عرق النسا أو ما يسمى التهاب العصب الوركي يعد من حالات الجهاز العضلي الهيكلي الشائعة كثيرا. حيث تشير الدراسات بأن 40 من بين كل مئة شخص يتعرضون خلال فترة حياتهم بأحد أعراض متلازمة عرق النسا.
ما هو عرق النسا؟
ويطلق اسم عرق النسا على متلازمة تضم مجموعة من الأعراض التي لا يكون سببها مشكلة في الديسك بين الفقرات القطنية في أسفل الظهر. مثل الإنزلاق الغضروفي أو خروج المادة السائلة من الديسك والتي تضغط على الجذور العصبية في العمود الفقري وإنما الناتجة عن ضغط عضلات الحوض الخلفية على الأوعية الدموية (الأوردة و الشرايين) والأعصاب التي تمر من خلالها.
أعراض متلازمة “عرق النسا”
- الشعور بالخدران والتنميل من أسفل الظهر نزولا إلى الأجزاء الخلفية من الحوض والفخذ والساق على جهة واحدة من الجسم.
- الشعور بألم عميق ومستمر.
- ضعف في عضلات الفخذ والساقين.
- الشعور بالبرود في الأطراف السفلية وقد يترافق مع الألم في التبول أو الإخراج أو ممارسة العلاقة الزوجية.
تشخيص عرق النسا
خلال الفحص قد يتحقق الطبيب من قوة العضلات وردود الأفعال. على سبيل المثال، قد يطلب منك الطبيب المشي على أصابع قدميك أو الوقوف من وضع القرفصاء ورفع ساقيك كل واحدة على حدة عند الاستلقاء على ظهرك. سيزداد الألم الناتج عن عرق النسا سوءًا خلال هذه الأنشطة.
عوامل الخطر لعرق النسا
هناك عوامل خطر تزيد من احتمالية الإصابة بعرق النسا، وتشمل:
- العمر: تتزايد احتمالية تطور تشوهات العمود الفقري مثل الانزلاق الغضروفي والنتوءات العظمية مع تقدم العمر، وهذا قد يؤدي للإصابة بعرق النسا.
- مرض السكري: يعتبر مرضى السكري أكثر عرضة لتلف الأعصاب، مما يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض الأعصاب مثل عرق النسا.
- السمنة: الوزن الزائد يمكن أن يؤدي إلى زيادة الضغط على العمود الفقري، مما يزيد من احتمالية الإصابة بألم عرق النسا.
- نمط الحياة الجلوسي: الأشخاص الذين يقضون وقتًا طويلاً جالسين ولا يكونون نشطين بدنيًا يكونون أكثر عرضة لتطور مشاكل عرق النسا.
علاج عرق النسا
يتضمن علاج عرق النسا عادةً استخدام مجموعة من الأساليب، بما في ذلك الأدوية والعلاج الطبيعي والجراحة. يمكن أن يكون العلاج الطبيعي فعالًا في تقوية عضلات العمود الفقري وتقليل الألم. يُوصى بممارسة التمارين الرياضية بانتظام وتجنب الخمول البدني.
يمكن استخدام الأدوية لتخفيف الألم ولتسهيل المشاركة في العلاج الطبيعي. الأدوية الموصوفة لعلاج عرق النسا تشمل الأدوية المضادة للالتهابات ومرخيات العضلات ومضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات. تُستخدم هذه الأدوية لتخفيف الألم وتمكين المريض من ممارسة التمارين الطبيعية بشكل أفضل.
تُنصح الجراحة بشكل عام للحالات التي تصاحبها مشاكل شديدة تؤثر على الحركة والوظائف الحياتية. في بعض الحالات، يمكن اللجوء إلى إجراء جراحي لإزالة النتوءات العظمية أو الغضروف المنزلق لتخفيف الضغط على العصب الوركي ومعالجة عرق النسا بشكل فعّال.
كذلك وجدت مجوعة كبيرة من الدراسات الحديثة التي قام بها أطباء الأعصاب والتخدير أن اللجوء إلى الإجراءات الجراحية وحقن المسكنات في الظهر في علاجه يجب أن يكون اخر الحلول. وأنّ برامج العلاج الطبيعي والتأهيل تثبت فعاليتها في تخفيف الألم وتحسين الوظائف الحركية لدى مرضى هذه المتلازمة.
كيف يساعد العلاج الطبيعي في علاج عرق النسا؟
يعتمد العلاج الفيزيائي والتأهيل في علاجه على تحرير الأعصاب والأوردة والشرايين المصابة بالتهيج نتيجة ضغط العضلات في الأجزاء الخلفية من الحوض ويكون ذلك بعد الفحص السريري والتقييم. ويكون لتحديد العضلات المسؤولة عنه ثم العمل على تخفيف الشد العضلي باستخدام وسائل عديدة مثل الاجهزة الكهربائية والعلاج اليدوي والابر الصينية واللواصق الطبية ومن ثم تقوية عضلات الحوض والفخد والساق التي تأثرت بسبب هذه المتلازمة.