الغضب والعنف أو ما يسمى باضطراب الشخصية الانفجارية يتسم فيها الشخص بالغضب الشديد والهياج وغياب المنطق عند الغضب. ويقوم الشخص بكيل التهديدات الخطيرة وبالقيام فعلا بتصرفات عنيفة سواء تجاه نفسه أو تجاه الآخرين.
ويقوم بتحطيم الأشياء ذات القيمة في البيئة المحيطة، حيث تغيب قابلية التفكير المنطقي واتخاذ قرارات سليمة لدى المصابين بهذا الإضطراب. ويشعر المصاب بالندم بعد كل نوبة.
ما هو اضطراب الشخصية الانفعالي؟
اضطراب الشخصية الانفعالي، أو اضطراب الشخصية غير المستقرة عاطفياً (EUPD) هو اضطراب عقلي يتميز بنمط من عدم الاستقرار العاطفي والسلوكي والعلاقات. يعاني الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب من تقلبات مزاجية حادة، ومشاعر متطرفة من الغضب والخوف والقلق، وعلاقات شخصية غير مستقرة. اقرأ أيضا 5 أنواع رئيسة للشخصيات في علم النفس
تشمل الأعراض الشائعة لاضطراب الشخصية الانفعالي ما يلي:
- تقلبات المزاج الحادة: يعاني الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب من تقلبات مزاجية سريعة وشديدة. يمكن أن تتراوح هذه التقلبات من السعادة الشديدة إلى الحزن الشديد أو الغضب الشديد.
- السلوك الاندفاعي: يميل الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب إلى اتخاذ قرارات اندفاعية دون التفكير في العواقب. يمكن أن يشمل هذا السلوك السرقة أو تعاطي المخدرات أو السلوك الجنسي المحفوف بالمخاطر.
- العلاقات غير المستقرة: يجد الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب صعوبة في الحفاظ على علاقات مستقرة. يمكن أن يكونوا متقلبين أو غير آمنين أو متملكين في علاقاتهم.
- الشعور بالفراغ: يشعر الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب بشعور دائم بالخلاء أو الفراغ. يمكن أن يشعروا بأنهم غير قادرين على تحقيق أهدافهم أو الوصول إلى إمكاناتهم الكاملة.
- الأفكار الانتحارية: يعاني الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب من أفكار انتحارية أكثر من غيرهم.
يمكن أن يكون اضطراب الشخصية الانفعالي اضطرابًا مدمرًا للحياة. يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في العمل والمدرسة والعلاقات الشخصية. يمكن أن يؤدي أيضًا إلى مشاكل صحية عقلية أخرى، مثل الاكتئاب والقلق.
ومن أجل أن لا يتداخل تشخيص هذا الاضطراب مع اضطرابات أخرى حدد المختصون بتكرر هذه النوبات ثلاث مرات على الأقل في السنة. وقد تصل مدة النوبة إلى نصف ساعة ثم يبدأ الشعور بالأسف والندم الشديد يسيطر على المصاب.
وجد الباحثون أن الرجال هم من الصنف الأكثر تعرضا لهذا الاضطراب. ويبدأ ظهور هذا الاضطراب من سن المراهقة حيث يكون بأوجه، وقد يستمر لعمر الخامسة والثلاثين. وقد سجلت حالات قليلة لاستمرار هذا الاضطراب لعمر الخامسة والأربعين.
تكمن خطورة هذا الاضطراب في أن المصابين به يكون خطرا على أنفسهم وعلى المجتمع والأشخاص من حولهم. حيث تزداد نسبة دخولهم للمستشفيات وتعرضهم للجروح والكسور نتيجة لثورات غضبهم. كما وقد يخسرون الآلاف من الدولارات على الأشياء المادية التي يقومون بتحطيمها عند نوباتهم.
وناهيك عن خساراتهم الاجتماعية للناس من حولهم وخسارات وظائفهم وأحبائهم. ولوحظ ارتفاع نسبة ارتكاب الحوادث المرورية ـ كان بعضها خطيرة لدرجة حدوث وفيات ـ وارتفاع نسبة الإدمان على الكحول والمخدرات والتعديات والانتهاكات الجنسية عند المصابين باضطراب الشخصية الانفجارية.
وقد لوحظ أن اضطراب الشخصية الانفجاري يزداد عند العائلات التي يكون أحد أفرادها (وخصوصا أحد الأبوين) عانى من اضطرابات التحكم بالغضب.
ومن هنا ندرك أعزائي مدى ضرورة التحكم بالغضب واللجوء للمختصين لعلاج الأمر لأن للغضب نتائج لا تحمد عقباها كما أنه يورث الأبناء أمراضا أكثر خطورة. كما تزداد نسبة حدوث اضطراب الشخصية الانفعالي عند الأفراد اللذين عانوا من العنف الأسري وخصوصا في سن مبكرة.
علاج اضطراب الشخصية الانفعالي
إن اضطراب الشخصية الانفعالية اضطراب قد يمزق حياة المصاب بالمعنى الحرفي، فإذا لم يؤذي نفسه خلال فترات هياجه فإنه بالتأكيد سيؤذي الآخرين. لذلك فإن التنبه لهذا الاضطراب أمر ضروري. ويلجأ المختصون في علاج اضطراب الشخصية الانفعالي لنوعي العلاج. العلاج بالأدوية النفسية المناسبة والعلاج السلوكي معا بشكل مرتبط.
وقد لوحظت استجابة الأفراد المصابين باضطراب الشخصية الانفعالي بشكل مذهل للعلاج. حيث تساهم الأدوية النفسية بالتحكم بتقلبات المزاج والتحكم بها وتساهم جلسات التحكم بالغضب وجلسات العلاج السلوكي بتحكم المصاب بنوبات غضبه وحدتها.
التعامل مع شخص يعاني من اضطراب الشخصية الانفجاري يمكن أن يكون صعبًا ومعقدًا. من المهم أن تتذكر أن هذا الشخص يعاني من اضطراب عقلي، وأن سلوكه ليس انعكاساً للشخص الذي هو عليه حقًا.
كيفية التعامل مع شخص يعاني من اضطراب الشخصية الانفجاري
فيما يلي بعض النصائح حول كيفية التعامل مع شخص يعاني من اضطراب الشخصية الانفجاري:
- افهم الاضطراب: من المهم أن تفهم أعراض اضطراب الشخصية الانفجاري وأسبابه. سيساعدك ذلك على التعامل بشكل أفضل مع السلوكيات المفاجئة وغير المتوقعة للشخص.
- كن ثابتًا ومتفهمًا: يحتاج الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الانفجاري إلى الشعور بالثبات والدعم. كن صبوراً ومتفهمًا معهم، حتى عندما يكونون غاضبين أو مندفعين.
- ضع حدودًا واضحة: من المهم أن تضع حدودًا واضحة للسلوك الذي لن تقبله. وضح للفرد أن سلوكه غير مقبول، وأنك ستتخذ إجراءات إذا استمر.
- ساعد الفرد على طلب المساعدة: شجع الفرد على طلب المساعدة المهنية. يمكن أن يساعد العلاج في تعليم الفرد كيفية إدارة أعراضه وتحسين نوعية حياته.
فيما يلي بعض النصائح المحددة للتعامل مع نوبة غضب للشخص المصاب باضطراب الشخصية الانفجاري:
- ابق هادئًا: من المهم أن تبقى هادئًا قدر الإمكان. سيساعدك ذلك على تجنب الانخراط في الصراع مع الشخص.
- ابتعد عن الموقف: إذا كان ذلك ممكنًا، ابتعد عن الموقف حتى يهدأ الشخص.
- تحدث إلى الشخص بصوت هادئ وبطيء: حاول التحدث إلى الشخص بصوت هادئ وبطيء. قد يساعد ذلك على تهدئته.
- اسأل الشخص عما يشعر به: اسأل الشخص عما يشعر به. قد يساعد ذلك على فهم سبب غضبه.
- قدم الدعم: قدم الدعم للفرد. وضح أنك تهتم به وتريد مساعدته.
إذا كنت تشعر بالخطر أو أنك غير قادر على التعامل مع الموقف، فمن المهم طلب المساعدة المهنية. يمكن أن يساعدك المهنيون في الصحة العقلية في تطوير مهارات التعامل مع سلوكيات الشخص المصا
نصيحة ذهبية: لا غنى عزيزتي الأم عن دعمك لطفلك في سبيل تحكمه بغضبه. فالطفل الذي يستطيع التحكم بغضبه ومشاعره لن يصاب بمثل هذا الاضطراب الخطير. كما أن تنشئة الطفل في بيئة سليمة بعيدة عن العنف سيسهم في عدم وجود اضطرابات لديه.