للأبوين دور مهم في تعليم الطفل ضبط النفس وتنمية السلوكات المقبولة لديه. فبتوفيركم للرقابة والرعاية المناسبتين، و تجنب السلوكات الخطيرة ستجعلون من أطفالكم أفرادا ناجحين ومسؤولين.
فتوجيه سلوكيات الأطفال يساهم بشكلٍ كبير في تشكيل شخصياتهم، وهنا أساسيات مهمة تساعد على إستماع طفلك لك وبالتالي تحقيق توجيه السلوك بشكلٍ فعّال.
ويشار الى ضبط النفس بالقدرة على التحكم في المشاعر والأفكار والسلوكيات، خاصةً في المواقف الصعبة أو المثيرة. أما السلوكات المقبولة، فهي السلوكيات التي تتماشى مع القواعد الاجتماعية والثقافية، وتُظهر احترامًا للآخرين.
مقالات ذات صلة: ضبط سلوك الطلبة داخل الغرفة الصفية
أهمية تعليم الطفل ضبط النفس والسلوكات المقبولة
يشير مقال أكاديمي نشرته جامعة يشيفا بنيويورك الى أن تعزيز مهارات ظبط النفس عند الطفل يساهم في:
1. تحسين التحكم بالعواطف والسلوكيات والإدراك: يساعد ضبط النفس الطفل على تأخير الاندفاع والتفكير قبل التصرف. ويمنحه القدرة على التحكم بمشاعره والتعبير عنها بطريقة مناسبة، كما يعزز قدرته على التركيز والانتباه في المهام الدراسية وغيرها.
2. تنمية سمات الشخصية الأخرى: يلعب ضبط النفس دورًا رئيسيًا في تنمية الوعي الذاتي والتعاطف مع الآخرين، ويساعد على بناء علاقات اجتماعية إيجابية وتحسين مهارات التواصل. اضافة الى تقوية الثقة بالنفس والقدرة على التكيف مع المواقف الصعبة وحل المشكلات.
3. تحسين الأداء الأكاديمي والمهني: يُظهر الأطفال الذين يتمتعون بضبط النفس تفوقا في المدرسة ويحصلون على درجات أعلى، اضافة الى تعزيز مهارات التخطيط وتحقيق الهداف، والرفع من الكفاءة في إنجاز المهام وترتيب الأولويات.
4. تعزيز الصحة النفسية: يساعد ضبط النفس على تقليل التوتر والقلق والاكتئاب، ويُزيد من قدرة الطفل على التعامل مع المشاعر السلبية بطريقة صحية. كما يُساهم في بناء شخصية إيجابية ومرنة.
5. تعزيز السلوكيات المقبولة: الطفل الذي يضبط النفس يستطيع تجنب السلوكيات العدوانية والاندفاعية، ويحترم الآخرين وقواعد المجتمع.
كيفية تعزيز مهارات ضبط النفس عند الطفل
- اطلب من طفلك الانتباه: تأكد بالبداية من انتباه طفلك لما تقول في حال تركيزه بألعابه، قل له على سبيل المثال: “أنظر الي، من فضلك أحتاج أن تستمتع إلي الآن”. على أن يكون هنالك تواصل بصري وأن تكون على مستوى نظر الطفل (النزول للأسفل) حتى يشعر بأهمية ما تقول.
- تعليمات واضحة: ويعني ذلك إمكانية فهم الطفل لها، وأن تكون قليلة بمعنى عدم تشتيت الطفل بأكثر من أمر في نفس الوقت فهذا يصعب عليه الأمر أكثر. مثال على الوضوح: ” لا تترك الفوضى تعم المكان” استبدلها بـ” ضع الأقلام في المقلمة والكتب في الشنتة”.
- تأكد من أن طفلك يفهم طلبك: من خلال طلب تكرار تعليماتك، مثل: “حسناً، ما المفترض أن تفعله الآن؟”.
- النقاش مع الطفل حول سبب هذه التعليمات: النقاش ضمن مستوى فهم الطفل، فعندما يفهم السبب فهذا يساعد بشكل أكبر على الإمتثال لتعليماتك. مثلا “قم بتفريش أسنانك قبل النوم بربع ساعة حتى يتسنى لوالدك قراءة القصة في موعد النوم”. لا يمكنك التوقع أن يفعل طفلك كل شيء لمجرد أنك قلت له ذلك، إنهم يستحقون تفسيرات مثلما نقوم بها للبالغين.
- ركز على ما تريد لطفلك أن يقوم به، ليس على ما لا يقوم به: فيقلل ذلك من قيام الطفل بالمقاومة أو الإعتراض، على سبيل المثال: “لا تتحدث مع أخيك بهذه الطريقة”.
- قم بإشراك طفلك في اتخاذ القرار: الأطفال الذين يشاركون في إتخاذ القرارات هم أكثر حماساً لتنفيذها.
- استخدم عبارة “دعنا نقم ____” كلما أمكنك ذلك لخلق استعداد للتعاون.
- عزز طفلك على سلوكه الإيجابي: التعزيز يقطع شوطاً طويلاً في الحفاظ على السلوك. دع طفلك يعلم أنه تصرف بطريقة جيدة، “قد قمت بترتيب ملابس المدرسة وغرفتك، أنت طفل نشيط”.
- الشرح مرة أخرى في حال عدم الإمتثال: يمكنك شرح لماذا تريدين منه القيام بهذه المهمة، وما هي العواقب إذ لم يقم بها.
- ابحث عن السبب خلف الممانعة: في حال ممانعة طفلك ومقاومته يجب عليك النظر عن السبب خلف المقاومة. قد يكون بحاجة إلى الإهتمام، ربما يشعر بالتعب أو الجوع، قلة الخبرة أو المعرفة بالشيء، أو تقليد سلوك أحد الوالدين.
- أهم نقطة في وضع التعليمات في المنزل، هي الإلتزام بها كل يوم: الكثير من التصرفات والسلوكيات يتعلمها الطفل من خلال مشاهدة الوالدين، على سبيل المثال عدم ترتيبه لغرفته قد يكون بسبب إهمال أحد الوالدين في ترتيب أغراضه الشخصية. أو عند التعبير عن الغضب عن أي مشكلة.
فكر هل هكذا تريد لطفلك أن يتصرف عندما يغضب؟ وتذكر أن العديد من المشاكل السلوكية لأطفالنا هي مكتسبة ومتعلمة من تصرفاتنا نحن. توجيه سلوك الأطفال الفعّال يحتاج إلى التطبيق من قبل الوالدين حتى يقوم الطفل بتقليدهم.
- تكرار الأوامر بإستمرار يضعف من التواصل ولا يحقق الهدف: طريقة إرشادك لطفلك في غاية الأهمية، عندما تريد أن تنبه طفلك على سلوكه تجنب إلقاء اللوم أو النقد أو القمع. تأكد من أنه يفهم “على الرغم من أنك تريد وتتوقع منه الأفضل المرة القادمة، الاّ أنك تحبه دائماً، وأن أي سلوك يصدر منه لا يغير من هذه الحقيقة”.
- استخدم اللعب حتى يستمع لك طفلك: إن الأطفال النشيطين دائماً ما يحتاجون لمعرفة الخطة، من هو الرئيس، وما هي القواعد مسبقاً.
خاتمة
دور الوالدين مهم للغاية في تنمية شخصية الطفل، فتعليمه مهارات ضبط النفس والسلوكيات المقبولة يحتاج إلى وعي وصبر كبيرين.
من خلال الاستمرار في التطبيق ومراعاة الفروق الفردية للأطفال وعدم توقع الكثير منهم، اضافة إلى التحفيز الايجابي، ستتمكن ان شاء الله من تربية طفل ناجح.