تركز العديد من الدراسات على أهمية القراءة للأطفال، حيث أظهرت دراسة حديثة أجرتها الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أن القراءة للأطفال في سن مبكر يزيد من الثراء اللغوي لديهم، ويُصبحون أكثر قدرة على القراءة والكتابة في سن المدرسة أكثر من العديد من الأنشطة الأخرى.
وتظهر دراسة أخرى أجرتها جامعة ميشيغان الأمريكية، أن الأطفال الذين يتعرضون للقراءة قبل مرحلة المدرسة لديهم فرض أكبر للتفوق في دراستهم مستقبلا.
يواجه العديد من الآباء والأمهات صعوبة في تشجيع أطفالهم على القراءة، خاصةً في ظل كثرة التشتتات الموجودة في عصرنا الحالي.
يهدف هذا المقال إلى تقديم نصائح عملية للآباء والأمهات حول كيفية تشجيع أطفالهم على القراءة، مع التركيز على أهمية القراءة المشتركة.
ما هي أهمية القراءة للأطفال؟
بشكل خاص قراءة القصص بطريقة القراءة المشتركة للأطفال في عمر سنتين إلى ثلاث سنوات يزيد من إحتمال من الثراء اللغوي والحصول على معرفة أفضل للكلمات المنطوقة والمهارات الأكاديمية. ويسهل عليهم عمليات الكتابة للأحرف والأرقام بعمر أربع إلى خمسِ سنوات.
والأكثر من ذلك، تم ربط القراءة المشتركة المتكررة بأداء أفضل في القراءة والكتابة والإملاء. والأكثر إثارة للدهشة أنها كانت مرتبطة بالرياضيات حتى بعد ست سنوات عندما كان عمر الأطفال بين ثمانية وتسع سنوات في السنة الثالثة. وهذا مشجع جداً لكل من يعتبر أن القراءة غير مفيدة ولا جدوى منها للأطفال.
ماهو مفهوم القراءة المشتركة؟
“لا تقرأ للأطفال” بل “إقرأ معهم” عش جو القصة. وهذه بعض النصائح في كيفية قراءة قصة ممتعة مع الأطفال:
- هيء المكان للقصة الجديدة إجذبهم قم بإخبارهم بعض التفاصيل الجاذبة في القصة لتجعلهم يتحمسون للقراءة.
- اجعل وجهك يقرأ معك فتعابير الوجه ونبرة الصوت لها دور كبير في لفت إنتباه الأطفال.
- عليك حب القراءة وسيحبها أطفالك ولا تجعلها كواجب عليك أو روتين يومي.
كيف تجعلين طفلك يحب القراءة؟
لا يوجد عمر معين لبدء القراءة، فبامكانك كأم أن تقرئي لطفلكِ وهو مايزال جنين في بطنكِ، فهو يسمع ويفهم ويحس بشعوركِ فأنت تستطيعين قراءة القصص المسموعة في هذه المرحلة. أما في مرحلة بعد الولادة فيفضل البدء كالتالي:
4 إلى 6 أشهر:
إذا حددنا أن هدفنا التمييز السمعي والبصري للصور وتفاصيلها، فهنا نبدأ بالقصص المصورة من عمر 4-6 شهور؛ قد لا يعرف الأطفال بهذا العمر معنى الصور الموجودة في الكتاب، لكن يمكنهم التركيز عليها خاصة الوجوه والألوان الزاهية وأنماط مختلفة الأشكال البارزة والكبيرة.
وينصح عند القراءة لهذا العمر أن تكون القراءة بشكل نغمات أو بألحان ملفتة للأطفال. يفضّل أن تكون القصة من مادة متينة وآمنة على الأطفال إما من قماش أو الورق المضغوط المقوى.
6 إلى 12 شهر:
يبدأ طفلك في هذا العمر بتمييز الأشكال في القصة والشخصيات، ويفهم الأحداث الرئيسية في القصة ويظهر لكِ حبه لبعض الشخصيات أو قصة معينة، ويصدر بعض الأصوات ليعبّر أنه يفضل هذه عن البقية. ويستطيع طفل في عمر 12 شهر أن يقلّب الصفحات ببعض المساعدة منكِ أثناء قراءة القصة.
الدور الأكبر في هذه المرحلة على الأم أو الاب الذين يقرؤون القصة. أما الطفل فعليه تجميع وتكوين حصيلة لغوية في الذاكرة ومحاولة تقليد بعض الكلمات أو الأصوات أو الحركات.
لا تفوت فرصة الاطلاع على أهمية القراءة بصوت عالٍ للأطفال
سنة إلى 3 سنوات:
بهذا العمر تصبح أهمية القراءة للأطفال كبيرة جدا، فهي تساعد على تجنب مشاكل القراءة في العمر الأكبر، وتساعدهم على تطوير مهارة الوعي الصوتي وإدراك مفهوم وجود لغة مقروءة. مع مراعاة أن الطفل مازال في مرحلة لا يستطيع القراءة لوحده فهنا علينا مراعاة الشروط التي ذكرتها في المقال أعلاه الخاصة بـالقراءة المشتركة.
تستطيعين بهذا العمر كأم وكمعلمة في الحضانة أو الروضة أن تطرحي على الطفل العديد من الأسئلة، مثل: لماذا فعلت هذه الشخصية هذا التصرف؟ ولو كنتِ مكانها ماذا كنت ستفعل؟ هل فعل شيء صحيحاً أم خاطئاً لماذا صحيح ولماذا خطأ ؟
مثل هذه الأسئلة وغيرها الكثير تساعد الطفل في التعبير عن نفسهِ وعن ما يدور بداخله وحوله. وكذلك تنمي بشكل كبير جداً الحصيلة اللغوية والقدرة على التحدث. بالإضافة إلى تنمية التفكير الإبداعي وحل المشكلات.
اقرئي المزيد حول كيفية تعليم الأطفال القراءة والكتابة
خاتمة
وفي الختام، القراءة للأطفال هي مثل وعاء من العسل إذا أحبه الطفل وذاق حلاوته منذ صغره وتربى عليه يصبح جزء من شخصيته ومن طريقة تفكيره. فالقراءة تساعده على تطوره الأكاديميّ والإجتماعيّ والنفسيّ والإدراكيّ بشكل كبير وملحوظ ومثبت علميا في الكثير من الدراسات.
تم التدقيق ومراجعة المعلومات من طرف متخصصة تربية الطفل: Rajaa Smadi