قلق انفصال الأطفال في اليوم الأول من المدرسة مقدمة لرفض طفلك المدرسة، والذي يحدث في حوالي ثلاثة أرباع الأطفال الذين يعانون من الانفصال. حيث من الصعب على الطفل دخول بيئة جديدة فهو أمر غريب جديد ويبعث على خوف الأطفال في سن ما قبل المدرسة وفي كل المراحل الأخرى. خصوصا إذا كانت مدرسة جديدة أو مرحلة دراسية جديدة.
كمعلمة لرياض الأطفال أرى التفاوت في ردود فعل الأطفال والأهل في اليوم الأول للمدرسة. فمن الطبيعي جدا أن يكون هنالك عدد من الأطفال لديهم خوف وقلق من البيئة والمكان والأشخاص في المكان الجديد. عدا عن القلق والتوتر عند الأهل لأن طفلهم سيتركهم للمرة الأولى ويبدأ خبرة جديدة في بيئة مليئة بالمتغيرات المختلفة، فهو غالبًا ما يكون مصحوبًا بالكثير من البكاء وعدم الوضوح. اقرأ أيضا سلوك طفلي يختلف في البيت عن المدرسة، كيف أتعامل معه؟
ليس لدى الأطفال أي فكرة على الإطلاق عما يمكن توقعه “لقد أمضوا السنوات الثلاث إلى الأربع الأولى في تعلم قواعد وروتين حياتهم الأسرية وهم غير ملمين تمامًا بالقواعد والروتين الجديد الذي سيواجهونه”.
أسباب قلق انفصل الأطفال عن الوالدين عند الذهاب إلى المدرسة
-
الانفصال عن الوالدين
يعتاد الأطفال على وجود والديهم دائمًا في المنزل، وعند الذهاب إلى المدرسة، يكونون بعيدين عنهم لأول مرة. هذا الانفصال يمكن أن يسبب قلقًا.
2. الغموض وعدم اليقين
الأطفال الصغار غالبًا ما يشعرون بالغموض حيال ما يمكن أن يتوقعوه في المدرسة. هل سيكونون في أمان؟ هل سيجدون أصدقاء؟ هل سيعجبون المعلمين بهم؟ هذه الأسئلة تزيد من قلقهم.
3. فصل عن الأصدقاء والعائلة
في المنزل، يمكن للأطفال أن يكونوا برفقة إخوتهم وأصدقائهم. عند الذهاب إلى المدرسة، يمكن أن يشعروا بالفصل عن هؤلاء الأشخاص الذين يحبونهم ويثقون بهم.
4. القلق من الأداء
بعض الأطفال يشعرون بالقلق من أدائهم في المدرسة. هم يخشون أن لا يكونوا جيدين في الدروس أو أن يتعرضوا للسخرية من قبل زملائهم.
5. تجارب سلبية سابقة
إذا كان لدى الطفل تجارب سلبية سابقة في المدرسة، مثل التنمر أو التجارب الأكاديمية الصعبة، فقد يكون لديهم قلق أكبر للذهاب إلى المدرسة.
6. الانتقال إلى مدرسة جديدة
عندما ينتقل الطفل إلى مدرسة جديدة، يمكن أن يشعر بالقلق من عدم معرفته بالبيئة والزملاء الجدد.
من المهم فهم هذا القلق وتقديم الدعم والتشجيع للأطفال خلال هذه المرحلة. يمكن أن تساعد التحدث معهم عن مخاوفهم وتوجيههم على التعامل مع الانفصال بشكل إيجابي. كما يمكن للمدرسة والمعلمين أيضًا أن يلعبوا دورًا مهمًا في تهدئة هذا القلق وتوفير بيئة مدرسية داعمة وودية.
كيف تعرّف طفلك على بيئة المدرسة الجديدة
- اشرح له الروتين اليومي لمرحلة ما قبل المدرسة. أخبره عن الألعاب التي سيلعبها، والأطفال الذين سيلتقي بهم، وكيف سيكون دائمًا هناك لاصطحابها في نهاية اليوم.
- لا تفرط في الحديث عن المدرسة. ولا تقدم وعودًا لا يمكنك التحكم بها (مثل تكوين صداقات جديدة)، إذا كانت التجربة الأولى لطفلك غير مطابقة لتخيلاته، فقد تبدو المدرسة بالفعل مخيفة وليست مثيرة.
- قابل المعلم، تحدثوا معاً واجعل طفلك يتعرف عليه. فإذا أظهرت لطفلك أن المعلم هو شخص تحبه وتثق به، فسيكون من الأسهل له تكوين ارتباط به والإنفصال عنك بسهولة.
- قم بزيارة المدرسة قبل العام الدراسي. اصطحب طفلك في جولة في الفصل وأشر إلى الأنشطة المختلفة التي سيقوم بها كل يوم. أخبره أيضًا باسم المدرسة.
- حافظ على إنفعالاتك وإيجابيتك إذا كنت تشعر أنت بالتوتر فسيشعر طفلك به وسيؤثر عليه سلباً.
- سيأخذ طفلك الإشارات منك، لذا كن هادئًا وواثقًا من أن كل شيء على ما يرام، فلا تسأله إذا ما كان خائفًا عدة مرات فهذا قد يجعله أكثر خوفًا.
- لعب الأدوار، يمكن أن يساعد التظاهر باللعب بدمى حيوانات طفلك على التكيف مع فكرة أنه سيتركك، لكنك ستعود. (على سبيل المثال ، يذهب دبدوبه إلى المدرسة مع بعض الأصدقاء الآخرين، وتغادر الأم وتعود بعد أن غنى أغنية وتناول وجبة خفيفة) هنا تصبح الفكرة لديه ومؤلوفة.
طرق قد تساعد على التعامل مع قلق انفصال الأطفال
كل طفل سيكون له رد فعل مختلفة في التعامل مع الفراق أو الإنفصال عن الأهل، البعض سيتعامل بشكل جيد، وبعضهم الأخر سيشعر بالضيق والحزن ثم يستقر بعد فترة من الزمن.
- يجب على الطفل التعبير عن مشاعره وقبولها. وأن يخبر المعلم أنه قد افتقد أمه ويريد أن يعود إلى المنزل لأنه يريد أن يحتضن والده مثلاً.
- على الأهل والمعلم أن يكونوا إيجابيين بشأن موقف الطفل ومشاعره وردة فعله. وإظهار أن المدرسة فترة مؤقتة من النهار ثم ستعود إلى المنزل وإلى عائلتك. فلا تقم بتعنيف الطفل أو توبيخه بسبب ردة فعله في اليوم الأول.
- عندما ينتهي الدوام المدرسي حاول أن تكون هناك بإنتظار طفلك. لا تجعله ينتظرك لوقت طويل فهذا يشعره بالتوتر والقلق من حضورك وسبب تأخرك.
- لا تتسلل بعيدا، قد يكون من المغري الخروج من الغرفة وترك طفلك مندمج مع الأطفال. لكن طفلك الصغير سيشعر بمزيد من الخوف إذا اختفيت فجأة وسيزيد من عدم استقراره.
- حذاري من الكذب أو التحايل على طفلك في وقت حضورك للمدرسة. لأن هذا سيزعزع ثقة طفلك في كلامك، وسيؤدي إلى زيادة المدة التي يعاني منها الطفل من عدم الاستقرار!
- مهم جدا أن تذهب الأم مع الطفل في الفترة الأولى من الدوام الدراسي، وأن تبقى معه؛ حتى يكون الانفصال بالتدريج ولا يفقدها فجأة. ولكن عليها أن تجعل الفترة التي تبقاها في المدرسة تتناقص تدريجياً إلى أن تستقر امور الطفل. (تطبق هذه الطريقة إذا رفض البقاء وبدأ بالبكاء، عدا عن ذلك لا يوجد أي داعي لبقاء الأم بل على العكس من الممكن أن يؤثر سلباً على ثقة الطفل وتفاعله مع أقرانه). اقرأ أيضا نصائح قبل شراء زمزميات للأطفال لضمان صحة طفلك.
- بمجرد أن تقول وداعاً، من الأفضل أن تخرج من المكان فوراً حتى لو كنت تريد الاطمئنان عليه؛ كي لا ينشغل طفلك بوجودك. قد يؤدي مشهد الوداع الطويل إلى تعزيز إحساس الطفل بأن مرحلة ما قبل المدرسة مكان سيء. بغض النظر عن مدى استعدادك، سيظل طفلك في سن ما قبل المدرسة مليئًا بالتوتر في يومه الأول.
لا ينبغي أبدًا انتزاع الأمهات من أطفالهن فجأة، قد يستغرق الأمر ما يصل إلى عدة أسابيع حتى يكون الطفل جاهز تمامًا لتركه في المدرسة بدون والدته ووالده وتذكر دوماً ان:
- بكاء الأطفال في اليوم الأول من الحضانة والروضة أمر طبيعي.
- الصراخ والبكاء أمر طبيعي.
- قلق الانفصال في مرحلة ما قبل المدرسة أمر طبيعي.
- في النهاية، سيتوقفون وسيتكيف الطفل مع البيئة الجيدة فقط أعطي طفلك ونفسك بعض الوقت.