تعلق الطفل بوالديه عبارة رابطة إنفعالية قوية بين الطفل والأم أو مقدم الرعاية تؤدي إلى شعور الطفل بالسعادة والأمان. وتتخذ شكلها الأوليّ بإطعام الطفل وإشباع حاجاته البيولوجية. فهو السياق الجوهري لتشكيل الرابطة الإنفعالية الحميمة بينهما وتتخذ أشكالاً أخرى من الرعاية والإهتمام في مراحل اللاحقة.
مقالات ذات صلة:
الثقة بالنفس عند الطفل يحتاج لأمور عدة لتعزيزها!
وهو أمر حاسم وحيوي في تشكيل شخصية الطفل، وتظهر أهمية أنماط التعلق في كفاءةِ الطفل في تفاعلاته الإجتماعية مع غيره من الأطفال من هم من خارج الأسرة من رفاق وزملاء، بالتالي هي الأساس للعلاقات المستقبلية اللاحقة مع الأصدقاء أو شريك الحياة.
يمكننا الكشف عن أنماط التعلق لدى أطفالنا في حال تركوا في مكان ما لوحدهم مع الآخرين دون وجود الوالدين فسيظهر على سلوكهم وعلى استقبالهم للوالدين حين عودتهم سلوكات مختلفة. وسكون ذلك حسب نمط التعلق وهنا نرى الطفل الذي لديه نمط التعلق الآمن. يكون تعلقه بأمه على أنها مصدر الأمان ويشعر الطفل بعدها بالآمان.
يميل آباء الأطفال ذو التعلق الآمن إلى اللعب أكثر مع أطفالهم ويتفاعلون بشكلٍ أسرع مع احتياجات أطفالهم. كما يوصف هؤلاء الأطفال على أنهم أقل إزعاجًا، وأقل عدوانية، وأكثر نضجًا من الأطفال ذوي أنماط التعلق المتناقضة أو المتجنبة.
أما بالنسبة للتعلق القلق فيكون التعلق شديد بالأم ومقاومة أي موقف يبعده عنها وبالتالي عدم قدرته على اللعب واستكشاف المحيط به في حال الإبتعاد المؤقت ويظهر عليه الغضب فيتشكل لديه مشاعر غير آمنة وقلقة حول علاقته بمصدر الأمان الأساسي في حياته كما المفترض.
-
نوع الرعاية الذي يسبب هذا النوع من تعلق الطفل بوالديه؟
الأم التي لا تشجع الابن ولا تقدم له الرعاية والمحبة اللازمة.
-
أما بالنسبة للتعلق التجنبي:
فهو سلوك تجنب الأم بعد الإبتعاد مؤقتا عنها، ولا يظهر الرغبة في التواصل مع الأم وقد يكون أكثر وداً بالتعامل مع الغرباء أكثر من الوالدين، ينشأ من الرفض والصد المستمر عند احتياج الطفل إليهما وعدم التجاوب معه فيتجاهل فيها الطفل أي مبادرات من قبل الوالدين للتواصل معه، اللعب والقيام بأنشطته دون الإقتراب أو اللجوء إلى الأم في محاولةٍ منه الاعتماد على نفسه.
-
نوع الرعاية الذي يسبب هذا النوع من التعلق؟
- تجاهل بكاء الطفل لفترات طويلة.
- قلة الصبر.
- لا تحسن التهدئة والملاطفة مع الطفل.
- عدم الرغبة بالإتصال الجسدي مع الطفل.
-
التعلق المتناقض/ غير منظم:
ويكون هذا التعلق مزيج من تجنب الأم ومقاومة الإقتراب منها، ويكون الطفل مرتبك وقلق في حال وجودها أو عدم وجودها، وهذا ناتج عن تذبذب صورة الأبوين لدى الطفل بين إعطائه شعور الأمان وأيضاً الخوف. فتكون سلوكياته متناقضة بين رغبته بالتواصل مع الأم ثم التجنب المفاجئ.
نوع الرعاية الذي يسبب هذا النوع من التعلق؟
- أم تعاني من اضطرابات نفسية حادة.
- عنف وإساءة في معاملة الطفل.
- تناقض في معاملة الطفل.
ويشير جون بولبي طبيب نفسي : ” تختلف الآثار الضارة للحرمان في دراجتها فالحرمان الجزئي يصحبه القلق والحاجة الملحة إلى الحب والمشاعر القوية بالإنتقام وبسبب هذ الأخيرة ينتج الشعور بالذنب والإكتئاب. أما الحرمان التام فتأثيره أعمق وقد يعوق تماماَ قدرة الطفل على إقامة علاقات مع الغير من الناس”.
من العوامل المؤثرة في أنماط التعلق نوعية الرعاية التي يقدمها الوالدين للأطفال بالإضافة إلى السمات المزاجية المختلفة لدى كل طفل والتعرض للحرمان من الأم.
وكما ذكرت سابقاً تشكل أنماط التعلق الغير آمنة مشاكل عند بلوغ الطفل في علاقاته مع أصدقائه أو علاقاته العاطفية على المدى الطويل وتعلق غير صحي بالآخرين،مما قد ينجم عنه مشاكل نفسية مختلفة.