيقي)
1. التسمم الوشيقي الناجم عن الجروح
يحدث عندما تدخل أبواغ هذه البكتيريا إلى الجسم عن طريق الجروح المفتوحة وتتمكن من التكاثر في بيئة لاهوائية وتنتج السم بداخله.
2. التسمم الوشيقي المنقول بالغذاء
والذي يحدث عادة بسبب تناول الطعام الذي يحتوي على بكتيريا (Clostridium botulinum ) وتنتج السم في الطعام قبل استهلاكه، وغالباً ما تكون في الأطعمة المعلبة منزلياً على وجه الخصوص لأنها بكتيريا لاهوائية، والمأكولات البحرية، وسمك التونة المعلب، واللحوم المخمرة أو المملحة أو المدخنة، والخضروات والفواكهة المعلبة، والأطعمة قليلة الحموضة مثل (نبات الهليون والفاصوليا الخضراء، والشمندر، والذرة، والبطاطا). ويمكن أن يتعرض الغذاء للتلوث مسببًا التسمم الغذائي عندما يتم التعامل مع الطعام بشكل غير صحيح ( أثناء تصنيعه، أو تخزينه ، أو عند استخدامه من قبل المستهلكين)، وكما أن أبواغ هذه البكتيريا تنتشر على نطاق واسع في البيئة بما في ذلك في التربة ومياه الأنهار والبحار.
الأعراض الشائعة للتسمم الغذائي عند الرضع
تبدأ أعراض التسمم الغذائي ما بين 3 إلى 30 يومًا بعد أن يتعرض الرضيع لهذا النوع من البكتيريا. إذ يكون الإمساك غالباً هو أول أعراض التسمم الغذائي عند الرضع، ومع ذلك، لا يعد مؤشراً جيدًا على التسمم الغذائي لأن العديد من العوامل يمكن أن تسبب الإمساك عند الأطفال، لذلك من الأفضل مراجعة الطبيب لتشخيص الحالة الصحية للطفل. ومن الجدير بالذكر بأنه إذا تم السيطرة على التسمم الغذائي عند الرضيع مبكراً من قبل المختصين فيمكن علاجه بنجاح بدون أي آثار مرضية طويلة المدى للطفل والوقاية من المضاعفات الخطيرة.
-
يمكن أن تشمل الأعراض الأخرى للتسمم الغذائي عند الرضع ما يلي:
- الإمساك لفترة طويلة
- صعوبة السيطرة على حركة الرأس
- صعوبة في الرضاعة أو التغذية
- ارتخاء في الأطراف
- سيلان اللعاب
- ضعف في البكاء
- انسدال الجفن وتوسع حدقة العين
- إعياء وتهيج
- ضعف العضلات
- الشلل
- ضيق التنفس ومن ثم التعرض للوفاة
أعراض تسمم الأطفال الرّضع بسبب العسل
يجب التنويه بأن أعراض الإصابة بالتسمم الوشيقي المنقول بالغذاء والتسمم الوشيقي بالجروح تتشابه ولكن تختلف بمدة ظهوره وتشمل ما يلي:
- صعوبة في البلع أو التحدث
- الغثيان والقيء
- ضعف جانبي الوجه
- انسدال الجفون
- مشاكل في التنفس
- عدم وضوح الرؤية
- شلل
الخطوات التي يمكنك اتخاذها لتقليل خطر التسمم
- لتقليل خطر التسمم الغذائي للرضع يجب تجنب إعطاء العسل للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 شهرًا وتوخي الحذر عند إعداد الأطعمة الصلبة والتعامل معها وتخزينها للأطفال الرضع.
- الاهتمام بحرارة الطهي ومستويات الملح والحموضة لكل نوع غذائي للتأكد من أن العملية لا تشجع البكتيريا على النمو.
- طهي الأطعمة المعبأة في المنزل باستخدام الضغط لتقليل خطر التلوث بأبواغ بكتيريا المطثية الوشيقية.
- الحرص على غلي الأطعمة المعبأة في المنزل لمدّة 10 دقائق قبل تقديمها، للتخلص من السموم التي تنتجها بكتيريا Clostridium botulinum.
- فصل الأغذية النيئة عن الأغذية المطهوة.
- استخدام المياه والمواد الخام المأمونة.
- اتبع التعليمات الآمنة الخاصة بتعليب الأطعمة في المنازل واستخدام المواد المناسبة.
- اتبع جميع التعليمات الخاصة بغسل وتنظيف وتعقيم المواد المستخدمة في التعليب.
- استخدام معلبات الضغط للأطعمة قليلة الحموضة مثل البطاطس ومعظم الخضروات واللحوم الأخرى.
- تخلص من الأطعمة المحفوظة أو المعلبة إذا كانت ذو رائحة كريهة أو إذا كانت العبوة (أو الحاوية) منتفخة.
- تبريد الأطعمة المعلبة أو المخللة بعد فتحها واستخدامها.
- لمنع خطر التسمم الوشيقي الناجم عن الجروح
يجب غسل أي جروح أو إصابة جيدًا بالماء والصابون (أو المنظفات والمعقمات الخاصة).