الشجار بين الأخوة من أكثر الأمور التي تشكو منها العديد من الأمهات من تكرار حدوث المشاكل والنزاعات بين أولادهم، فتقول إحداهنّ أنها لا تلبث أن تجلس قليلا حتى يأتيها أحد أطفالها الثلاث شاكيا باكيا إليها. وعند محاولتها حل النزاع يبدأ الطرف الآخر بتكذيب الطرف الأول.
أعتقد أن حال هذه الأم حال كثير من الأمهات اللاتي يملكن العديد من الأطفال، وفي هذا المقال سنتعرف عن بعض الطرق التي ستساعدنا في التقليل من هذه الظاهرة.
أسباب الشجار بين الإخوة والحلول التي يمكنك اتباعها
1. العنف أسلوب متّبع
إن نشوء الأطفال في بيئة يسودها العنف والتي يستخدم فيها السياسات القمعية في التعامل مع الأطفال يعد محفزا أساسيا على ممارسة العنف بين أطفالك باعتباره أمرا عاديا وشائعا. الحل في هذه الحال أن يتم وضع دستور منزلي يتم منع العنف فيه بجميع أشكاله منعا باتا.
2. شجار الآباء أمر مألوف في المنزل
نحن لسنا ملائكة، إن اختلاف الآراء ووجود خلافات هو أمر طبيعي في أي علاقة، لكن أن يكون الأم والأب دائمي الشجار باستمرار وخصوصا بحضور الأطفال فإن ذلك سيشكل تربة خصبة لأطفالك لممارسة العنف والشجار فيما بينهم. الحل هنا حاولي أن تكون نزاعاتكم في منأى عن إدراك الأطفال لكي لا تعطي سببا للأطفال بتقليدكم.
3. الملل
يعد الملل سببا في اختلاق الأطفال المشاكل بين بعضهم البعض. فالحل في هذه الحالة هي ببساطة شغل الأطفال دائما بفعاليات ونشاطات مفيدة للأطفال تبعدهم عن الملل وتخفف من تكرار حدوث الشجارات بينهم. ولا داعي للتذكير أن العقاب في هذه الحالة سيزيد من سوء وتكرارات حدوث الشجارات.
4. جذب اهتمام الأبوين
قد يشعر الطفل بالإهمال من قبل الأبوين ولجذب انتباههما فإنه سيبدأ بافتعال المشاكل مع إخوته.
إذا شعرتِ عزيزتي الأم بأن طفلك يفتعل المشكلات فقط ليجعلك تهتمين به فنتقترح عليكِ تخصيص ليلة خاصة تقضيها مع طفلك، حتى يمكنك فعل الأمر بالدور لجميع أطفالك. قوموا في تلك الليلة بالرسم والتلوين أو دعي طفلك يؤلف قصة ويكتبها ويرويها لك، المهم أن تقومي بنشاطات معه لتحسسيه بالإهتمام.
5. الشجار حول الممتلكات والألعاب والأشياء
وهي من أكثر أسباب الشجار شيوعا، فهم يتشاجرون حول دورهم في لعب البلايستيشن ويتشاجرون حول أماكنهم حول مائدة الطعام وغيرها الكثير والكثير من الأشياء، إن أخذ الشيء المتنازع عليه بالقوة أو معاقبة الجميع هو من أسوء الحلول التي يمكن استخدامها في هذه الأوقات. والحل الأمثل لحل مثل هذه النزاعات يكون بالنقاش الفعال بين الأطراف ووضع دستور يطبق بالعدل على جميع الأطراف. استغلي الأمر وقدمي لهم دروسا في تعلم السيطرة على الغضب وضبط النفس والتعبير عن الأفكار بالكلام لا بالعنف.
دعيهم هم من يسنوا قوانين لعب عادلة بلعبة مشتركة بينهم مثل البلايستيشن مثلا ودعيهم هم أيضا يضعوا عقوبات تفرض على الطرف الذي يخل بالإتفاق. بهذا الشكل ستلاحظي انخفاض تكرارت الشجارات بين أطفالك.
5. قللي من الأشياء التي قد يحتمل أنها ستكون سببا في حدوث الشجار بين الأخوة
احرصي على أن لا يبقى الأطفال جائعين أو مرهقين لأن ذلك قد يزيد بشكل طبيعي من حدوث الشجارات. عاملي الجميع بعدل (وليس بمساواة) أعط كل طفل ما يحتاجه ولا تظهري ميلك لأحد الأطفال.
6. لا تهتمي كثيرا
لا تجعلي الشجارات التي يقوم بها أطفالك ضمن دائرة اهتمامك ولا تعيرها الكثير من الإنتباه، يمكنكِ مثلا تخصيص غرفة في البيت وتسميتها بغرفة الشجارات. وعند قيام الأطفال بالشجار أخبريهم ببساطة أن يذهبوا إلى غرفة الشجار ويعملوا على حل مشكلتهم بعيدا عنك. اقرأ أيضا سلوك طفلي يختلف في البيت عن المدرسة، كيف أتعامل معه؟
إن أسوء ما يمكن للأهل القيام به في حال شجار الأطفال هو القيام بدور القاضي أو المحقق والبدء بالسؤال عمن بدء الشجار وعلى ماذا يدور الشجار. أفضل شيء أحيانا هو اهمال التصرف السلبي.
7. عززي السلوك الجيد
فعندما ترين أطفالك يلعبون بانسجام أثني عليهم وعززي سلوكهم، لكن حذاري أن تفعلي العكس وتقومي بالعقاب في حال اندلاع شجار بل على العكس مثلما قلنا في النقطة السابقة أهملي الموضوع ببساطة.
8. احرصي على تعليمهم فنون حل المشكلات وآداب النقاش وأهميته في تقليل المشكلات بينهم.
إنه ليس من السهل قول ذلك لكن حاولي عزيزتي الأم أن تتمتعي بأعصاب من جليد. فقط ضعي الخطوط العريضة مثل لا للعنف بجميع أشكاله وأهملي التصرفات السلبية. الأطفال بحاجة للحب والفهم والتعقل بالتعامل معهم.
التعامل مع شجار الأخوة الدائم
تعامل الأهل مع شجار الأخوة يمكن أن يكون تحديًا، ولكن هناك بعض الطرق الفعّالة لتحقيق تسوية وتعزيز التفاهم بين الأطفال. إليك بعض النصائح:
1. الاستماع الفعّال
- اسمحوا للأطفال بالتعبير عن وجهات نظرهم والاستماع إليهم بعناية، حتى يشعروا بالفهم والاحترام.
2. تشجيع على الحوار
- قوموا بتشجيع الأطفال على التحدث بدلاً من الصراخ، وشجعوهم على التعبير عن مشاعرهم بشكل صحيح.
3. تحديد القواعد والحدود
- حددوا قواعد واضحة بشأن ما هو مقبول وغير مقبول في حالات الشجار، وكونوا حازمين في فرض الحدود.
4. التشجيع على الحلول المشتركة
- دعوا الأطفال يشاركون في إيجاد حلول للنزاعات بينهم، وشجعوهم على البحث عن تسويات ترضي الجميع.
5. تعزيز الفهم لاختلافاتهم
- قدموا مفهوم التنوع والاحترام لاختلافات الشخصيات والرغبات، وكيف يمكن تحويل هذه الاختلافات إلى نقاط قوة.
6. استخدام التحفيز الإيجابي
- قدموا تقديرًا ومكافأت إيجابية عندما يظهر الأخوة سلوكًا تعاونيًا وحلولًا بنّاءة.
7. التدخل عند الحاجة
- تدخلوا برفق عندما تتطلب الأمور تدخلًا من الوالدين، وحاولوا فهم السبب والعمل على حل المشكلة.
8. تشجيعهم على العفو والاعتذار
- علموا الأطفال أهمية الاعتذار وقبول العفو، وكيف يمكن للقرارات الصغيرة أن تؤدي إلى تحسين العلاقات.
9. خلق بيئة إيجابية
- حافظوا على بيئة عائلية إيجابية وداعمة، حيث يشعر الأطفال بالأمان والمحبة.
10. تعزيز التفاهم والتعاطف
- قوموا بتعزيز مفهوم التعاطف والتفاهم، وكيف يمكن للأطفال تقدير مشاعر بعضهم البعض.
11. التحدث عن تأثير الشجار
- شرحوا للأطفال كيف يؤثر الشجار على العلاقات والمشاعر، وكيف يمكن للتعاون أن يؤدي إلى تحسين الروابط.
12. توفير وقت فردي
- حاولوا توفير وقت فردي لكل طفل، حيث يمكنه الشعور بالاهتمام الفردي والتقدير.
13. التحلي بالصبر
- يحتاج التعامل مع شجار الأخوة إلى صبر، فلا تترددوا في تقديم الدعم والهدوء في مواجهة النزاعات.
14. الإشراف والمتابعة
- توفير إشراف مناسب ومتابعة لضمان تنفيذ القواعد وتحقيق الحلول بشكل فعّال.
تذكير الأطفال بأهمية الاحترام المتبادل وبناء الروابط الأخوية القوية يمكن أن يساهم في تحسين العلاقات بينهم
كما يمكنك طلب استشارة من متخصص من فريق الاستشارة لدينا [maxbutton id=”1″ url=”https://marshmallowmom.com/%D8%AC%D9%85%D9%8A%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D9%86/” text=”اطلب استشارتك” ]