تأثير الأب على أطفاله كبير، حيث يمكن لأي شخص أن يلد طفلاً، لكن أن يكون أبًا فذلك سوف يستغرق حياته. فالآباء يلعبون دورًا في حياة كل طفل لا يمكن أن يملَؤهُ الآخرون. يمكن أن يكون لهذا الدور تأثير جوهري على الطفل وشخصيته التي سيصبح عليها عندما يكبر.
مقالات ذات صلة:
تربية الأبناء على الصفات الرجولية لتنشئة سليمة!
الآباء مثل الأمهات هم ركائز للاستقرار العاطفي لأبنائهم، فالأبناء يتطلعون إلى آبائهم على أنهم واضعوا القواعد والعاملون على تطبيقها. كما يتطلع لهم أبنائهم لتوفير شعور بالأمان البدني والعاطفي. فكل الأبناء يريدون أن يجعلوا آباءهم فخورين، والأب الحاضر يساعد على ذلك كثيراً وينمي الثقة بالنفس بالإضافة إلى تعزيز النمو الداخلي وقوة الشخصية.
فقد أظهرت الدراسات أنه عندما يكون الآباء ودودين وداعمين ويقومون بدور (الأب الحاضر)، فإنه يؤثر بشكل كبير على النمو المعرفي والإجتماعي للطفل. كما أنه يغرس الشعور العام بالرفاهية والاستقرار الداخلي.
-
الآباء يحددون مستوى علاقات أبنائهم مع الآخرين:
لا يؤثر الآباء فقط على شخصيتنا من الداخل، ولكن أيضًا على كيفية تحديد علاقاتنا مع الناس أثناء نمونا. ستؤثر الطريقة التي يعامل بها الأب طفلهُ على نظرته للآخرين.
وسيقوم باختيار الأصدقاء والأحباء والأزواج بناءً على كيفية إدراك الطفل لعلاقته مع والده، وكل ذلك يعتمد على المحددات التي يضعها الأب في علاقته مع أبنائه فينعكس ذلك على تعامل أبنائه مع الآخرين.
فالأب الحاضر سيُغدِق على طفله بالكثير من المشاعر والمواقف والخبرات التي تكسب الابن مناعة ووعي للشخصيات التي من الممكن أن يختلط بها. أما إذا كان الأب يقوم بتقديم أزكى الطعام وأجمل الملابس وأفضل المنازل. ولكن لا يلعب معهم ويمازحهم ولا يتنزه معهم ولا يحدثهم ولا يشاركهم مواقفه الحياتية.
لتكون الأب الحاضر بشكل صحي وصحيح في حياة ابنك يجب أن تقدم المعادلة كاملة والأبناء بحاجة لشيء رئيسي وهو (الوقت) فالوقت الذي يقضيه الأب مع أبنائه مهم لثلاثة أسباب على الأقل:
- عندما يقضي الأب الحاضر الوقت مع أبنائه فهذا يمكّنه من التعرف عليهم، فيستطيع أن يكتشف فضائل أبنائه وآمالهم ومخاوفهم وتطلعاتهم ومُثلهم على أفضل وجه من خلال قضاء الكثير من الوقت معه.
- عندما يقضي الأب الحاضر الوقت مع أبنائه فهذا يجعله أكثر حساسية لاحتياجاتهم المادية والنفسية سواءا أكانوا أطفال، مراهقين، أو شباباً.
- غالبًا ما يرى الأطفال (الوقت) كمؤشر على حب الأبوين، ولكي تضمن أنك قمت بالمطلوب منك لتنشئة ابنٍ مُدركٍ للحياة وما يترتب عليها بالجانب الإيجابي والسلبي. عليك باقتطاع بعض الوقت لهم.
-
تأثير الأب على شخصية الأبناء:
(الفتيات) تعتمد الفتيات الصغيرات على آبائهن للحصول على الأمن والدعم العاطفي، يظهر الأب الحاضر لابنته كيف تبدو العلاقة الجيدة مع الرجل.
فإذا كان الأب محبًا ولطيفًا، فستبحث ابنته عن تلك الصفات في زوجها المستقبلي، أما إذا كان الأب الغائب فهي لن تجد القدوة التي تجعلها نموذج للدعم العاطفي وستعيش في فراغ عاطفي، وهذا يجعلها تتأثر بالجانب النفسي وثقتها بنفسها وأمنها العاطفي الداخلي.
على عكس الفتيات فإن (الأولاد) يمثلون أنفسهم من خلال شخصية الأب. يسعى الأولاد للحصول على موافقة آبائهم منذ الصغر، كبشر نكبر بتقليد سلوك من حولنا هكذا نتعلم كيف نعمل في العالم.
إذا كان الأب حاضراً ويرعى ابنه ويعامل الناس باحترام، سينمو الإبن بنفس الطريقة عندما يكون الأب حاضراً بجسده ولكن غائبًا بروحه وتفاعله. يتطلع الأبناء الصغار إلى الشخصيات الذكورية الأخرى لتحديد “القواعد” لكيفية التصرف و التعايش مع العالم.
فهذا يدفعهم للبحث عن شخصية قدوة أخرى، وهذا يؤدي للبحث في الخارج فهذا لوحده خطر كبير لأنه سينعكس على شخصيتهم وتصرفاتهم. فمثلاً يميل الأبناء المرتبطون جيدًا والمحبوبون من قبل آبائهم الحاضرين إلى مشاكل سلوكية أقل ويكون عندهم مناعة إلى حد ما ضد تعاطي الكحول والمخدرات. وتشير الأبحاث إلى أن دور الآباء لا يقل أهمية عن دور الأمهات في تأثيرهم على الأبناء.
بعض الاقتراحات سبعة أبعاد للأبوة الفعالة:
- أن تكون علاقتك إيجابية مع الأم.
- قضاء الوقت مع أبنائك.
- رعاية الأبناء.
- توجيه السلوكيات والتأديب بشكل مناسب.
- العمل كدليل للعالم الخارجي.
- توفير الحماية.
- الأب بمثابة قدوة إيجابية للأبناء فيجب أن يراقب تصرفاته.
قد لا يتفوق الآباء في جميع هذه الأبعاد السبعة، لكن الآباء الذين يبرعون في معظمهم سيخدمون أطفالهم وعائلاتهم بشكل جيد. إن مساعدة الآباء على فهم الدور الذي يلعبونه في تنمية وتشكيل حياة أبنائهم. وأنه لا يقدر بثمن ولا غنى عنه يمكن أن يقودهم إلى تقديم التزام واستثمار أكبر في أسرهم.