دماغ الرجل من الممكن أن يتغيّر بعد أن يصبح أبا. كما أنها قد تغير من دماغه بطرق تجعل الآباء لديهم “الإحساس بالوضع” بنفس الإحساس الذي يعزى غالباً إلى الأمهات.
لقد انخرط العلم مؤخرًا في الآليات العصبية والهرمونية لتربية الأب، ولكن حتى الآن تشير الدلائل إلى أن أدمغة الآباء تستخدم دارة عصبية مماثلة عند رعاية أطفالهم. الأمهات والآباء يخضعون أيضًا لتغيرات هرمونية مماثلة مرتبطة بتغيرات في الدماغ والسلوك.
كيف تتغير أدمغة الرجال عندما يصبحون آباء؟
فيما يلي خمس طرق تتغير بها أدمغة الرجال عندما يصبحون آباء:
1. دماغ الرجل يشبه دماغ الأم في تلك المرحلة
إن رعاية طفل يعيد تشكيل دماغ الأب، مما يؤدي إلى إظهار نفس أنماط المشاركة المعرفية والعاطفية التي تظهر عند الأمهات.
في دراسة حديثة درس الباحثون نشاط الدماغ لدى 89 من الوالدين الجدد وهم يشاهدون مقاطع الفيديو، بما في ذلك بعضها الذي يعرض أطفال الوالدين. فحصت الدراسة الأمهات اللائي كن مسؤولات عن رعاية أطفالهن، والآباء الذين ساعدوا في رعاية الأطفال.
أظهرت المجموعات الثلاث من أولياء الأمور تفعيل شبكات الدماغ المرتبطة بالمعالجة العاطفية والتفاهم الاجتماعي، وفقًا للنتائج التي تم نشرها في 27 مايو في وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم.
على وجه الخصوص، أظهر الآباء الذين كانوا مقدمي الرعاية الأساسيين لأطفالهم نوعاً من التنشيط في المعالجة العاطفية تظهر عادة لدى الأمهات اللاتي يقدّمن الرعاية الأولية. تشير النتائج إلى وجود شبكة أبوة وأمومة مشتركة بين الجنسين.
2. التغييرات الهرمونية لدى الآباء أيضا
الحمل والولادة والرضاعة الطبيعية كلها تسبب تغيرات هرمونية لدى الأمهات. ومع ذلك، وجد الباحثون أن الرجال يختبرون تغييرات هرمونية أيضًا عندما يصبحون آباء.
تشير الدراسات التي أجريت على الحيوانات والبشر إلى أن الآباء الجدد يختبرون زيادة هرمونات الإستروجين والأوكسيتوسين والبرولاكتين والسكريات القشرية، وفقًا لاستعراض حديث لدراسات أجرتها عالمة النفس إليزابيث جولد وزملاؤها من جامعة برينستون.
وقال الباحثون إن الاتصال بين الأم والطفل يحفز التغيرات الهرمونية في الآباء. وقال الباحثون ان الاباء الذين يظهرون مزيدا من المودة تجاه أطفالهم يميلون أيضا إلى امتلاك مستويات أعلى من الأوكسيتوسين.
إن آثار الأبوة على مستويات هرمون تستوستيرون تكون أقل وضوحا، حيث يظهر آباء البشر انخفاضًا في هرمون التستوستيرون، ويقول الباحثون أنه قد يعمل على جعل الآباء أقل عدوانية ويقربهم من أطفالهم. لكن بعض الآباء القوارض يظهرون زيادة في هرمون التستوستيرون، والذي ربما يرتبط بسلوكيات الحماية لديهم.
وقال الباحثون إنه لا يزال من غير الواضح إلى أي مدى يمكن لهذه التغييرات في هرمون التستوستيرون أن تكون سبباً أو نتيجة لسلوكيات الأبوة والأمومة المختلفة.
3. نفخة من الأوكسيتوسين تعزز رابطة الأب بالطفل
على الرغم من أن الآباء الذين يشاركون في رعاية الأطفال يختبرون زيادة في مستويات الأوكسيتوسين، إلا أن العكس يحدث أيضًا ؛ حيث يبدو أن الهرمون يزيد من سلوك رعاية الطفل.
في دراسة حديثة، وجد الباحثون أن استنشاق جرعة من “هرمون العناق” يجعل الآباء أكثر انخراطًا أثناء اللعب مع أطفالهم، ويجعل من أطفالهم أكثر استجابةً في المقابل.
هل هذا يعني أن نفحة من الأوكسيتوسين تعتبر هدية عيد أب جيدة؟ ليس بعد. وقد حذر الباحثون من أن هذا الهرمون له مجموعة متنوعة من الآثار على السلوك، وليست كلها إيجابية.
4. خلايا عصبية جديدة في دماغ الأب
تؤثر الأبوة أيضا على الآباء على مستوى الخلايا العصبية. يبدو أن ولادة الأطفال تحث على تطوير خلايا عصبية جديدة في دماغ الآباء، على الأقل في الدراسات التي تم إجراؤها على الحيوانات.
يقول الباحثون أن هذه الخلايا العصبية الجديدة قد تتطور استجابة لما يسميه العلماء الثراء البيئي، أي البعد الجديد الذي يجلبه الطفل إلى حياة الأب.
لقد وجدت الدراسات أن الفئران التي تلتقي بصغارها قد أظهرت نموًا متزايدًا للخلايا في منطقة الحصين في الدماغ، والتي ترتبط بالذاكرة والملاحة. وقد وجدت دراسات أخرى أن الخلايا العصبية الجديدة في المناطق الشمية في الدماغ تمكن آباء الفئران من التعرف على أطفالهم.
اقرأ أيضا حول: تربية الأبناء على الصفات الرجولية لتنشئة سليمة!
5. الآباء حساسون لأصوات أطفالهم
على الرغم من الاعتقاد السائد عمومًا أن “غريزة الأمهات” تجعل الأمهات جيدات بشكل لا يصدق في تمييز صرخة طفلهن بشكل فريد. تشير دراسة حديثة إلى أن الآباء في الواقع جيدون في ذلك مثل الأمهات.
لمقارنة أداء الوالدين في اكتشاف صرخة الأطفال، طلب الباحثون من 27 آباء و29 من الأمهات تمييز صراخ أطفالهم، من بين صرخات خمسة أطفال. في المتوسط، كان الآباء قادرون على اكتشاف صرخات أطفالهم حوالي 90 في المئة من الوقت، والرجال فعلوا ذلك بشكل جيد كالنساء.