تأثير الطلاق على الأطفال أمر إن لم يكن طبيعي فإنه أمر حتمي! ولكن تتفاوت درجة تأثر الأطفال بطلاق الوالدين اعتمادا على كثير من العوامل من وجهة نظري هي كيف يهيأ الوالدين أطفالهم للطلاق وكيف تم إخبارهم عن الطلاق بشكلٍ فعليّ.
فأرى أنّ الأطفال لديهم من الذكاء ما يكفي ليميّزوا أن هناك حدث غير جيد أو أنّ هناك توتر داخل العائلة.
فالطلاق هو إنهاء العلاقة الزوجية بشكل قانوني، وهو حدث يؤثر بشكل كبير على جميع أفراد الأسرة، وخاصة الأطفال. وفقًا لآخر احصاءات المركز الاتحادي للتنافسية والاحصاء الاماراتي لسنة 2020، فإن عدد حالات الطلاق في الامارات العربية المتحدة سنة 2020 يقدر بنحو 4,213 حالة، وهو معدل مرتفع للغاية.
ما مدى تأثير الطلاق على الأطفال؟
يمكن أن يكون تأثير الطلاق على الأطفال كبيرا جدا، وقد تستمر هذه الآثار مدى الحياة. ومن أهمها ما يلي:
- الشعور بالفقدان والوحدة.
- الشعور بالذنب واللوم.
- الخوف والقلق.
- الغضب والحزن.
- مشاكل سلوكية.
- مشاكل أكاديمية.
- مشاكل صحية.
تختلف شدة تأثير طلاق الآباء على الأطفال من طفل لآخر، وتعتمد على العديد من العوامل، مثل عمر الطفل، ونضجه، ومدة الزواج، وطريقة حدوث الطلاق، وسلوك الوالدين بعد الطلاق.
من المهم أن يتلقى الأطفال المتأثرون بالطلاق الدعم العاطفي والنفسي من والديهم وأقاربهم وأصدقائهم، كما يمكنهم الحصول على الدعم من المختصين النفسيين والاجتماعيين.
في هذا المقال، سنتكلم عن الأضرار النفسية والاجتماعية التي يتعرض لها الأطفال عند الطلاق، ونقدم بعض النصائح حول كيفية مساعدتهم على التكيف مع هذه الحالة.
التأثير النفسي والاجتماعي للطلاق على الأطفال
يمكن أن يسبب الطلاق مجموعة متنوعة من المشاعر القوية للأطفال، نستعرضها كما يلي:
1. الشعور بالفقدان والوحدة
يشعر الأطفال الذين يمر آباؤهم بالطلاق بأنهم فقدوا جزءًا مهمًا من حياتهم، وقد يشعرون بالوحدة والضياع. قد يكافحون للتكيف مع الوضع الجديد، وقد يشعرون بالخوف من فقدان أحد الوالدين أو كلاهما.
2. الشعور بالذنب واللوم
قد يشعر الأطفال بأنهم مسؤولون عن طلاق والديهم، وقد يلومون أنفسهم على ذلك. قد يشعرون بالذنب لأنهم لم يكونوا أطفالًا أفضل، أو لأنهم لم يكونوا يستطيعون منع والديهم من الانفصال. اقرأ أيضا كيف تعرف أنه الشريك المناسب؟ أسئلة لمعرفة جدّية الشراكة
3. الشعور بالخوف وقلق الانفصال
قد يشعر الأطفال بالخوف والقلق بشأن مستقبلهم، وقد يتساءلون عن مدى تأثير الطلاق على حياتهم، مثل: أين سيقيمون ومع من؟ مع الأب أو مع الأم؟ كيف يمكنهم رؤية والديهم؟ وكيف يتعاملون مع أصدقائهما وعائلتهما؟
قد يسأل الأطفال عن الوالد الآخر عند غيابه. بينما يستجيب البعض منهم جيدًا لروتين ثابت بالإضافة إلى الأدوات المرئية، مثل التقويم، وتحديد الزيارات.
4. الغضب والحزن
قد يشعر الأطفال بالغضب والحزن بسبب الطلاق، وقد يعبرون عن غضبهم من خلال السلوك العدواني، أو قد يعبرون عن حزنهم من خلال البكاء أو العزلة أو حتى فقدان السيطرة.
5. مشاكل سلوكية
قد يعاني الأطفال الذين يمر آباؤهم بالطلاق من مشاكل سلوكية، مثل العدوانية، أو الغضب، أو الانسحاب الاجتماعي. فتبدأ في ملاحظة علامات الخجل والقلق الشديدين عليهم، وأنهم يتجنبون أو يخشون الخروج مع الأصدقاء أو حضور المناسبات المدرسية.
6. درجات مدرسية منخفضة
قد يعاني الأطفال الذين يمر آباؤهم بالطلاق من مشاكل أكاديمية، مثل انخفاض نتائجهم المدرسية، أو صعوبة التركيز في المدرسة. قد يجد الأطفال صعوبة في التكيف مع التغييرات في حياتهم، وقد يكون لديهم صعوبة في التركيز على الدراسة.
7. مشاكل صحية
قد يعاني الأطفال الذين يمر آباؤهم بالطلاق من مشاكل صحية، مثل مشاكل النوم، أو آلام البطن، أو الصداع. قد يكون الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، وقد يكون لديهم نظام مناعي ضعيف.
ويمكن أيضا ملاحظة تراجع في أدائهم الفعلي والعقلي، حيث قد يعود الأطفال الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين 18 شهرًا و6 سنوات إلى سلوكيات مثل التشبث، والتبول اللاإرادي، ومص الإبهام، ونوبات الغضب.
كيفية مساعدة الأطفال على التكيف مع الطلاق
يمكنكم مساعدة أطفالكم على التكيف مع الطلاق من خلال القيام بما يلي:
- الحفاظ على التواصل المفتوح مع الطفل: من المهم أن يشعر الطفل أنه يمكنه التحدث إليكما حول مشاعره وأفكاره حول الطلاق. يجب عليكما الاستماع إلى الطفل دون الحكم عليه، وتجنب إلقاء اللوم على أي طرف منكما.
- تجنب إلقاء اللوم على أي من الوالدين: يجب تجنب الحديث عن الآخر أمام الأطفال، أو إلقاء اللوم عليه. كما يجب عليكما تذكر أن الأطفال لا يتحملون مسؤولية الطلاق.
- توفير الاستقرار والنظام في حياة الطفل: حاولوا الحفاظ على قدر من الاستقرار والنظام في حياة الطفل، حتى لو كان ذلك صعبًا، والالتزام بجدول منتظم للزيارة، وأن تكونوا موجودين لاحتياجات الطفل. اقرأ أيضا الروتين اليومي للأطفال وأهميته.
- دعم الطفل عاطفياً: يحتاج الأطفال إلى الدعم العاطفي من والديهم في أوقات التغيير. اذن، يجب عليكما التعبير عن حبكما للطفل، واخباره بأنكما ستستمرون في رعايته بغض النظر عن ما يحدث.
- تقديم الدعم للطفل في المدرسة: قد يواجه الأطفال المتأثرون بالطلاق صعوبة في التركيز في المدرسة، أو قد يتراجعون في تحصيلهم الدراسي. تحدثوا إلى معلمي ابنكما حول الطلاق، وقدموا له المساعدة في المنزل.
- مساعدة الطفل على بناء علاقات صحية مع الآخرين: يحتاج الأطفال إلى علاقات صحية مع الآخرين من أجل التكيف مع التغييرات في حياتهم. قوموا بتشجيع أطفالكما على قضاء الوقت مع الأصدقاء والأقارب، و مساعدتهم في بناء علاقات صحية مع البالغين الآخرين.
إذا كانت كل هذه التوجيهات غير مجدية لمساعدة أطفالكما، يمكنكما الإستعانة بالطبيب وحتى الإستعانة بمكتب الخدمات الطبية النفسية للأطفال الذي يقوم بالمساعدة ابتدءا بالوالدين لتتجاوزوا ما فات، وتصبحان قاجرين على مساعدة أطفالكما.
نصيحة فريق عمل موقع مارشميلو مام
تذكّرا دوما قبل الاقدام على الطلاق أن تكونا اتخذتما جميع التدابير لعدم الوصول لهذه المرحلة وقمتم بسؤال متخصصين بهذا المجال، ولو كان الطلاق سيكون واقعا فعلا قوما بتهيئة أطفالكما نفسيا ولا تتوانيا عن طلب الاستشارة من متخصص.
كما يمكنك طلب استشارة من متخصص من فريق الاستشارة لدينا [maxbutton id=”1″ url=”https://marshmallowmom.com/%D8%AC%D9%85%D9%8A%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D9%86/” text=”اطلب استشارتك” ]