القرارات الخاطئة عبارة عن تحيزات معرفية (وهي أنماط منظمة من الإنحراف عن العقلانية في الحكم على الأمور، وتُدرس كثيراً في علم النفس والاقتصاد السلوكي) المختلفة. ولها تأثيرات قوية على كيفية اتخاذنا للقرارات. وتشير كلمة التحيز عادة إلى التفكير الخاطئ والقرارات السيئة.
مقالات ذات صلة:
ما هو قانون النبوءة المحققة لذاتها؟
يشير العلم إلى أن أدمغتنا وطرق التربية التي خضعنا لها في الصغر والعوامل البيئية تجعلنا عرضة لخداع أنفسنا واتباع هذه التحيزات. لكننا لو تمكنا من التفريق بين التحيزات الفطرية والتحيزات المكتسبة فإن قدرتنا على اتخاذ قرارات سليمة ستكون أفضل.
فالتحيزات الفطرية ضرورية لبقاء الجنس البشري لكن التحيزات المكتسبة هي التي تحمل خطورة على بقاء الجنس البشري ورفاهه. وكمثال على هذا فإنك إذا رأيت إنسانا وحيوانا بحاجة إلى المساعدة فإنك ستنحاز لجنسك البشري وستساعد الإنسان وهذا تحيز فطري محمود. أما ما نراه اليوم من حروب ودمار فهو نتيجة التحيزات المكتسبة التي تجعل البعض يؤمنون بتفوق أعراقهم أو ألوانهم على أعراق وألوان أخرى من البشر.
نقدم لكم بعض الانحيازات والقرارات الخاطئة التي سيكون التخلي عنها له أثر جيد على حياتك وحياة من حولك:
-
انحياز الانطباع الأول:
أدمغتنا مصممة لإصدار أحكام سريعة في غضون ثوانٍ من رؤية أو سماع شخص ما لأول مرة. ساعد ذلك أجدادنا البشر لاتخاذ قرارات خاطئة وسريعة حول ما إذا كان الشخص الذي ظهر أمامي ينوي الهجوم أو أنه شخص مسالم، وقد يكون تغيير تلك الأحكام شبه مستحيل. يفضل حدسنا الانطباع الأول. إنه الميل إلى الإعجاب (أو عدم الإعجاب) بكل شيء يتعلق بشخص ما.
طرق التغلب عليها:
تتمثل إحدى الإستراتيجيات للتغلب على هذا التحيز في إيجاد طرق (جمع المزيد من المدخلات/معلومات) للتعرف على الشخص بشكل أفضل. مع الوقت والجهد، يمكن تغيير انحياز الانطباعات الأولية، وستصبح أكثر منطقة في اتخاذ القرارات.
-
الانسياق وراء المشاعر/ الانغماس في المشاعر في اللحظات الحاسمة:
في خضم مجريات الحياة الصعبة فإننا نجد أنفسنا نتخذ قرارات خاطئة ولا واعية ومنساقة وراء مشاعرنا أي أننا أصبحنا عبيد لمشاعرنا كما قال الفيلسوف ديفيد هيوم :”إن الانسياق وراء المشاعر يعطل عمل الدماغ المنطقي والتفكير العقلاني مما سيؤدي بالتأكيد لنتائج كارثية”.
فترانا نغضب ونخاف ونصرخ وتسوء علاقاتنا مع بعضنا البعض نتيجة نقص التفكير المنطقي والانغماس في المشاعر. تتمثل إحدى الإستراتيجيات لتعزيز ضبط النفس في محاربة المشاعر هي بالوعي الذاتي بحقيقة المشاعر التي أشعر بها في موقف ما. وبالتدريب والإصرار ستقوى عضلة التحكم بالذات وفهم المشاعر وبالتالي ستتحسن قدرتك على اتخاذ القرارات.
-
إسقاط دوافعنا على الآخرين سبب القرارات الخاطئة :
عندما نتعرف إلى شخص جديد، تتلون أحكامنا بتجاربنا وتوقعاتنا السابقة. نحن نفرض نتائج تجارب علاقتنا السابقة على الشخص الجديد. وبهذا فنحن نخرج من دائرة الإدراك الواعي. على سبيل المثال، من المرجح أنك ستقع بحب شخص يشبه أحد أفراد عائلتك بالشكل وستبدأ بإسقاط حبك (لنفترض أنه يشبه والدك) لوالدك على هذا الشخص وستتوقع منه أن يبادلك بنفس طريقة الحب الأبوي وبالتالي فإنك لن تتوقع أو تفكر إطلاقا بأن هذا الشخص قد يقوم بخادعك.
نحن ننجذب إلى الأشخاص بناءً على تشابههم مع أفراد مروا في السابق بحياتنا بشكل إيجابي. إن الوعي العاطفي نظرة ثاقبة لعمل العقل وعدم عقلانية الطبيعة البشرية ضد القرارات الخاطئة .
-
التوقع/ النبوءة المحققة لذاتها:
عندما نؤمن بأمر ما ونتوقع حدوثه بشكل يقيني فإنه من المرجح أن يحدث هذا الأمر.
إذا، فإن المفتاح لاتخاذ قرار جيد هو التعامل مع معتقداتك كفرضيات يمكن إثباتها ودحضها عندما يتم اختبارها بدلاً من الدفاع عنها.
-
الإنكار:
الإنكار هو دفاع نفسي نستخدمه جميعًا ضد الحقائق الخارجية لخلق شعور زائف بالأمان. يخفف الإنكار من القلق في مواجهة الأخبار التي لا تطاق أو القرارات الخاطئة (مثل تشخيص السرطان، أو خبر موت أحد قريب). في حالة الإنكار، يقول الناس لأنفسهم: “هذا لا يحدث “أو ” الناس يبالغون في ردة فعلهم حيال هذا الأمر”. و كل شيء تمام والأمن مستتب” أكثر من الرجال ذلك لأنها تحتاج الشعور بالأمان بشكل أكثر من الرجل.
هذه كانت بعض من الأسباب التي تدفعنا لاتخاذ قرارات خاطئة وتحيزات فكرية لاواعية لدينا. ويمكننا السيطرة عليها بفهم النفس والتحكم بالمشاعر.