القناة الشريانية المفتوحة (السالكة) عند حديثي الولادة هي من أشهر أمراض القلب التي يولد بها بعض الأطفال. وهي عبارة عن وعاء دموي مهم جدا للجنين في بطن أمه حيث أنّه يقوم بالتوصيل بين أكبر شريانين يخرجان من القلب وهما الشريان الأورطي والشريان الرئوي.
مقالات ذات صلة:
الحمل خارج الرحم وما هي الأسباب؟
دورها ينتهي بمجرد الولادة، أي أنّه من المفترض أن تغلق القناة الشريانية بعد الولادة بمدة قصيرة. لكن عند بعض الأطفال ليس هذا ما يحدث فتظل مفتوحة فيما يعرف بالقناة الشريانية السالكة (المفتوحة).
-
دورها لدى الجنين قبل الولادة:
خلال الدورة الدموية الطبيعية للإنسان، يضّخ الجانب الأيمن من القلب الدم إلى الرئتين عن طريق الشريان الرئويّ. وهناك يتم تحميل الدم بالأكسجين اللازم ثم يعود الدم للجانب الأيسر من القلب عن طريق الأوردة الرئوية، ثم يقوم الجانب الأيسر من القلب بضخ الدم المحمل بالأكسجين لبقية الجسم عن طريق الشريان الأورطيّ.
-
لنرى عن قرب كيف تسير الدورة الدموية للجنين داخل رحم الأم :
الجنين لا يستخدم الرئتين قبل الولادة وإنما يحصل على الأكسجين من دم الأم، لذا توجد القناة الشريانية حتى تتخطى خطوة ضخ الدم إلى الرئتين وتحميله بالأكسجين.
فما يحدث هو أن الدم ينتقل مباشرة من الشريان الرئويّ إلى الأورطيّ عن طريق القناة الشريانية .عندما تظل تلك القناة مفتوحة بعد الولادة. فإن هذا يعني أن يرجع الدم من الشريان الأورطيّ إلى الشريان الرئويّ قبل وصوله لبقية أجزاء الجسم، مما ينتج عنه تراكم كمية كبيرة من الدم في الرئتين وجانب القلب الأيسر مما سوف يؤدي إلى تضخم القلب وتراكم السوائل بالرئتين.
-
عوامل الخطر ؟
- يعّد حدوث القناة الشريانية المفتوحة نادرا في الأجنة المكتملة، أما في الولادة المبكرة فتزيد احتمالية الحدوث.
- عندما تصاب الأم بالحصبة الألمانية أو فيروس الروبيلا أثناء الحمل.
- الأطفال الذين يعانون من مرض جيني مثل متلازمة داون.
-
أعراض مرض القناة الشريانية المفتوحة:
تؤثر على كيفية عمل القلب والرئتين وهي خطيرة وقد تسبب :
- تسارع النفس أو ضيق بالتنفس.
- مشاكل بالتغذية وعدم زيادة وزن المولود.
- تسارع دقات القلب.
- التعرق بشدة أثناء النشاط أو أثناء الأكل.
أما عند الولادة المبكرة فقد يعاني الطفل من بعض المضاعفات، حيث أنه لا يحصل على الأكسجين بشكلٍ كافٍ، مما يؤدي إلى تلف بعض أعضاء الجسم.
-
ماذا يحدث إن لم يتم علاج القناة الشريانية المفتوحة؟
القناة الشريانية المفتوحة إن كانت كبيرة فيمكنها تدمير القلب والرئتين، ويمكنها أيضا التسبب بعدوى بطانة القلب. من حسن الحظ أن القناة الشريانية الصغيرة جدا لا تسبب أي مشاكل وغالبا ما تغلق تلقائيا بعد الولادة، لذا سيطلب منكِ الطبيب أن تتابعِ الطفل لمدة أسابيع أو أشهر قليلة بعد الولادة قبل التدخل العلاجيّ.
-
علاج القناة الشريانية المفتوحة ؟
-
العلاج الدوائيّ :
تعمل مضادات الإلتهاب اللاستيرويدية ( non steroids ) على غلق القناة الشريانية المفتوحة بسبب الولادة المبكرة حيث تعمل على تثبيط بعض المواد الكيميائية بالجسم التي تعمل على بقائها مفتوحة (الأندوميثازين هو العلاج الأفضل حسب نتائج الأبحاث).
-
العلاج الجراحي ويكون من خلال :
-
القسطرة:
يقوم الجراح بسّدها بلفافة معدنية أو شبكة معدنية تقوم بإيقاف تدفق الدم في القناة الشريانية، وهي من الجراحات الناجحة ويمكن للمولود الخروج من المستشفى في نفس اليوم.
-
الربط الجراحيّ:
يقوم الجراح بربط القناة الشريانية المفتوحة بحيث يتم غلقها، يمكن للطفل الخروج من المستشفى بعد حوالي يومين من إجراء الجراحة.
على الأغلب، يعالجها عند المواليد عن طريق القسطرة الجراحية، أما الربط الجراحيّ يكون اختياريا عندما تكون القناة الشريانية كبيرة أو أن الطفل يعاني مشاكل قلبية أخرى. العلاج الدوائيّ هو خط العلاج الأول للأطفال المولودين مبكرا خصوصا في أول 24 ساعة من الولادة، فإن لم يعطى العلاج الدوائي نتيجة لسبب ما يتم الإنتظار حتى يكبر الطفل بحيث يمكنه الخضوع للقسطرة الجراحية. سواء كانت القناة صغيرة جدا أو تم علاجها، فإن طفلكِ سينمو طبيعيا ولن يعاني أيّ مشاكل جسدية أثناء النمو.