الهبوط المهبلي أّحد أكثر المشاكل الشائعة بعد الولادة الطبيعية. لكنها أقل المشاكل التي تتحدث عنها المريضات لإعتقادهنّ أن الأمر طبيعي بعد الولادة وما هي الاّ مسألة وقت لتعود الأمور لسابق عهدها.
يمكن تعريف الهبوط المهبلي أو كما يمكن تسميته باللغة العامية (التهبيطة) بأنه انتفاخ في منطقة المهبل بسبب نزول بعض الأعضاء الموجودة في منطقة الحوض مثل عنق الرحم والمثانة إلى منطقة المهبل. ويسبب شعورا بالثقل والألم عند الوقوف أو المشي وقد يصاحبه ألم في أسفل الظهر أو ألم عند التبول أو ألم ممارسة العلاقة الحميمة.
العوامل التي تزيد من احتمالية حدوث الهبوط المهبلي
- الولادة الطبيعية وما يرافقها من تمزقات لمنطقة العجان (المنطقة بين فتحة المهبل وفتحة الشرج) واستخدام الشفط للمساعدة في خروج رأس الجنين).
- الوزن الزائد ونمط الحياة الذي يحتوي على الأكل غير الصحي الذي يؤدي إلى الإمساك المزمن وعدم ممارسة النشاط البدني.
- العمر بين 45-85 حيث تشير الدراسات أن نسبة 12% من السيدات بهذا العمر يعانين من الهبوط المهبلي.
إن التغيرات التي تحدث للجسم خلال الحمل من زيادة الوزن والإنحناء في العمود الفقري تؤدي إلى زيادة الضغط على منطقة قاع الحوض. خصوصا إذا لم تكن الحامل تمارس التمارين المخصصة لتقوية عضلات قاع الحوض. ولم تنتبه أيضا إلى النظام الغذائي الصحي وأخذ كافة الإحتياطات لزيادة التحكم بالوضعيات الصحيحة بالجلوس والوقوف وحمل الأشياء الثقيلة لضمان عدم تأذي العمود الفقري.
التهبيطة النسائية
تختلف التهبيطات النسائية من ناحية موقعها وأعراضها كما يلي:
- التهبيطة الأمامية:
وهي هبوط الجدار الأمامي للمهبل.
الأعراض:
- إحتباس البول.
- البول.
- إحساس بالثقل في أسفل البطن.
- بروز خارجي من الفرج للمثانة.
التهبيطة الخلفية
وهي هبوط الجدار الخلفي للمهبل.
الأعراض:
- إمساك.
- خروج لاإرادي للغازات من الشرج أو للبراز.
- حس بإمتلاء المهبل.
التهبيطة العلوية:
وهي هبوط للرحم وعنق الرحم إلى داخل المهبل بعد تقييم الطبيب للحالة وعدم حاجتها للتدخل الجراحي هنا يأتي دور المختصين من العلاج الطبيعي لتقديم المعلومات الصحيحة حول الهبوط المهبلي وكيفية تجنبه خلال الحمل أو حتى علاجه.
إذا ترافق مع الولادة الطبيعية كأحد مضاعفاتها اللاحقة خلال فترة ما بعد الولادة، وتقديم جلسات التمارين الخاصة لتقوية عضلات قاع الحوض وتمارين تقوية عضلات مركز الجسم (جدار البطن، الظهر، التنفس البطني، قاع الحوض).
خلال الوضعيات المختلفة من الاستلقاء على الظهر والجلوس والوقوف بالإضافة إلى النصائح الضرورية لتغيير نمط الحياة إلى عادات صحية تتضمن الغذاء الصحي الذي يتضمن المزيد من شرب الماء، تناول الألياف وممارسة الرياضة والعادات الصحية خلال النوم أيضا لتغيير ورفع جودة حياة الأمهات وتقليل التوتر والقلق الناتج عن هذه المشاكل مما يحسن من قدرتها على القيام بالأنشطة اليومية ورعاية المولود الجديد.
دراسات حول فعالية العلاج الطبيعي في علاج الهبوط المهبلي
هناك العديد من الدراسات التي أظهرت فعالية العلاج الطبيعي في علاج الهبوط المهبلي.
في إحدى الدراسات، وجد أن العلاج الطبيعي فعال في تقليل شدة الهبوط المهبلي لدى النساء المصابات بدرجات خفيفة ومتوسطة من الهبوط المهبلي. كان هناك أيضًا دليل على أن العلاج الطبيعي قد يحسن الأعراض المرتبطة بالهبوط المهبلي، مثل سلس البول وألم المهبل.
في دراسة أخرى، وجد أن النساء اللواتي تلقين العلاج الطبيعي لمدة 16 أسبوعًا شهدن تحسنًا في أعراض الهبوط المهبلي وتحسينًا في جودة حياتهن الجنسية مقارنة بالنساء اللائي تلقين الرعاية المعتادة.
بشكل عام، تشير الدراسات إلى أن العلاج الطبيعي يمكن أن يكون علاجًا فعالًا للهبوط المهبلي في مراحله المبكرة.
ملاحظات حول العلاج الطبيعي للهبوط المهبلي
يمكن أن يكون العلاج الطبيعي للهبوط المهبلي مفيدًا للغاية، ولكن من المهم أن يتم إجراؤه من قبل أخصائي علاج طبيعي مؤهل. يمكن للأخصائي أن يساعدك في تحديد التمارين المناسبة لك وتقديم الدعم والتوجيه أثناء العلاج.
من المهم أيضًا أن تستمر في ممارسة التمارين بعد انتهاء العلاج الطبيعي. سيساعد ذلك في الحفاظ على قوة عضلات قاع الحوض ومنع عودة الهبوط المهبلي.