الحماية الزائدة للأطفال قد تكون أكثر ضررا من عدم توفير الحماية له فاحذري ذلك فكل ما زاد عن حدّه نقص، فهل تخشين على طفلك من الفشل؟ هل تشعرين بالذنب عندما لا يحقق ما تريدينه منه؟ هل تحاولين بكل الطرق حمايته من الاخفاق؟
إذا كانت الإجابة بنعم على هذه الأسئلة، فأنت لست وحدك. فالعديد من الأمهات يشعرن بنفس الخوف والتردد، ويحاولن جاهدات لحماية أطفالهن من هذا الأمر.
لكن هل تعلمين أن الفشل قد تكون مشاعر الفشل عند الأطفال مهمة؟ وأنه يمكنك مساعدتهم على التعلم من الفشل بدلاً من تجنبه؟ إذا كنت تريدين إجابة لكل هذه الأسئلة، فاستمري في قراءة المقال حتى النهاية.
مخاطر الحماية الزائدة للأطفال
أعلم أنك تسعين إلى حماية أطفالهم من أي خطر أو أذى مثلك مثلي، ولكن قد تؤدي الحماية الزائدة إلى نتائج عكسية، حيث تؤثر سلباً على نمو الطفل وتطوره. ومن أبرز مخاطر الحماية الزائدة ما يلي:
1. إعاقة نمو الاستقلال وتحمل المسؤولية
عندما يشعر الطفل بأنك تقومين بكل شيء نيابة عنه، فإنه لن يتعلم كيفية القيام بالأشياء بنفسه، مما يؤدي إلى إعاقة نمو الاستقلال وتحمل المسؤولية لديه.
قيامك بجميع المهام المنزلية أو تحضير الوجبات أو حل جميع مشاكل الطفل بدون اشراكه ولو جزئيا، لن يعرف الطفل معنى المسؤولية ولن يتمكن من القيام بهذه الأمور بنفسه، أو على الأقل لن يعيرها أي اهتمام وبالتالي سيتركها أو يتجنبها.
2. خلق خوف من المخاطرة والتجربة
عندما يشعر الطفل بأنه محمي من أي خطر أو فشل، فإنه سيخشى المخاطرة والتجربة، مما قد يحد من إمكانياته وقدراته.
مثلا، إذا كنت تمنعين طفلك من ركوب الدراجة أو الذهاب إلى المدرسة وحده، فإن الطفل سيخشى القيام بهذه الأمور، مما قد يؤثر على نموه الاجتماعي والعاطفي.
3. تراجع الثقة بالنفس والاعتمادية المفرطة على الآخرين
عندما يشعر الطفل بأنه غير قادر على القيام بأي شيء بنفسه، فإنه سيفقد الثقة بنفسه ويعتمد على الآخرين بشكل مفرط.
على سبيل المثال، حل مشاكل الطفل الدائم، سيفقده الثقة في قدرته على حل مشاكله بنفسه، مما قد يؤدي إلى الاعتمادية المفرطة على الآخرين في مرحلة البلوغ.
4. زيادة احتمالية للإحباط الشديد عند مواجهة الفشل الحقيقي
عندما لا يواجه الطفل أي فشل أو صعوبة في حياته، فإنه لن يكون قادرًا على التعامل مع الفشل الحقيقي عندما يواجهه، مما قد يؤدي إلى الإحباط الشديد.
اذا كنت تحققين دائمًا كل ما يريده الطفل، فإنه لن يتعلم كيفية التعامل مع الفشل بدون تدخلك، مما قد يؤدي إلى الإحباط الشديد عند أول مواجهة للفشل الحقيقي.
اطلعي على: ركن التهدئة: بديلك الإيجابي عن عقاب الأطفال
كيف تتجنب توفير الحماية الزائدة لطفلك؟
كما ذكرها بعضها موقع “Fortune” تجنب الوالدين توفير الحماية الزائدة للطفل يمكن أن يشمل عدة نقاط:
- تشجيع الاستقلالية عند الأطفال: تحفيز الطفل على تطوير مهاراته والقيام بمهامه بمفرده بما يتناسب مع عمره. يمكن تحديد مهام يومية صغيرة يمكن للطفل أداؤها بنفسه.
- تشجيع المغامرة بشكل آمن: توفير فرص للاستكشاف واللعب في بيئة آمنة. ذلك يسمح للطفل بتطوير مهارات التحليق في التجارب والتعلم من الخبرات.
- التحفيز لاتخاذ المبادرة: تشجيع الطفل على اتخاذ قراراته الصغيرة وتجربة أشياء جديدة. ذلك يساعد في تنمية الثقة بالنفس وتطوير الذات أيضا.
- التحدث عن المخاطر بشكل واقعي: شرح المخاطر المحتملة بطريقة تناسب عمر الطفل. ذلك يسمح له بفهم العواقب واتخاذ قرارات ذكية.
- تعزيز المسؤولية: إعطاء الطفل مسؤوليات تتناسب مع قدراته وعمره، مما يساعده في تطوير مهارات الالتزام والعناية.
- تشجيع التواصل بينك وبين طفلك: فتح حوارات فعالة للتواصل مع الطفل، حتى يشعر بالراحة في الحديث عن تجاربه ومشاعره.
تجنب الحماية الزائدة لا يعني ترك الطفل بمفرده في مواجهة المخاطر، بل يهدف إلى تشجيع نموه وتطوره الشخصي بشكل صحي ومستقل.
الخلاصة
إن حماية طفلك الزائدة من الفشل ليست استراتيجية مفيدة حقاً، بل على العكس من ذلك، اسمح لهم بأن يشعروا به، بأن يعيشوه، وأن يحظوا بالهبات التي تأتي مع الفشل. راقبي من بعيد ولا تتدخلي الا للضرورة القصوى، اتركيهم يتعلمون، ويزيدون قوتهم وعزمهم ومؤهلاتهم للنجاح في المستقبل.