نوبات الغضب عند الاطفال من منّا كآباء وأمهات لم يمر بموقف عصيب مع طفله؟ أعتقد أنه معظمنا إن لم يكن جميعنا مررنا في مواقف مثل أن يقوم الطفل برمي نفسه أرضا مع بكاء هستيري في وسط السوق، أو في الشارع أو وسط التجمعات العائلية لأنه يريد أن يأكل حلوى مثلا! نعم هذه الحالة تسمى بنوبة غضب وعليك أن تتمالك أعصابك وأن تتعامل معها بكل هدوء.
بالنسبة لي لقد مررت بها مراراً وتكراراً مع أطفالي إن كان في السوق، أو في المنزل أو مع صديقاتي وغيرها الكثير من المواقف العصيبة.
لأكون أكثر وضوحا وصراحة بعضها تعاملت معها بكل احترافية وبعضها الآخر لم أتقن التعامل معها، فالأمر طبيعي فوجود أكثر من طفل يتطلب منك الكثير من الجهد لتفهم كيفية التعامل معه ومع بكاءه الهستيري خصوصا خارج المنزل.
فنوبات الغضب انفجارات عاطفية تعبر عن الحالة النفسية للطفل، وهي جزء طبيعي من نموه. تحدث عادةً بين سن 1 و 3 سنوات، عندما يكون الأطفال في طور تعلم كيفية التواصل والتعبير عن مشاعرهم وإدارة عواطفهم. وتكون عن طريق الصراخ أو البكاء أو الرمي أو الركل أو العض. قد يضربون أنفسهم أو الآخرين أو الأشياء المحيطة بهم.
أسباب نوبات الغضب عند الأطفال
تُعد نوبات الغضب من السلوكيات الشائعة عند الأطفال سواء الأولاد أو البنات، خاصة في مرحلة ما قبل المدرسة. حسب موقع كيدز هيلث، فإنه يمكن أن تحدث هذه النوبات بسبب مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك:
- الإحباط: قد يشعر الأطفال بالإحباط عندما لا يتمكنون من الحصول على ما يريدون، أو عندما لا يتمكنون من فعل ما يريدون. على سبيل المثال، قد يشعر الطفل بالإحباط إذا رفضت الأم شراء حلوى له، أو إذا لم يستطع خلع حذائه بنفسه.
- التعب: قد يدخل الأطفال في نوبة غضب عندما يكونون متعبين. وذلك لأن الأطفال الصغار ليس لديهم القدرة على تنظيم عواطفهم بشكل جيد عندما يكونون متعبين.
- الجوع: قد يكون الطفل أكثر عرضة لنوبة غضب عندما يكون جائعا. وذلك لأن الجوع يمكن أن يؤدي إلى التوتر والقلق، مما قد يزيد من احتمالية حدوث نوبات الغضب.
- القلق: يمكن للأطفال الدخول في نوبات الغضب عندما يشعرون بالقلق أو التوتر. على سبيل المثال، قد يشعر الطفل بالقلق إذا كان يستعد للذهاب إلى المدرسة أو إذا كان يعاني من مشكلة في المنزل.
- التحفيز المفرط: هناك امكانية دخول الطفل في نوبة الصراخ عندما يكون منزعجا أو متحمسا للغاية. على سبيل المثال، قد يشعر بالضيق إذا كان في مكان صاخب أو إذا كان يلعب لعبة مثيرة للغاية.
نصائح عملية للتعامل مع غضب الأطفال بشكل فعال
- الحفاظ على الهدوء: من المهم أن يظل الآباء والمقدمون للرعاية هادئين أثناء غضب الأطفال، حتى لا يتفاقم الموقف. قد يشعر الأطفال بالإحباط أكثر إذا رأوا أن والديهم غاضبين.مثال: اذا كان طفلك يرفض أن يأكل وجبته، فابدأ بأخذ نفس عميق، وتذكر أن نوبات الغضب هي جزء طبيعي من نمو الطفل. بعد ذلك قم بالشرح لطفلك بهدوء أن الوجبة جاهزة، وأنك تنتظره ليأكلها.
في حال استمر الطفل في الرفض، فيمكنك محاولة تقديم له وجبة خفيفة أو مشروب بدلاً من ذلك.ذات صلة: تقديم الطعام للطفل: متى يمكن البدء باطعام الطفل الطعام الصلب؟ - تجنب الصراع: من الأفضل تجنب الصراع مع الطفل، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى تفاقم الموقف. قد يحاول الطفل إثارة الصراع من أجل الحصول على الاهتمام أو السيطرة.مثال: اذا كان طفلك غاضبا لأنه يريد أن يلعب بالألعاب في محل الألعاب، لكنك لا تسمح له بذلك. لا تجادل معه، وحاول إيجاد حل وسط، مثل السماح له باللعب بالألعاب لمدة 5 دقائق فقط. إذا استمر الطفل في الصراخ، فيمكنك أخذه بعيدًا عن الألعاب حتى يهدأ.اقرأ أيضا ركن التهدئة: بديلك الإيجابي عن عقاب الأطفال
- تحديد السبب: من المهم تحديد سبب نوبة الغضب، حتى يمكن التعامل معها بشكل فعال. إذا كان الطفل غاضبًا بسبب الجوع، فيمكن إطعامه. إذا كان الطفل غاضبًا لأنه لا يستطيع الحصول على ما يريد، فيمكن محاولة إيجاد حل وسط.مثال: طفلك يرمي لعبته على الأرض ويصر على الحصول على لعبة أخرى. اسأله طفلك لماذا يفعل ذلك. إذا كان غاضبًا لأنه لا يريد أن يلعب بهذه اللعبة، فيمكنك محاولة إيجاد لعبة أخرى له. أما اذا كان يريد لعبة معينة، فيمكنك محاولة التفاوض معه للحصول على اللعبة التي يريدها.
- الاستجابة المناسبة: يجب أن تكون استجابتك مناسبة للسبب. على سبيل المثال، إذا كان طفلك غاضبًا لأنه جائع، فيمكنك أن تقول له: “أفهم أنك تشعر بالجوع. هل تريد أن نأكل شيئًا؟“.
- الصبر: قد تستغرق نوبة الغضب بعض الوقت حتى تهدأ. من المهم أن يكون الآباء والمقدمون للرعاية صبورين خلال هذه الفترة. قد يكون من المفيد أن يأخذوا الطفل إلى مكان هادئ حتى يتمكن من تهدئة نفسه. مثال: إذا كان طفلك غاضبًا لأنه لا يستطيع ارتداء حذائه بنفسه، فيمكنك أن تقول له: “أنا أعلم أنك تشعر بالإحباط لأنك لا تستطيع ارتداء حذائك بنفسك. هل تريد أن أساعدك؟“
ملاحظة: إذا كان طفلك يعاني من نوبات غضب شديدة أو متكررة، فيمكنك محاولة الحصول على المساعدة من أخصائي مؤهل. يمكن للأخصائي أن يساعدك على فهم سبب نوبات الغضب لدى طفلك وتطوير استراتيجية للتعامل معها.
كيفية الوقاية من نوبة الغضب عند الاطفال
- تحديد المحفزات: من المهم تحديد المحفزات التي تجعل طفلك يغضب، حتى يمكن تجنبها. على سبيل المثال، إذا كان الطفل يميل إلى الغضب عندما يكون جائعًا، فيمكن محاولة التأكد من أنه يأكل وجبات خفيفة منتظمة.
- التدريب على المهارات الاجتماعية: يمكن أن يساعد التدريب على المهارات الاجتماعية الأطفال على تعلم كيفية التعامل مع المشاعر الصعبة بشكل صحي. يمكن أن يشمل ذلك تعليم الأطفال كيفية التعرف على مشاعرهم والتعبير عنها بطريقة مناسبة، اضافة الى تعليمهم كيفية حل النزاعات بسلام.
- وضع الحدود: من المهم وضع حدود واضحة للأطفال، حتى يعرفوا ما هو متوقع منهم. يمكن أن يساعد ذلك في تقليل الإحباط الذي يمكن أن يؤدي إلى غضبهم. حدد القواعد والتوقعات الخاصة بك، اشرح لطفلك سبب وجود هذه القواعد، وكن ثابتًا في تطبيقها.