التوتر والقلق بينهما خط رفيع. كلاهما رد فعل عاطفي، لكن التوتر عادة ما يكون ناتجًا عن محفز خارجي. يمكن أن يكون المحفز قصير الأجل، مثل موعد نهائي للعمل أو شجار مع أحد أفراد الأسرة أو طويل الأمد، مثل فقدان القدرة على العمل أو التعرض للتمييز أو الإصابة بمرض مزمن.
مقالات ذات صلة:
التوتر عند الأطفال وطرق عملية وفعالة للتعامل معه!
يتعرض الأشخاص الذين يعانون من التوتر إلى أعراض مرضية أو أقل من مرضية عقلية وجسدية. مثل التهيج، والغضب، والتعب، وآلام العضلات، ومشاكل الجهاز الهضمي، وصعوبة النوم.
من ناحية أخرى، فإن القلق يعرف على أنه حالة مستمرة من الإجهاد والتوتر المفرط الذي لا يزول حتى في حالة عدم وجود ضغوط. يؤدي القلق إلى مجموعة متطابقة تقريبًا من الأعراض مثل صعوبة التركيز، والتعب، وتوتر العضلات والتهيج.
يمكن التعامل مع حالات القلق الخفيف وحالات التوتر الخفيف عن طريق علاجات تخفيفية وإجراءات بسيطة. مثل:
- تنظيم وقت النوم.
- وزيادة النشاط البدني.
- وتناول طعام صحي.
- وأخذ حمام دافئ مثلا، أو اتخاذ هواية جديدة مثل قراءة كتاب أدبي أو الزراعة المنزلية أو أشغال الصوف والكروشيه.
إذا كان توترك أو قلقك لا يستجيب لتقنيات التخفيف السابقة، أو إذا شعرت أن التوتر أو القلق يؤثران على أدائك اليومي أو مزاجك. ربما سيكون عليك التفكير في التحدث إلى أخصائي الصحة النفسية الذي يمكنه مساعدتك على فهم ما تعانيه وتزويدك بأدوات وطرق تأقلم إضافية. على سبيل المثال، يمكن أن يساعد الأخصائي النفسي في تحديد ما إذا كنت تعاني من اضطراب القلق أو مرض آخر.
تختلف اضطرابات القلق عن مشاعر القلق قصيرة المدى في شدتها ومدة استمرارها. حيث يستمر القلق عادةً لأشهر ويؤثر سلبًا على الحالة المزاجية والأداء في الحياة اليومية. بعض اضطرابات القلق، مثل الخوف من الأماكن العامة (الخوف من الأماكن العامة أو الأماكن المفتوحة). قد تجعل الشخص يتجنب الأنشطة الممتعة أو تجعل الشخص من الصعب عليه الاحتفاظ بوظيفة.
وفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن المعهد الوطني للصحة العقلية والنفسية، فإن 31٪ من الأمريكيين سيعانون من اضطراب القلق خلال حياتهم. وتتشابه الكثير من الإحصاءات مع وواقع مجتمعاتنا الشرقية. لذا فإن أرقام هذه الإحصائية قد تكون قريبة مما نعيشه. فقد أعلنت منظمة الصحة العالمية أن نحو مليار شخص في أنحاء العالم يعانون اضطرابات نفسية. في حين ذكرت مصادر مختلفة أن البحث عن الصحة النفسية في الوطن العربي على محرك البحث غوغل ارتفع بنسبة كبيرة في السنوات الخمس الأخيرة.
يعد اضطراب القلق العام أحد أكثر اضطرابات القلق شيوعًا. لتحديد ما إذا كان شخص ما مصابًا باضطراب القلق العام، سيبحث الطبيب عن أعراض مثل القلق المفرط الذي يصعب السيطرة عليه والذي يحدث في معظم الأيام على مدار ستة أشهر.
قد ينتقل القلق من موضوع إلى آخر (كمثال القلق من الكلاب ثم جراثيم الحمام ثم القلق من عدم إغلاق صنابير المياه ومفاتيح الكهرباء…). ويصاحب اضطراب القلق المعمم أيضًا أعراضا جسدية.
نوع آخر من اضطرابات القلق هو اضطراب / نوبات الهلع، والذي يتميز بنوبات القلق المفاجئة التي قد تجعل الشخص يتعرق، ويشعر بالدوار، ويلهث بحثًا عن الهواء. قد يظهر القلق أيضًا في شكل رهاب محدد (مثل الخوف من الطيران) أو قلق اجتماعي يتسم بالخوف المنتشر من المواقف الاجتماعية.
يمكن علاج اضطرابات القلق بالعلاج النفسي أو بالأدوية أو بمزيج من الاثنين. أحد الأساليب العلاجية الأكثر استخدامًا هو العلاج السلوكي المعرفي، هو تدخل نفسي اجتماعي يهدف إلى تحسين الصحة العقلية. يركز العلاج المعرفي السلوكي على تحدي وتغيير التشوهات المعرفية غير المفيدة (مثل الأفكار والمعتقدات والمواقف) والسلوكيات. وتحسين التنظيم العاطفي وتطوير استراتيجيات التقبل التي تستهدف حل المشكلات الحالية. في الأصل، تم تصميمه لعلاج الاكتئاب، ولكن تم توسيع استخداماته لتشمل علاج عدد من حالات الصحة العقلية، بما في ذلك القلق.
يشمل العلاج المعرفي السلوكي عددًا من العلاجات النفسية المعرفية أو السلوكية التي تعالج أمراض نفسية محددة باستخدام تقنيات واستراتيجيات معينة. العلاج المحتمل الآخر هو العلاج بالتعرض للمسبب. والذي يتضمن مواجهة مسببات القلق بطريقة آمنة وخاضعة للرقابة من أجل كسر دائرة الخوف.