الاكتئاب والقلق عند الأطفال هي اضطرابات نفسية شائعة يمكن أن تؤثر عليهم و قد تؤدي إلى مجموعة متنوعة من المشاكل، بما في ذلك صعوبات في المدرسة، ومشاكل في العلاقات، وضعف الصحة العقلية والجسدية.
في هذا المقال، سنتعرف على أنواع اضطرابات القلق والاكتئاب عند الأطفال، وأعراضها، وطرق علاجها، وكيفية الوقاية منها. إذا كنت قلقًا بشأن سلوك طفلك، أو إذا كنت تعتقد أنه قد يكون مصابًا باضطراب القلق أو الاكتئاب، فتابع القراءة لمعرفة المزيد.
1. اضطراب القلق
يعرف اضطراب القلق بأنه شعور بالخوف أو التوتر أو القلق المفرط من أمور قد تكون إعتيادية لطفل آخر في نفس عمره أو أقل، هذا الذي قد يؤثر على قدرة الطفل على الأداء في حياته اليومية. هناك العديد من أنواع اضطرابات القلق التي يمكن أن تصيب الأطفال، نتعرف عليها في القسم الموالي.
أنواع اضطرابات القلق
يرافق القلقُ الأطفالَ في رحلتهم عبرَ مراحل النمو المختلفة، ويتخذ أشكالاً متعددة، بعضها طبيعي ويزول مع الوقت، وبعضها الآخر يتطور ليصبح اضطرابًا يؤثر على حياتهم اليومية. حسب موقع NHS Inform، تشمل اضطرابات القلق عند الأطفال الأنواع التالية:
- فوبيا أو الخوف من شيء معين:
تخيل طفلاً يرتعبُ خوفًا من رؤية كلب ودود، أو تصيبُهُ نوبةُ هلع عند سماع صوت الرعد. هذه مخاوفُ محددة تُصنف تحت فوبيا الخواص، وهي شائعةٌ بين الأطفال، وغالبًا ما تستهدفُ حيوانات أو حشرات أو أماكن معينة.
لحسن الحظ، يميلُ معظمُ الأطفال إلى التغلب على هذه المخاوف مع الوقت والدعم المناسبين. لكن في بعض الحالات، قد تتفاقم الفوبيا لتصبحَ شديدةً لدرجة تُعيقُ حياةَ الطفل اليومية، وتتطلبُ عندئذٍ تدخُلاً علاجياً.
- اضطراب القلق العام:
يعيشُ طفلٌ يعاني من اضطراب القلق المُعمَّم في دوامة من القلق الدائم، تطاردهُ همومٌ وأفكارٌ سلبية حول شتى الأمور، من أدائه المدرسي إلى علاقاته الاجتماعية.
يشعرُ هؤلاء الأطفال بالتوتر والانزعاج معظمَ الوقت، ويصعبُ عليهم تذكرُ آخر مرةٍ شعروا فيها بالاسترخاء. غالبًا ما يظهرُ هذا الاضطرابُ في مرحلة المراهقة أو الرشد المبكر.
- اضطراب قلق الانفصال:
يخشى طفلٌ يعاني من اضطراب قلق الانفصالُ فراقَ والديه أو مقدمي الرعاية المعتادين. يظهرُ هذا القلقُ بشكلٍ طبيعي عند الأطفال الصغار، ويبلغُ ذروتهُ عادةً في عمر ستة أشهر.
لكن استمرارُ القلق الشديد بعد سن الثالثة، أو ظهورُهُ فجأةً عند طفلٍ أكبر، قد يُشيرُ إلى اضطرابٍ يحتاجُ إلى معالجة. غالبًا ما يعاني هؤلاء الأطفال من صعوباتٍ في التأقلم مع الحضانة أو المدرسة، وقد يُظهرون أعراضًا جسديةً مثل آلام البطن أو الغثيان عند الابتعاد عن المُحبَبين.
- اضطراب القلق الاجتماعي:
يخشى طفلٌ يعاني من اضطراب القلق الاجتماعي التواجدَ في الأماكن العامة، ومقابلةَ الأصدقاء، والمشاركةَ في الأنشطة الاجتماعية.
يُخطئُ البعضُ الخجلَ الطبيعي لدى بعض الأطفال واليافعين باضطراب القلق الاجتماعي، لكنَّ الأمر يصبحُ اضطرابًا حقيقيًا عندما تتحوَّلُ المخاوفُ الاجتماعية إلى خوفٍ شديدٍ ومُعطلٍ يمنعُ الطفلَ من ممارسة حياته الطبيعية.
- قلق المدرسة:
يواجهُ بعضُ الأطفال قلقًا شديدًا يتعلقُ بالمدرسة، ويتمثلُ في الخوف من الذهاب إليها، أو أداء الواجبات المدرسية، أو تكوين الصداقات، أو التعرض للتنمر. ق
قد لا يُصارحُ هؤلاء الأطفالُ ذويهم بمخاوفهم، ويشتكونَ بدلاً عن ذلك من آلامٍ جسديةٍ أو تعبٍ صباحي. يُصبحُ قلق المدرسة مشكلةً تستوجبُ الاهتمامَ والعلاجَ إذا أثَّر بشكلٍ كبيرٍ على حياة الطفل اليومية.
- اضطراب ما بعد الصدمة والاضطراب الوسواسي القهري:
على الرغم من شيوعهما أكثر بين البالغين، إلا أن اضطراب ما بعد الصدمة والاضطراب الوسواسي القهري يمكن أن يصيب الأطفال أيضاً. تتميز هذه الاضطرابات بأعراض مزعجة ومؤثرة على الحياة اليومية، وتتطلب عناية ومساعدة نفسية متخصصة.
2. اضطراب الإكتئاب
يعرف اضطراب الاكتئاب بأنه شعور بالحزن أو اليأس أو فقدان الاهتمام بالأشياء التي كان الطفل يستمتع بها سابقًا. قد يعاني الأطفال المصابون بالاكتئاب أيضًا من أعراض جسدية مثل اضطرابات النوم أو الشهية أو التعب.
كيف اعرف ان طفلي يعاني من الاكتئاب؟
وهنا نورد بعض الأمثلة لبعض السلوكيات للأطفال اللذين يعانون من الإكتئاب:
- الشعور بالحزن أو إنعدام الأمل أو الغضب الشديد ( الهياج ) لمدة طويلة من الزمن.
- إنعدام رغبة الطفل بالمشاركة بأي نشاطات ممتعة ويرفض المشاركة باللعب.
- تغير في نمط الأكل عند الطفل زيادةً أو نقصاناً.
- وتغير في نمط النوم عند الطفل زيادةً أو نقصاناً .
- تغير في نمط طاقة الطفل زيادةً أو نقصاناً بحيث من الممكن أن يبدو الطفل متعباً يميل للراحة أو العكس تماماً بحيث يصبح متوتراً وهائجاً.
- يعاني من فقدان التركيز.
- يشعر بالذنب وعدم تقدير الذات وقد يشعر بأن ليس له أهمية لمن هم حوله .
- يقوم الطفل بجرح نفسه أو إيذاء ذاته.
كما وقد يدفع الاكتئاب بالطفل أحياناً لإفتعال المشاكل أو التصرف بكسل وعدم المسؤولية مما يدفع الآخرين للتفكير بأن الطفل مثير للمشاكل ومشاغب أو كسول.
قد يشعر الطفل بالحزن أو فقدان الاهتمام بالنشاطات التي كان يفضلها في بعض الأحيان، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أنه يعاني من الاكتئاب. فيما البعض الآخر، قد لا يفصح ولا يعبر عن آلامه ومخاوفه وقد لا يبدو عليه الحزن مما يؤدي لتأخير إكتشاف المرض النفسي.
إذا كنت قلقًا بشأن سلوك طفلك، فمن المهم أن تتحدث إليه بصدق واهتمام. اجعله يعلم أنك هناك من أجله، وأنك تريد مساعدته.
علاج الاكتئاب والقلق عند الأطفال
تشير جمعية القلق والاكتئاب الأمريكية (ADAA) الى توفر عدة خيارات للتخلص من القلق والاكتئاب والتوتر، نذكرها كما يلي:
- الرحلة تبدأ بالتشخيص: إن أول وأهم نقطة في علاج الطفل هي التحدث إلى أخصائي طبي وتزويده بالمعلومات اللازمة لتشخيص حالة الطفل، فلا علاج ناجح دون تشخيص دقيق، لتحديد أيهما يسيطر على معترك المعاناة، فالاكتئاب الحاد قد يعرقل مسار علاج القلق الذي يحتاج طاقة وإرادة.
- العلاج النفسي: دعم الوالدين وتفهمهم لمشكلة طفلهم هي الخطوة الاهم في رحلة العلاج، كما يعد العلاج السلوكي المعرفي (CBT) أفضل علاج للقلق والتوتر والاكتئاب الذي يمكن اتباعه مع الطفل، حيث يبدّل الأفكار السلبية إلى واقعٍ أكثر إيجابية، أما العلاج التفاعلي وحل المشاكل، فيبنيان أدواتٍ عملية لمواجهة التحديات.
- الأدوية: قد تكون رفيقةٌ للعلاج النفسي، فمضادات الاكتئاب من نوع SSRI و SNRI تضعف سهام القلق والكآبة، وإن لم تفي بالغرض، تتوفر خيارات أخرى.
- سلوكيات صحية: قد يتضمن العلاج طرق مساعدة أخرى ليشعر الطفل بالهدوء والصحة مثل : التغذية السليمة، النشاطات الرياضية لمدة ساعة يوميا، ممارسة تقنيات الاسترخاء والتأمل، النوم الكافي، روتين الحياة اليومي الثابت، والنشاطات الإجتماعية الداعمة.
الوقاية من اضطرابات الاكتئاب والقلق عند الأطفال
إنه من غير المعروف تماماً لماذا يصاب بعض الأطفال بمثل هذه الأمراض، لكننا على دراية تامة ببعض العوامل المساعدة وهي:
- تعرض الطفل للضغط النفسي.
- إساءة التعامل مع الطفل، اقرئي المزيد حول تأديب الأطفال حسب العمر بطرق صحية!
- تعرض الطفل للتنمر والرفض من الأطفال الآخرين.
- إصابة احد الوالدين بالإكتئاب أو اضطراب القلق.
وبحسب ماجاء في موقع NHS، فان الأطفال الذسن يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط وكذا اضطرابات طيف التوحد هم أكثر عرضة للإصابة بمشاكل القلق. قد يهمك أيضا الاطلاع على مرض التوحد عند الطفال وعلاقته بالمطاعيم.
خاتمة
الاكتئاب والقلق هي اضطرابات خطيرة يمكن أن تؤثر على حياة الطفل بشكل كبير. من المهم أن تكون على دراية بعلامات وأعراض هذه الاضطرابات حتى تتمكن من طلب المساعدة لطفلك في أقرب وقت ممكن.
إذا كنت ترغب في مشاركة تجربتك مع اضطراب القلق أو الاكتئاب عند الأطفال، فيمكنك ترك تعليق في الأسفل. لا تنسى مشاركة المقال مع الآخرين لمساعتهم على فهم هذه الاضطرابات والتعامل معها بشكل أفضل.