كذب الأطفال أمر طبيعي حيث تشكوا العديد من الأمهات من أن طفلها يكذب. يبدأ الطفل بالكذب في سن الثالثة عندما يبدأ بإدراك وجوده المستقل وبأنك كأم لا تستطيعي قراءة أفكاره. بمرور الزمن تتطور الكلمات التي يكتسبها الطفل ويتطور فهمه وإدراكه لطبيعة الأشخاص من حوله وردات فعلهم ويتطور معها قدرته على الخلق والإبداع والكذب بشكل أفضل.
مقالات ذات صلة:
الطفل العنيد وطرق للتعامل معه!
يبدأ الطفل من سن الرابعة إلى سن السادسة بإتقان مهارات الكذب بإضافة تعبيرات الوجه المناسبة واستخدام نغمات ودرجات الصوت المختلفة لتدعم قصته المختلقة. يصبح الطفل فيما بعد قادرا على خلق كذبات أكثر إبداعا وتعقيدا بحيث لا يكون من السهل كشفها. وفي السن ما قبل المراهقة. حيث تتطور عند الطفل مهارات فهم مشاعر الآخرين بشكل أكبر، يميل الأطفال لخلق الكذبات البيضاء التي يكون هدفها حماية مشاعر الآخرين.
-
الآن بعدما تعرفنا متى يبدأ الطفل بالكذب دعينا نعرف عزيزتي الأم لماذا يكذب الطفل
توجد العديد من المبررات التي تجعل من الطفل كاذبا، فمثلا قد يكذب الطفل خوفا من العقاب الصارم في حال اقترافه لخطأ ما، وقد يكذب الطفل لتفادي الشعور بالخزي والعار ( مثلا عندما يأخذ علامة سيئة في إحدى المواد الدراسية). قد يكذب الطفل أيضا لجذب الإنتباه وجعل قصصهم تبدو أكثر حماسا، ويكذب الطفل أملا بالحصول على شيء ما (عندما يريد الحصول على حلوى مثلا). وقد يكذبون الكذبة البيضاء التي يكون هدفها الحفاظ على مشاعر الآخرين. إن معرفة السبب الكامن وراء كذب الطفل فإن ذلك سيساعدنا في معرفة الطريقة التي سنتعامل بها مع الطفل وطريقة علاجه.
-
نقدم لك عزيزتي الأم بعض الإقتراحات في سبيل التخلص من هذه الظاهرة المزعجة:
-
لا تكذبي أمام طفلك وابدأي بنفسك:
الأطفال كائنات خارقة الذكاء شديدة الملاحظة. سيلتقط طفلكِ أي تصرف تقومين به ثم سبيدأ بمحاكاة تصرفاتكِ وتقليدكِ ظنا منه أنه يقوم بأمر محمود. إذا كانت ماما تفعل ذلك سأفعل مثلها لعلي أنال رضاها.
-
افهمي الدافع وراء كذبه:
فكما ذكرنا قبل قليل معرفتك لدافع طفلكِ سيجعلك قادرة على تحديد طريقة لحل ذلك.
-
ثمني وامدحي قيمة الصدق عند طفلك:
إذا أقدم طفلكِ على فعل عمل خاطئ وقام بإخبارك بذلك، رجاءً لا تقومي بعمل الجلاد وكوني أما وأخبريه أنك سعيدة لأنه أخبركِ بالتصرف الذي قام به، ثم ابحثا معا عن طريقة حل للعمل الخاطئ الذي قام به. كما يمكنك أيضا إخبار بعض المواقف لطفلكِ بحيث تكون له دافعا للتصرف الصحيح. فمثلا أخبريه أنك قمت بعمل خطأ ما في عملك، وأنك على الرغم من إمكانية إخفاء ذلك فإنك مشاركة ذلك مع مديرك وإخباره عن الخطأ الذي قمت به ساعدكما على إيجاد حل للمشكلة.
-
يجب على ابنكِ أن يثق بك، فلا تكثري من عقابه:
إذا تعرض الطفل للعقاب بشكل مستمر على كل صغيرة وكبيرة وفقد الشعور بالأمان نحوك فإن لكذبه عواقب كبيرة. كم سمعنا من حالات تعدي على الأطفال ولم يقوموا بإخبار والديهم لخوفهم من أهلهم ومن العقاب.
-
ساعدي طفلك لكي لا يكذب. فإذا كنت تعتقدين أنك في حال سؤالك لسؤال معين لطفلكِ سيجعله يكذب، حاولي معرفة المعلومة التي تريدينها بطريقة أخرى ذكية:
فبدل أن تسأليه هل قمت بعمل واجبك الدراسي بشكل مباشر، قومي بسؤاله هل ستقوم بعمل واجبك الدراسي قبل تناول الغداء أم بعده. إذا كان طفلكِ قام بالفعل بعمل واجبه فإنه سيخبرك أنه انتهى من القيام به. وإذا لم يقم به بعد فإنه سيشعر بوجود فرصة لديه ولن يقوم بالكذب. وإذا كنت ستسألينه عما إذا قام بتحضير حقيبته المدرسية مما قد يستدعي تلفيقه للكذب في حال عدم قيامه بذلك، بدلا من ذلك السؤال أخبريه أنك تريدين رؤية حقيبته المدرسية في حال تجهيزه لها.
-
إذا كان كذب طفلك نابعا من خياله وهو أمر طبيعي في مرحلة ما قبل المدرسة عند الطفل، فلا تقلقي عزيزتي الأم فإن طفلك يقوم بوصف الأمور من وجهة نظره الشخصية لأنه قد لا يملك الكلمات الكافية للوصف الدقيق:
فمثلا إذا قام بوصف والده بأنه سوبر مان أو بأن أباه لديه قدرة خارقة، فهي حقا الطريقة التي يرى الطفل أباه الذي قام بحمل الكرسي! ستلاحظين عزيزتي الأم اختفاء هذا النوع من الكذب بتطور المهارات اللغوية للطفل. أما إذا كان كذب الطفل خياليا جدا فتدرجي معه بالأسئلة إلى الدرجة التي يدرك فيها أنك اكتشفت كذبه لكن لا تحرجيه ولا تعاقبيه. فمثلا إذا أخبركِ الطفل بأنه رآى كلبا يطير في السماء. فقومي عزيزتي الأم بالتدرج معه بالحديث. أخبريه أنكِ تعلمين أنه يحب الكلاب، وأن الكلاب لا تطير. الكلاب تمشي على الأرض وإذا تواجدت في مكان ما فإنها تصدر أصواتا تسمى النباح، أخبريه أنك لم تسمعي صوت نباح الكلب، قولي له أنك ربما تود أن تتعرف على الكلاب وفعلا قوموا بعمل زيارة لملجأ الكلاب ولا تلفتي نظره للكذبة التي اختلقها.
قد يقوم الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة باختلاق صديق خيالي، فلا تخافي عزيزتي الأم هذا لا يعتبر كذبا، حيث يقوم الكثير من الأطفال بذلك. إنها الطريقة التي يكون بها الطفل وعيه عن هذا العالم المحيط. ونعدك عزيزتي الأم بأن نفرد لهذا الموضوع مقالا خاصا.
-
علميه أن للكذب عواقب لكن بطريقة ذكية:
إذا أخبرتكِ ابنتكِ أنها نسيت وضع الصحون المتسخة في غسالة الأطباق، فقومي بتقديم الطعام للعائلة كلها على مناديل ورقية. نعم سيكون ذلك صعبا. لكنها عندما تلاحظ نتائج كذبها وانعكاساته ليس فقط عليها بل على جميع أفراد العائلة فإن الإحساس بالذنب سيدفعها بالتفكير مرتين قبل أن تكذب مرة أخرى.
إذا حدثَ وتوضح الأمر جليا بأن الطفل قد كذب واكتشف أمره، قومي بسؤاله: ماذا تعتقد أني أشعر الآن؟ هل تريد حقا أن تكون ماما حزينة؟ سيساعده الشعور بالندم على عدم ممارسة الكذب مرة أخرى. لكن رجاء لا تبالغي فالأطفال حساسون.
إذا جربتي عزيزتي الأم ما سبق وما زال طفلك يصر على الكذب. فننصحك بمراجعة أخصائي نفسي ليقوم بتحديد المشكلة والمساعدة في حلها بدل تفاقمها .