مرض السكري حالة صحية مزمنة (طويلة الأمد) تؤثر على كيفية تحويل جسمك للطعام إلى طاقة. يقسم جسمك معظم الطعام الذي تتناوله إلى سكر (جلوكوز) ويطلقه في مجرى الدم. عندما يرتفع مستوى السكر في الدم، فإنه يشير إلى قيام البنكرياس بإفراز الأنسولين.
الأنسولين هو هرمون يساعد الجسم على استخدام الجلوكوز للحصول على الطاقة. عندما لا ينتج البنكرياس ما يكفي من الأنسولين، أو عندما لا يتمكن الجسم من استخدام الأنسولين بشكل فعال، يتراكم الجلوكوز في الدم. هذا يمكن أن يؤدي إلى مجموعة من المشاكل الصحية، بما في ذلك تلف الأعصاب، مشاكل العين، وأمراض القلب.
سنتناول في هذه المقالة أهم الفحوصات الطبية التي تطلب من قِبل الطبيب للتأكد من إصابة المريض بالسّكري أو للكشف عن مرحلة مقدمات الإصابة بالسكري.
التشخيص المبكر للسكري
يعد التشخيص المبكر لمرض السكري أمرًا مهمًا للغاية، حيث يمكن أن يساعد في منع المضاعفات الخطيرة. يشير مركز مراقبة الأمراض والوقاية CDC الى أهمية استشارة طبيبك في أقرب وقت ممكن إذا كنت تعاني من أي من أعراض مرض السكري التالية:
- كثرة التبول، خاصة في الليل
- العطش الشديد
- فقدان الوزن غير المقصود
- الجوع الشديد
- رؤية ضبابية
- خدر أو وخز في اليدين أو القدمين
- التعب الشديد
- بشرة جافة جدًا
- قروح تشفى ببطء
- الإصابة بالعدوى أكثر من المعتاد
انواع فحوصات مرض السكري
1. تحليل سكر الدم أثناء الصيام (FBS – FBG)
يطلب هذا الفحص لمعرفة نسبة الجلوكوز في الدم، عن طريق أخذ عينة دم ومن أهم شروطه أن يكون المريض صائماً أي ممتنع عن الطعام والشراب لمدة تتراوح من (٨ إلى ١٠ ساعات ). وتكون النسبة الطبيعية لنسبة الجلوكوز تبعاً لمستشفى مايو كلينيك كالتالي :
- السّكر الطبيعي ( أقل من ١٠٠ ملغم/ديسيلتر ) أو ( ٥.٦ ملي مول/لتر )
- اذا كانت النسبة بين ( ١٠٠ _ ١٢٥ ملغم/ديسيلتر ) أو ( ٥.٦ _ ٦.٩ ملي مول/ لتر ) يعتبر مرحلة ما قبل السّكري أو مقدماته.
- إذا كانت النسبة أعلى من ( ١٢٦ ملغم/ديسلتر ) أو ( ٧ ملي مول/لتر) هذا يعني أن المريض مصاب بالسّكري.
2. فحص السكري العشوائي (RBS أو RBG)
هو فحص السكري العشوائي، والذي يمكن أخذه بأي وقت ولا يشترط الصيام عند أخذ عينة لفحص الدم، ويطلب لمعرفة نسبة الجلوكوز في الدم في أي وقت عشوائي.
يعتبر هذا الفحص مهم للمرضى الذي تستدعي حالتهم عمل فحص سريع لنسبة الجلوكوز خصيصاً المرضى المصابين بالسّكري النوع الأول في حال وجود طارئ يستدعي إعطاء أنسولين. النسبة الطبيعية لهذا الفحص (أقل من ١١.١ ملي مول/ لتر أو أقل من ٢٠٠ ملغم/ ديسيلتر) والنسب الأعلى يصنف الشخص مصاب بالسكري.
3. فحص السكري التراكمي ( A1c أو HbA1c)
هذا الفحص يقيس كمية الجلوكوز المرتبط بالهيموجلوبين (جزء من كريات الدم الحمراء التي تقوم بتوصيل الأكسجين للخلايا) لآخر ٣ أشهر (فترة حياة كريات الدم الحمراء). يتم إجراء هذا الفحص عندما تظهر أعراض الإصابة بالسكري أو مرحلة ما قبل السكري من خلال هذه الأعراض :
- الشعور بالعطش.
- تبوّل مستمر.
- عدم وضوح في الرؤية.
- إرهاق عام.
هذا الفحص يعتبر أقل دقة للمصابين بسكري الحمل أو سكري الأطفال أو الاشخاص الذين لديهم أمراض في الدم مثل الأنيميا. النسبة الطبيعية تتراوح بين (٤% إلى ٥.٦%)، ما قبل السكري ( من ٥.٧% إلى ٦.٤%)، مصاب (أعلى من ٦.٥%).
4. الفحص الذي يقيس قدرة خلايا الجسم على إمتصاص الجلوكوز بعد إستهلاك كمية معينة من السكر( OGTT أو GTT )
هذا الفحص يقيس قدرة خلايا الجسم على إمتصاص الجلوكوز بعد إستهلاك كمية معينة من السكر، يشترط الصيام لمدة 8 ساعات قبل إجراء الفحص، ثم يتم أخذ عينة دم، بعدها يشرب المريض سائل يحتوي على الجلوكوز كل ساعتين إلى ٣ ساعات، ( الساعة الأولى، الساعة الثانية، الساعة الثالثة ).
وإذا ظن الطبيب إصابة المريض بالسكري من النوع الأول، فسوف يجري إختبار البول لفحص مدى وجود المنتجات الثانوية والتي تنتج عندما تستهلك العضلات والأنسجة الدهنية للطاقة. وعندما لا يتوفر إنسولين بنسبة كافية بالجسم، من أجل إستخدام الغلوكوز المتوفر (الكيتونات).
مقالات ذات صلة:
كيف تجعل دواء السكري يعمل بشكل أفضل؟
مقاومة الأنسولين وكيف يصاب الشخص بداء السكري!
5. إختبار تحدي الجلوكوز الأولي
من التحاليل التي يتم إجرائها للنساء الحوامل وعادة ما يتم إجراؤه ما بين الأسبوعين 24 و28 من الحمل. بعد ذلك تبدأ المريضة هذا الإختبار بشرب شراب محلول الغلوكوز، وبعدها بساعة يتم إجراء إختبار دم لقياس مستوى سكر الدم.
ويعتبر الأطباء في العادة أن معدل سكر الدم أقل من 140 ملغ/دلتر (7.2 إلى 7.8 مللي مول/لتر) معدلاً طبيعياً بإختبار تحدي الجلوكوز الأولي، بالرغم من أن هذا الإختبار قد يختلف في عيادات أو معامل محددة.
وإذا كان مستوى سكر الدم أعلى من الطبيعي، فهذا يعني أنها عرضة للإصابة بسكري الحمل بنسبة كبيرة. وسيطلب الطبيب إجراء إختبار متابعة لتحديد مدى الإصابة بسكري الحمل.
بعض العوامل المسببة لمرض السكري 2
يشير المعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى الى بعض العوامل التي قد تسبب مرض السكري، وهي:
- الوزن الزائد والسمنة وقلة النشاط البدني
الوزن الزائد والسمنة هما عاملان رئيسيان للإصابة بمرض السكري من النوع 2. عندما يكون الشخص يعاني من زيادة الوزن أو السمنة، يكون لديه المزيد من الأنسجة الدهنية. تنتج هذه الأنسجة الدهنية هرمونات تؤثر على كيفية عمل الأنسولين في الجسم. يمكن أن يؤدي هذا إلى مقاومة الأنسولين، وهي حالة لا يستطيع فيها الجسم استخدام الأنسولين بشكل فعال.
قلة النشاط البدني هي أيضًا عامل خطر للإصابة بمرض السكري من النوع 2. عندما لا يمارس الشخص الرياضة بانتظام، يميل إلى اكتساب الوزن. كما أن النشاط البدني يساعد الجسم على استخدام الأنسولين بشكل أكثر فعالية.
- مقاومة الأنسولين
مقاومة الأنسولين هي حالة لا يستطيع فيها الجسم استخدام الأنسولين بشكل فعال. عندما تكون الخلايا مقاومة للأنسولين، لا يمكنها امتصاص الجلوكوز من الدم بشكل صحيح. يؤدي هذا إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم.
هناك العديد من الأسباب لمقاومة الأنسولين، بما في ذلك:
-
- الوزن الزائد والسمنة
- قلة النشاط البدني
- التقدم في العمر
- بعض الأدوية، مثل الكورتيزون
- بعض الحالات الصحية، مثل متلازمة تكيس المبايض وأمراض الكلى
- الجينات وتاريخ العائلة
الوراثة هي عامل خطر مهم للإصابة بمرض السكري من النوع 2. إذا كان أحد الوالدين أو الأشقاء أو الأقارب الآخرين من الدرجة الأولى مصابون بالسكري، فإن خطر إصابتك به يزيد.
يمكن أن تلعب الجينات دورًا في مقاومة الأنسولين، والتي هي عامل خطر رئيسي للإصابة بمرض السكري من النوع 2. يمكن أن تلعب الجينات أيضًا دورًا في زيادة الوزن وقلة النشاط البدني.
إذا كان لديك تاريخ عائلي للإصابة بمرض السكري، فمن المهم إجراء فحوصات منتظمة للكشف عن مرض السكري. يمكن أن يساعدك مقدم الرعاية الصحية الخاص بك في تحديد أفضل وقت لإجراء هذه الفحوصات.
كيف يمكن الوقاية من مرض السكري؟
العوامل الثلاثة المذكورة أعلاه هي عوامل خطر مهمة للإصابة بمرض السكري. يمكن أن تساعدك معرفة هذه العوامل على اتخاذ خطوات للوقاية من المرض أو السيطرة عليه إذا كنت مصابًا به بالفعل، من خلال:
- الحفاظ على وزن صحي
- ممارسة الرياضة بانتظام
- تناول نظام غذائي صحي
- الإقلاع عن التدخين