ضبط سلوك الطلاب داخل الصف يقع على عاتق المعلم داخل الغرفة الصفيّة وهناك بعض الطلبة الذين يواجهون مشكلة حقيقة في ضبط سلوكهم. وكذلك في القدرة على التصرف بشكل مناسب داخل الغرفة الصفية.
مقالات ذات صلة:
أنواع الطلاب داخل الغرفة الصفية المختلفة.
هذه السلوكيات غير المنضبطة تأخذ الكثير من وقت المعلم وتحات إلى طاقة ذهنية ونفسية في تكرار التعليمات، ومحاولة إعادة توجيه سلوك هؤلاء الأطفال غير المنضبطين. لهذا السبب يحتاج المعلمون إلى مجموعة من التقنيات الفعّالة لإدارة وتوجيه السلوكيات غير المنضبطة داخل الغرفة الصفية.
لحسن الحظ هناك تقنيات اثبتت نجاحها الكبير ليس فقط في إدارة السلوكيات غير المنضبطة في الغرفة الصفية. ولكن إلى تقليله للحد الأدنى، من هذه التقنيات :
-
قلب النموذج:
بدلا من التركيز على سلوكيات الأطفال غير المنضبطين، فأنت تريد أن تشيد وتمدح بسلوكيات الأطفال المنضبطين.
الهدف من ذلك هو إيلاء المزيد من الإهتمام للسلوك الذي تريد رؤيته، وإهتمام أقل للسلوك الذي لا تريد رؤيته. وكذلك السلوك الذي يعترض عملية التدريس داخل الغرفة الصفية.
-
التركيز على الثناء والمدح:
يتمثل مفتاح التقنيات المستخدمة في إيجاد طرق لإعادة توجيه الأطفال بشكل إيجابي، بدلا من التركيز على السلوكيات غير المنضبطة والتي نحاول تثبيطها. على سبيل المثال (إذا كان هناك طفل يطرح الأسئلة دون أن يرفع يده، فهنا يجب على المعلم أن يبحث عن نموذج لطفل إيجابي يفعل سلوك معاكس لما سبق ،ويقوم المعلم بتوضيح هذا السلوك والإشادة بفاعلها والثناء عليه.
الأطفال غير المنضبطين يرغبون في الحصول على الثناء كغيرهم من الأطفال لذلك على المعلم التنبه والتركيز في أفعال هؤلاء الأطفال الإيجابية. بمجرد إيجاده لسلوك منضبط وإيجابي فعليه المدح والثناء على الفور. وقد يشيد معلم الصف بشكل عام على سلوك منضبط وإيجابي وبالتالي سيحصل الطالب غير المنضبط على جزء من هذا الثناء.
-
التركيز على الإيجابيات:
الهدف هنا هو الخروج من ما نقوم به بشكل طبيعيّ، ألا وهو الإنتباه والتركيز على السلوكيات غير المنضبطة وإيلاء قدر أكبر من تركيزنا على السلوكيات الإيجابية التي نرى طلابنا يشاركون فيها، ويبذلون الجهد والإتقان في هذه السلوكيات.
نهدف هنا أيضا إلى استهداف السلوكيات المنضبطة والتي نرغب فيها والترويج لها، عن طريق استخدام أنواع التعزيز المختلفة. وذلك حتى نتأكد من انتباه الأطفال إلى هذه السلوكيات. ومحاولة تقليدها حتى تصبح إيجابيا في الغرفة الصفية.
-
مساعدة جميع الأطفال على أن يكونوا أطفال منضبطين:
عندما يحصل الأطفال الذين اعتادوا على ممارسة سلوكيات منضبطة، على فرصة لكسب ردود أفعال إيجابية يمكن أن يبدأو بتغيير سلوكياتهم. فمن المعتاد التركيز على الطلاب الذين يمارسون سلوكيات منضبطة. ويحصلون على عدد كبير من ردود الفعل الإيجابية. لكن ما نريد فعله حقا هو قلب مجرى الأمور والبدء بالتركيز الشديد على السلوكيات الإيجابية التي تصدر من هؤلاء الأطفال. كذلك ومع مرور الوقت يبدأ الطفل غير المنضبط في استيعاب الرسائل الإيجابية والشعور بالتمكن من السلوكيات الإيجابية والمنضبطة.
-
رصد النتائج :
سوف يبدأ المعلم برؤية النتائج الإيجابية لما قام به من تنفيذ للتقنيات السابقة، ليس فقط على الأطفال غير المنضبطين، بل على الفصل الدراسي كامل. وسيرى تقدم على أداء الأطفال الذين تم مدح أفعالهم والثناء عليهم، وسيرى المزيد من الإلتزام والإنضباط. وسيشعر المعلمون والطلاب في ذات الوقت بالإيجابية والإنضباط. كذلك سيقل الجهد والوقت الذي يبذله المعلم في حث الطلاب على إتباع التوجيهات وضبط السلوك .
لذلك إن انضباط سلوك الطلاب داخل الغرفة الصفية سيأثر بشكل إيجابي على ادائهم الأكاديمي، وسيولون اهتماما أكبر لدروسهم. لذلك يتلخص ما قمنا بذكره سابقا في فكرة إعادة هيكلة الإهتمام في الفصل الدراسي بعيدا عن النموذج التقليدي الذي نجد فيه الأطفال المنضبطون يحصلون على الكثير من الثناء. ويتعرض الأطفال غير المنضبطين في المقابل للتوبيخ. لكن ما نريده حقا هو إعادة توزيع هذا الثناء على جميع طلاب الفصل الدراسي بحيث يشعر كل طالب أنه سيحصل على ثناء لفعل منضبط وإيجابي قام به.