حرقة المعدة أثناء الحمل هي حالة شائعة للغاية حيث تشير التقارير الى اصابة أكثر من نصف عدد النساء الحوامل خاصة في الثلث الثالث للحمل.
يمكن أن تؤدي هرمونات الحمل إلى استرخاء الصمام عند مدخل المعدة، هذا يسمح لمحتويات المعدة الحمضية بالانتقال إلى المريء، وهي حالة تعرف باسم الارتجاع المعدي المريئي (GER)، أو الارتجاع الحمضي.
تتميز حرقة المعدة بإحساس حارق في وسط الصدر، وطعم حامض في الفم، وانتفاخ في بعض الأحيان. ولحسن الحظ، تتوفر العديد من الأشياء للتخفيف من هذا الحرقان.
تابعي معنا قراءة هذا المقال، حيث سنناقش أسباب حرقة المعدة للحامل، وأعراضها، وما الذي يمكنك فعله للتخفيف منها.
أسباب حرقة المعدة للحامل
- تتعرض المرأة أثناء الحمل إلى تغيرات هرمونية تؤثر على جهازها الهضمي أحد هذه الهرمونات هرمون “البروجيسترون“ الذي يقوم بإرخاء العضلة العاصرة الموجودة بين المعدة والمريء ويؤدي ذلك إلى سهولة مرور وإرتجاع حامض المعدة إلى المريء. ويهيج المنطقة مما يسبب إحساساً حارقاً بالمنطقة القريبة من القلب، وأثناء الأشهر الأخيرة من الحمل، يزداد حجم الرحم ويؤدي ضغطاً على الأمعاء والمعدة بالتالي يدفع محتوياتهم للمريء.
- عادات نمط الحياة وتشمل (زيادة الوزن والتدخين وإرتداء الملابس والأحزمة الضيقة والضغط العصبي ووضعيات النوم).
- العادات الغذائية وتناول أنواع معينة من الأطعمة والمشروبات يتم توضيحها فيما يلي.
أعراض حموضة المعدة عند الحامل
وفقًا لـ NHS، تشمل بعض الأعراض الشائعة لحرقان المعدة والتي تزداد احتمالية ظهورها أثناء الحمل، خاصة بعد الأسبوع الثاني عشر، ما يلي:
- حرقة أو ألم في الصدر
- الطعم الحامض بالفم
- الشعور بالانتفاخ والامتلاء
- التجشؤ المستمر
- الشعور بالمرض
- ارجاع الطعام: قد تشعر بطعم الطعام أو السائل في مؤخرة حلقك أو حتى تصعده مرة أخرى إلى فمك.
مقالات قد تهمك:
أشياء تخفف من حرقة المعدة عند الحامل
إذا كنت تعانين من حرقة في المعدة، اليك بعض الأمور التي تعتبر العلاج الأول الذي يساعدك على التخفيف من حرقان المعدة حسب دراسة نشرت بمجلة BMJ كلين إيفيد:
1. الأطعمة الصحية
الحمل يجعل رغبتك كبيرة لتناول الكثير من الطعام، لكن هذا لن يكون مفيدل لك ولا لطفلك، فيما يلي قائمة الأطعمة التي يجب تناولها أثناء الحمل:
- البطيخ والموز يعتبران خيار جيد كما لديهم محتوى حامضي منخفض.
- الأطعمة التي تحتوي على بروبيوتيك، مثل اللبن (الزبادي) مفيدة لعملية الهضم، وهي مليئة بالإنزيمات وتساعد على تعزيز إفراز العصارات الهضمية.
- الخضروات الخضراء مثل: الخيار والقرنبيط والفاصوليا.
- الخبز، خصوصا الحبوب الكاملة.
- دقيق الشوفان لاحتوائه على نسبة عالية من الألياف الصحية.
- شرب كوب من الحليب قليل أو خالي الدسم.
2. تغيير العادات الغذائية
يمكنك التحكم في عسر الهضم من خلال تغيير عاداتك الغذائية، مثلا:
- خفضي عدد الوجبات مع التقليل من كمية الطعام في كل وجبة.
- قللي من المشروبات التي تحتوي على الكافيين، مثل الشاي والقهوة.
- إبتعدي أيضاً عن الأطعمة الغنية بالتوابل أو الدهنية التي تبطىء عملية الهضم، والأطعمة المقلية والحارة.
- تجنبي العصائر الحمضية (مثل عصير البرتقال)، والمشروبات التي تحتوي على الكافيين، والمشروبات الغازية.
- اجلسي بشكل مستقيم، ولا تتناولي الطعام مباشرة حتى تزيلي الضغط عن معدتك.
- لاتستلقي مباشرة بعد تناول الطعام (3 ساعات قبل الذهاب إلى السرير ليلا)، لأن هذا يوفر طريقًا سهلاً لحمض المعدة للدخول إلى المريء.
- أفصلي شرب السوائل عن تناول الطعام لأن ذلك يؤدي إلى امتلاء المعدة مع المحافظة على شرب الماء والسوائل بين الوجبات طوال اليوم.
3. التوقف عن التدخين وشرب الكحول
يساهم التدخين في عسر الهضم من خلال المواد الكيميائية المستنشقة التي تتسبب في استرخاء حلقة العضلات الموجودة في الطرف السفلي من المريء، وبالتالي السماح لحمض المعدة بالعودة بكل سهولة (الارتجاع الحمضي).
والأمر نفسه بالنسبة للكحول التي يمكن أن تسبب اضافة الى عسر الهضم، ضررا طويل الأمد للطفل. لذلك ينصح بعدم شربها مطلقا.
اطلعي على المزيد حول أضرار التدخين خلال الحمل على الأم وجنينها
4. وضعية النوم الصحيحة
تنصح معظم الحوامل بالنوم على الجانبين، ويفضل الجانب الأيسر مع رفع رأسكِ من 6 إلى 9 إنش وأسهل طريقة لتحقيق ذلك هي وضع وسائد أسفل كتفيك. يساهم هذا الأمر في منع وصول حمض المعدة الى الحلق.
اقرئي المزيد حول نوم الحامل على الجانب الايسر: سر صحة الأم والجنين
خاتمة
حرقة المعدة من الأعراض الشائعة التي تصيب العديد من النساء الحوامل. يمكن أن تكون هذه الأعراض مزعجة للغاية، ولكنها يمكن السيطرة عليها من خلال اتباع النصائح الواردة أعلاه.
ابدأي اليوم بإجراء تغيير واحد في نظامك الغذائي أو عاداتك اليومية. حتى التغيير الصغير يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا. بمجرد إجراء تغيير واحد، يمكنك البدء في التفكير في تغييرات أخرى. مع القليل من الجهد، يمكنك التغلب على حرقان المعدة والتمتع بحمل صحي ومريح.
إذا لم تتحسن أعراضكِ أو كنت تعانين من حرقة المعدة الشديدة أو المستمرة، فتحدثي إلى طبيبك. قد يصف لك مضادات الحموضة أو أدوية أخرى آمنة للاستخدام أثناء الحمل.