الحبسة الكلامية تعني عدم القدرة على فهم الكلام أو التعبير عنه بشكل جيد بسبب تلف الدماغ الناجم عن السكتة الدماغية. يتأثر ما يصل إلى 40 في المائة من جميع المصابين بالسكتة الدماغية إلى حد ما في قدرتهم على التحدث أو فهم الكلام.
مقالات ذات صلة:
ما هو التلعثم العصبي أو التأتأة ذات المنشأ العصبي أو التأتأة ؟
أحد أكثر الآثار المؤلمة للسكتة الدماغية (الجلطة الدماغية) هو فقدان القدرة على التواصل النطقي، وهي حالة تعرف باسم “الحبسة الكلامية”،
وبعد مرور عام على السكتة الدماغية لا يزال حوالي نصفهم يعانون من الحبسة الكلامية، ويؤثر على الأنشطة اليومية وغالبًا ما يؤدي إلى انخفاض جودة الحياة والاكتئاب.
لحسن الحظ، يمكن أن يساعد علاج النطق مرضى الحبسة الكلامية على استعادة بعض أو كل هذه الوظيفة المهمة. تحدث السكتة الدماغية عندما يمنع انسداد أو انفجار الأوعية الدموية تدفق الدم إلى أجزاء من الدماغ. يمكن أن يؤدي نقص الأكسجين الناتج بسرعة إلى موت أعداد كبيرة من الخلايا في الدماغ.
بالتالي يمكن أن يكون الضرر الناجم عن السكتة الدماغية كبيرا اعتمادًا على المنطقة المصابة فقد يكون الضرر جسدي وعقلي. عندما تسبب السكتة الدماغية تلفًا في إحدى مناطق الدماغ المخصصة لإنتاج الكلام أو فهمه، فقد يواجه المريض صعوبة في التواصل مع الآخرين. تختلف شدة هذا الضعف بشكل كبير من مريض لآخر.
ما يقرب من ثلثي الناجين من السكتات الدماغية ينتهي بهم الأمر بمستوى معين من الإعاقة ومنها الحبسة الكلامية. يمكن أن يؤدي تلقي العلاج التأهيلي من قبل المعالجين الفيزيائيين والمهنيين والكلام إلى تحسين هذه الإعاقات بشكل كبير.
حيث تظهر الدراسات أن المرضى الذين يعملون على الفور مع أخصائي النطق واللغة لديهم فرصة متزايدة لاستعادة الكلام والوظائف الأخرى. وهذا ما نجده لدى مراجعينا أنه من يبدأ العلاج مباشرة خلال الأسابيع الأولى يتحسن أسرع ممن يتأخروا في تلقي العلاج النطقي واللغوي.
ماذا تتوقع في جلسات علاج النطق؟
تبدأ جلسات علاج النطق عادةً بالتقييم لتحديد خط الأساس لكيفية تأثير السكتة الدماغية على قدرات التواصل لدى المريض. يشمل التقييم اختبارات لقياس صعوبة التحدث وفهم الكلام والقراءة.
وباستخدام نتائج هذا التقييم يوصي المعالجون بخطة تعافي فردية لمصاب السكتة الدماغية، على سبيل المثال يجد بعض المرضى صعوبة في فهم معاني الكلمات المنطوقة لهم والمعروفة باسم الحبسة الاستقبالية، في هذه الحالات قد يطلب معالج النطق من المريض مطابقة الكلمات بالصور وفرز الكلمات بناءً على المعنى والحكم على ما إذا كانت كلمات معينة لها نفس المعنى.
بالنسبة للمرضى الذين يجدون صعوبة في التحدث بالكلمات والمعروفة باسم الحبسة التعبيرية. قد يطلب أخصائي النطق منهم وصف محيطهم أو تكرار الأصوات أو العبارات البسيطة.
وهذا يقوي قدرة المريض على تذكر معاني الكلمات المختلفة وربطها بكل من الصيغ المنطوقة والمكتوبة.
مشاركة الأسرة في علاج النطق:
بالنسبة لبعض مرضى الحبسة الكلامية يمكن أن يكون إشراك أحد أفراد أسرته في عملية التعافي وسيلة فعّالة لتحسين نتائج العلاج، لذلك غالبا ما يدعو أخصائيين النطق أفراد الأسرة للمشاركة في الجلسات ومراقبة التمارين.
ويتم تزويد أفراد الأسرة أيضًا بتعليمات مكتوبة للتمارين التي يمكنهم ممارستها مع أحبائهم في المنزل بين الجلسات. ومع ذلك فإن أفضل طريقة لمنع الضرر الناجم عن السكتة الدماغية هي تعلم التعرف على علامات السكتة الدماغية والتماس العناية الطبية فورًا عند رؤيتها.
في عام 2009 قامت الجمعية الوطنية للسكتة الدماغية بتعميم الاختصار FAST للمساعدة في تحسين التعرف على هذه الأعراض:
أول حرف من الكلمة “FACE – F”
اطلب من الشخص أن يبتسم ابحث عن كثب عن ابتسامة غير متساوية أو تدلي واضح على جانب واحد.
وثاني حرف “ARMS – A”
اطلب من الشخص رفع ذراعيه في الهواء والاحتفاظ بهما هناك لبضع ثوان، ابحث عن ذراع تنجرف نحو الأرض أو ضعف في جانب واحد.
الحرف الثالث “Speech – S”
اطلب من الشخص أن يكرر جملة بسيطة، استمع إلى كلام مشوش أو أنماط كلام غير معتادة.
الحرف الرابع ” T – TIME “
إذا لاحظت أيًا من هذه العلامات فلا تنتظر واتصل مباشرة بالطوارئ وحاول الوصول إلى أقرب مركز أو مستشفى لعلاج السكتة الدماغية.