وضعية الولادة تلعب دورا كبيرا في تقليل ألم المخاض. حيث يعتبر المخاض أحد أكثر التجارب ألما في حياة المرأة. لكن هنالك العديد من الاجراءات الطبية مثل استخدام أبرة الظهر والتخدير النصفي لتخفيف آلام الولادة.
بالإضافة إلى الإجراءات غير الطبية مثل استخدام تمارين التنفس العميق والكمادات الساخنة وتدليك أسفل الظهر وأخيرا تغيير وضعيه الولادة. لكن إن وضعية الإستلقاء على الظهر كانت أكثر الوضعيات المستخدمة في الولادة كما يتجه العالم الآن.
كما نشر موقع ” NCBI” ورقة بحثية وجاء فيها أنّ المرحلة الثانية من المخاض هي الجزء الأكثر إرهاقًا في عملية الولادة ووضعية الأم المناسبة خلال هذه الفترة أمر بالغ الأهمية للولادة المهبلية الآمنة للمرأة. تلعب القابلات دورًا محوريًا في إدارة أوضاع الأم خلال المرحلة الثانية من المخاض. ومع ذلك، هناك أدلة محدودة لدعم الوضع المثالي للأم خلال المرحلة الثانية من المخاض. علاوة على ذلك، قد لا يكون الفرق بين أوضاع الأم المختلفة واضحًا
وفي المقابل هناك دراسة أخرى نشرت على موقع “NCBI” جاء في نتائجها أنه يجب تشجيع النساء أثناء المخاض على اختيار وضعية الولادة المريحة لها. يجب على الباحثين الذين يهدفون إلى مقارنة أوضاع الولادة المختلفة أن يأخذوا في الاعتبار تصميمات الدراسة التي تمكن المرأة من اختيار وضعية الولادة المناسبة والأكثر راحة.
فوائد الوضعيات القائمة في المخاض
- تقلل من الألم في فترة المخاض وبالتالي تقل الحاجة إلى استخدام المسكنات مثل إبرة الظهر.
- تزيد من مساحة الحوض لنزول الطفل بشكل أسرع.
- تزيد من مرونة عضلات قاع الحوض وبالتالي تقل احتمالية قص العجان والتمزقات الشديدة العشوائية أو التدخلات الطبية الأخرى.
- يقل وقت المخاض وتقليل نسبة عوامل الخطورة.
لكن لتأكيد صحة هذه الفوائد قام العلماء في إيران عام 2016 بأخذ عينة تتكون من 96 سيدة حامل لأول مرة في الأسبوع 37-42 من الحمل وتم توزيعهن عشوائيا إلى 3 مجموعات وكانت النتائج كالتالي :
- المجموعه الأولى بقيت في وضعية الإستلقاء على الظهر أثناء الولادة، المجموعة الثانية بقيت في وضعية القرفصاء.
- المجموعة الثالثة في وضعية الجلوس. وتم قياس مقدار الألم في المخاض عند الثلاث مجموعات كانت نتيجة المجموعة التي بقيت في وضعية القرفصاء أقل الما بدرجات كبيرة عن المجموعات الأخرى.
كذلك أكدت العديد من الدراسات الحديثة حول العالم بأهمية السماح بحرية الحركة للحامل أثناء المخاض. وكذلك إلى تغيير وضعية الولادة إلى وضعيات عمودية تساعد فيها الجاذبية على سحب الجنين إلى قاع الحوض بشكل أكبر وبالتالي تسهيل المخاض.
وهو عكس ما يحدث في الوضعيات المستلقية على الظهر حيث تقل فاعلية الدفع والطلق عند الأم مما يضطرها إلى بذل المزيد من الجهد والطاقة في عملية الدفع لمساعدة الجنين على الخروج. كذلك هنا يمكن الاستعانة بأخصائيي العلاج الطبيعي لمساعدة الأم على تغيير وضعيتها بالمخاض الى الوضعية الأكثر فاعلية مناسبة لوضعها الصحي.
دراسة حول أهمية الوضعيات القائمة خلال مرحلة الولادة
ملخص الدراسة “الوضعيات البديلة للولادة مقارنة بالوضعية التقليدية في المرحلة الثانية من المخاض“
تهدف الدراسة “ا لوضعيات البديلة للولادة مقارنة بالوضعية التقليدية في المرحلة الثانية من المخاض: مراجعة” إلى مراجعة ومقارنة مزايا ومخاطر الوضعيات الشائعة للولادة. وجدت الدراسة أن الوضعيات القائمة، مثل الوقوف أو القرفصاء أو الركوع، مرتبطة بالعديد من الفوائد، بما في ذلك:
1. المرحلة الثانية من المخاض أقصر: قد تساعد الوضعيات القائمة على تقصير المرحلة الثانية من المخاض بمقدار يصل إلى 6 دقائق.
2. انخفاض خطر تمزقات العجان: قد تساعد الوضعيات القائمة على تقليل خطر تمزقات العجان بمقدار يصل إلى 30٪.
3. انخفاض الحاجة إلى التخدير فوق الجافية: قد تساعد الوضعيات القائمة على تقليل الحاجة إلى التخدير فوق الجافية.
وجدت الدراسة أيضًا أن وضعية الاستلقاء، وهي الوضعية الأكثر شيوعًا للولادة في البلدان المتقدمة، مرتبطة بالعديد من المخاطر، بما في ذلك:
- المرحلة الثانية من المخاض ممتدة: قد تؤدي الوضعية السوية إلى إطالة المرحلة الثانية من المخاض بمقدار يصل إلى 12 دقيقة.
- زيادة خطر تمزقات العجان: قد تزيد الوضعية السوية من خطر تمزقات العجان بمقدار يصل إلى 50٪.
- زيادة الحاجة إلى التخدير فوق الجافية: قد تزيد الوضعية السوية من الحاجة إلى التخدير فوق الجافية.
بناءً على هذه النتائج، يوصي مؤلفو الدراسة بتشجيع النساء على اختيار وضعية قائمة للولادة كلما أمكن ذلك.
فيما يلي بعض النقاط الرئيسية الإضافية من الدراسة:
- شملت الدراسة مراجعة لـ 52 دراسة حول وضعيات الولادة.
- وجدت الدراسة أن أنجع وضعيات الولادة كانت القرفصاء والركوع.
- وجدت الدراسة أن أقل وضعيات الولادة فعالية كانت الوضعية السوية.
- خلص مؤلفو الدراسة إلى أنه “هناك أدلة قوية على أنه لا ينبغي إجراء المرحلة الثانية من المخاض أثناء وجود الأم في الوضعية السوية”. يوصون بأن تُمنح النساء الفرصة لاختيار وضعية قائمة للولادة، وأن يتم تدريب مقدمي الرعاية الصحية على دعم النساء في هذه الوضعيات.
توصيات الدراسة:
تشجع النساء على اختيار وضعية قائمة للولادة كلما أمكن ذلك. تدريب مقدمي الرعاية الصحية على دعم النساء في وضعيات الولادة القائمة.