الطلاق حدثًا شائعًا في حياة الكثير من الناس فمثلا تشير الأبحاث أنه خلال النصف الأخير من القرن العشرين ولأول مرة في التاريخ حل الطلاق مكان الموت كمسبب لإنهاء الزواج.
يؤثر الطلاق على الصحة العقلية والنفسية للأفراد، على الرغم من أن الطلاق ينهي بشكل عام علاقة زوجيّة مختلة وغير صحيّة. غالباً ما يكون الطلاق مصحوبًا بأمور عديدة منها العجز، والحزن، والشعور بالذنب، والشعور بالوحدة.
ما يجعل الإجهاد النفسي للطلاق أكثر سوءًا هو وصمة العار الإجتماعية التي تواجهها معظم النساء فعلى سبيل المثال في بعض الدول العربية، اعتبرت النساء أن الطلاق هو “أسوء صدمة” يمكن للمرأة تحملها. كما وتصف النساء العربيات وصمة العار الإجتماعية المتمثلة في الطلاق على أنه شعور بالجُرم، وعزلة عن المجتمع، وإلقاء اللوم عليهن، وعدم المساواة في الحقوق. بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما ينظر إلى النساء المطلقات على أنهن أكثر سوءًا في التربية والشخصية مقارنة بالرجال. قد يهمك أيضا اقرأ تأثير الطلاق على الأطفال: عوامل تساعد طفلك على التأقلم
كما ذكر موقع “NCBI” من خلال دراسة أجريت في الولايات المتحدة حيث تُظهر الأبحاث أن الطلاق يمكن أن يقلل من الكفاءة المستقبلية للطفل في جميع مجالات الحياة، بما في ذلك العلاقات العائلية والتعليم والرفاهية العاطفية، والقدرة على كسب الدخل في المستقبل.
تميل النساء التي مرت بتجربة طلاق إلى الشعور بأنهن فارغات عاطفيًا أكثر، ويعانين من مشكلات احترام الذات. وقد يصبحن معرضات للاكتئاب بصورة كبيرة. كما وأوضحت الدراسات أنه كلما شعر الفرد بوصمة العار من المجتمع، زادت صعوبة التكيّف مع الحياة بعد الطلاق. كما أظهرت دراسة أنه في المتوسط، يمكن للمرأة أن تتوقع انخفاضًا يقارب 30% في مستواها المعيشي بعد الطلاق، بينما يشهد الرجال في كثير من الأحيان زيادة تقدر بحوالي 10%. في الواقع، بعد الطلاق، يكون بعض التغييرات في نمط الحياة لاحتمالها عاليًا. وبشكل واضح، يعتبر هذا وقتًا عاطفيًا صعبًا بالنسبة للكثيرين.
المراحل العاطفية للطلاق
يمر الشريكان في خمسة مراحل عاطفيّة ما قبل الطلاق وهي مراحل مهمة جدا كي تكون تجربة إنهاء الزواج تجربة أكثر صحية نفسيّا.
1. مشاعر اللوم وفقدان الأمل
تتواجد مشاعر اللوم وفقدان الأمل من الطرف الثاني، وإلقاء اللوم على بعضهما البعض في مشاكل الماضي والحاضر وحتى المستقبل في حياتهم. حيث يطوّر الطرف البادئ في طلب الطلاق:
- صورة ذاتية سلبية.
- مشاعر من عدم الرضا.
- غضب وحزن، قلق، مزاج مكتئب.
- إحساس بالضيق.
- شعور بالذنب وطاقة جسديّة ونفسيّة منخفضة.
في حين أن متلقي طلب الطلاق يمر:
- بمشاعر النكران.
- عدم السيطرة.
- مشاعر الصدمة المجهولة.
2. مشاعر الخسارة
مرحلة من الشعور العميق المؤلم بالحزن واليأس وعذاب الحياة بلا معنى، والحساسية المفرطة لأيّة تعليقات، والإنشغال الشديد، وصعوبة التركيز على المهام وفقدان دور الأبوة والأمومة.
3. مشاعر الغضب
الغضب من “جميع النساء” أو “جميع الرجال” وما وراء مشاعر الغضب هناك العديد من المخاوف وعدم اليقين بشأن المستقبل.
4. مرحلة التحرر من القيود الزوجية
بعض من الأزواج ينظرون للطلاق كأنها مرحلة التحرر من القيود الزوجيّة، واستعدادية لتجربة علاقة جديدة، وتجربة جديدة من الإستقلالية، واتخاذ القرارات الخاصة، وزيادة الثقة بالنفس، وتتحسن النظرة الذاتية للنفس، والعودة لدور الأبوة والأمومة.
5. مرحلة من الإنفصال الجسدي والعاطفي
الإستقرار الذاتي، وتقبل نهاية الزواج باتفاقيّة عادلة.
فهم الأسباب الكامنة وراء الطلاق له دور فعال لتدخل أكثر نجاعة وفعاليّة، أحد أقدم أسباب الطلاق في العالم العربي والدول الأخرى هو سن الزواج المبكر، الزواج في جيل مبكر هو عامل رئيسي لانهاء الزواج. قد لا يتوفر النضج العقلي بدرجة كافية في هذا النوع من الزواج، قد لا يتمتعون بصنع قرار كامل، وأقل استقرارًا من الناحية المالية.
يذكر أن 50٪ من النساء في الدول العربية تزوجن لأول مرة قبل سن العشرين. كان هذا هو الحال في العديد من الدول العربية، بما في ذلك مصر والسودان والأردن ولبنان.
تم ذكر مستوى التعليم الأكاديمي كعامل يؤثر على الإستقرار الزوجي، عادة كلما ارتفع مستوى التعليم الأكاديمي، كان الزواج أكثر استقرارًا نتيجة لاختياراتهم الأكثر حكمة وتروي عند اختيار الزوج. ويكونون أفضل في التواصل وإدارة الصراعات، وكذلك لديهم سيطرة أكبر على منع أو موازنة التدخل الخارجي خاصة من العائلة.
على الرغم من أن التحصيل العلمي العالي يرتبط غالبًا بزواج أكثر ثباتًا، إلا أنه في الدول العربية المختلفة.نتيجة التعليم العالي وزيادة فرص العمل للنساء وتغيير دورهن في المجتمع أصبحت قرارات الطلاق أكثر سهولة للنساء. فمثلا تستطيع المرأة بعد الطلاق تربية أطفالها دون الحاجة إلى العودة إلى منزل الوالدين بسبب الإحتياجات المالية.
دور التدخل العائلي بين الزوجين في حدوث الطلاق
غالباً ما يشار إلى التدخل العائلي كعامل يهدد استقرار الزواج، غالبًا ما يكون للعائلة رأي في اختيار الزوج. كذلك التدخل في شؤون شريكي الزواج اليومية وهذا التصرف يسهم بشكل كبير في فسخ الزواج.
تأثير الطلاق على الصحة النفسية
يعد الطلاق تجربة مؤثرة على الصحة النفسية للأفراد، حيث يمكن أن يؤدي إلى زيادة مستويات التوتر والقلق والاكتئاب. سنتناول التحديات النفسية التي قد يواجهها الأفراد بعد الطلاق وسنقدم بعض الاستراتيجيات لتعزيز الصحة النفسية والتكيف الإيجابي.
كما نشر موقع ” Cambridge university ” دراسة لوحظت ارتباطات بين الطلاق والاضطرابات النفسية على الرغم من أن نصف الأفراد المنفصلين أو المطلقين قد تزوجوا مرة أخرى أو تمت إعادة توحيدهم مع أزواجهم في وقت التحليل. علاوة على ذلك، لم تظهر أي ارتباطات بين هذه القياسات للصحة النفسية والفترة الزمنية منذ الانفصال أو الطلاق الأول. كذلك ارتفعت مستويات القلق والاكتئاب عند الطرفين.
قد يهمك أيضا كيف تعرف أنه الشريك المناسب؟ أسئلة لمعرفة جدّية الشراكة.
نصحية موقع مارشميلو مام