يحدث فقر الدم عندما لا يكون هناك ما يكفي من خلايا الدم الحمراء السليمة لنقل الأكسجين إلى أعضاء الجسم. نتيجة لذلك، من الشائع الشعور بالبرد وأعراض التعب أو الضعف. يوجد العديد من أنواع فقر الدم المختلفة، ولكن النوع الأكثر شيوعًا هو فقر الدم الناجم عن نقص الحديد. يمكنك البدء في تخفيف أعراض هذا النوع من فقر الدم عن طريق إضافة الحديد إلى نظامك الغذائي. فما هو فقر الدم وما هي أسبابه وعلاجه وهل يمكن الوقاية منه؟
يعتبر الدم من العناصر الهامة في الجسم فهو بمثابة جهاز نقل الغذاء إلىى كافة أنحاء الجسم، إضافة إلى حمل الأوكسجين من الرئتين إلى الأنسجة للقيام بأعمال الاستقلاب الذي ينتج عنه ثاني أكسيد الكربون والذي يُنقل بعدها إلى الرئتين للتخلص منه بواسطة عملية التبادل الغازي في الحويصلات الرئوية.
ولأن هذه عملية مهمة للغاية، لابد من توفر كمية كبيرة من خضاب الدم الموجود في كريات الدم الحمراء. وأي نقصان به يؤدي إلى فقر الدم ومنه إلى عدم التمكن من اتمام العملية بشكل صحيح. اقرأ أيضا تجلط الدم أسباب وأعراض وتشخيص.
فترة حياة كريات الدم الحمراء تقدّر ب ١٢٠ يوما وكمية الخضاب بحسب مرحلة العمر. فمثلا عند الطفل الوليد ١٨ غرام في كل مائة مل، وتتناقص إلى حوالي ١٠ غرام في شهرين من العمر ويبدأ بالارتفاع حتى يصل إلى ١٢-١٣ غراما.
أسباب فقر الدم عند الأطفال
هناك اسباب عديدة و يمكن تقسيمها إلى عدة مجموعات:
- فقر الدم نتيجة نقص الإنتاج في نقي العظم ويعود الى عوامل عديدة منها نقص الهرمون المحرض على تشكيل الكريات الحمراء. ونقص العناصر التي تدخل في تكوين الكريات الحمراء مثل الحديد والڤيتامين وب ١٢.
- زيادة تخرب الكريات و خسارتها بسبب النزف، أو اضطراب في تركيب الكريات مثل الثلاسيميا، تكور الحرية أو حتى فقر الدم المنجلي. اضطراب في خمائر الكريات مثل G6PD. أو أسباب خارج الكرية مثل الحروق او الادوية و غيرها.
ولهذا يعتبر فقر الدم بنقص الحديد من أكثر الأنواع مشاهدة عند الأطفال، ويعود سببه إلى نقص الحديد في الموارد وإلى زيادة حاجة الطفل له نتيجة النمو، لذلك نجد أن الطفل الوليد يأخذ وبشكل فعال خلال فترة الحمل ما يعادل ٧٥ ملغ من الحديد لكل كيلوغرام من وزنه وهذا يكفيه مع ما يتناوله من حديد موجود في حليب الأم لسن الستة شهور.
ما هي أعراض فقر الدم؟
يؤدي نقص الوارد من الحديد إلى نقص في المدخرات وهذا ما يسمى بالنقص الخفي والذي يتظاهر مبدئيًا بنقص ferritin لأقل من ١٠ ميكروغرام وإذا استمر بالنقص فإن الخطوة الثانية هي ظهور علامات نقص الحديد المتمثلة بنقص تشبع الترانسفيرين “transferrin” وبعدها تظهر العلامات السريرية وهي:
- الشحوب.
- اضطراب في الخمائر ومنه إلى نقص القدرة على القيام بالأعمال الجسدية.
- اضطراب في الخلايا المناعية ومقدرة كثيرات النوى على محاربة الجراثيم.
- نقص في تنظيم حرارة الجسم.
- عدم المقدرة على الاستمرار في النمو الطبيعي.
- نقص الشهية ومنه يمتنع بعض الأطفال عن تناول الأطعمة الصلبة ويكثر من شرب الحليب.
- انحراف في سلوكية الطفل وتغير في الطباع وذلك نتيجة تأثر قشرة الدماغ بالنقص وبالتالي يصبح للطفل شهية غريبة لأكل ما هو غير غذائي مثل التراب وغيرها.
- تأثر التطور الحركي والعقلي للطفل.
الوقاية من فقر الدم الناتج عن نقص الحديد
تكون الوقاية بدءا من فترة الحمل والعناية بتغذية الحامل أثناء الحمل وبعده بتشجيع الرضاعة الطبيعية والاقتصار عليها لوحدها في الستة أشهر الأولى من العمر ثم البدء بالتغذية المناسبة من الشهر السادس إضافة إلى استمرار الرضاعة الطبيعية.
ولكن إذا أردنا إعطاء عنصر الحديد للوقاية عند الطفل الرضيع، فإنه يحتاج إلى واحد ملغ/كغ في اليوم من عنصر الحديد. كما يجب تجنب إعطاء حليب البقر للرضع وضرورة معالجة الإسهالات والوقاية من حدوثها ومعالجة الطفيليات.
العلاج للطفل المصاب
تكون باعطائه ٣ ملغ/كغ في اليوم من أملاح الحديد بين الوجبات لمدة ثلاثة شهور عن طريق الفم ومتابعة ارتفاع خضاب الدم وملء مدخرات الحديد في الجسم.
تنويه:
إن الاطفال الخدج بحاجة إلى ٢ ملغ/كغ في اليوم من عنصر الحديد كنوع من أنواع الوقاية حيث أن الأطفال الخداج وناقصي الوزن أكثر عرضة للإصابة بفقر الدم من الوليد التام.