الغضب والعنف أو ما يسمى باضطراب الشخصية الانفجارية يتسم فيها الشخص بالغضب الشديد والهياج وغياب المنطق عند الغضب. ويقوم الشخص بكيل التهديدات الخطيرة وبالقيام فعلا بتصرفات عنيفة سواء تجاه نفسه أو تجاه الآخرين.
مقالات ذات صلة:
نوبات الغضب عند الأطفال من وجهة نظر مونتيسوري!
ويقوم بتحطيم الأشياء ذات القيمة في البيئة المحيطة، حيث تغيب قابلية التفكير المنطقي واتخاذ قرارات سليمة لدى المصابين بهذا الإضطراب. ويشعر المصاب بالندم بعد كل نوبة. ومن أجل أن لا يتداخل تشخيص هذا الاضطراب مع اضطرابات أخرى حدد المختصون بتكرر هذه النوبات ثلاث مرات على الأقل في السنة. وقد تصل مدة النوبة إلى نصف ساعة ثم يبدأ الشعور بالأسف والندم الشديد يسيطر على المصاب.
وجد الباحثون أن الرجال هم من الصنف الأكثر تعرضا لهذا الاضطراب. ويبدأ ظهور هذا الاضطراب من سن المراهقة حيث يكون بأوجه، وقد يستمر لعمر الخامسة والثلاثين. وقد سجلت حالات قليلة لاستمرار هذا الاضطراب لعمر الخامسة والأربعين.
تكمن خطورة هذا الاضطراب في أن المصابين به يكون خطرا على أنفسهم وعلى المجتمع والأشخاص من حولهم. حيث تزداد نسبة دخولهم للمستشفيات وتعرضهم للجروح والكسور نتيجة لثورات غضبهم. كما وقد يخسرون الآلاف من الدولارات على الأشياء المادية التي يقومون بتحطيمها عند نوباتهم.
وناهيك عن خساراتهم الاجتماعية للناس من حولهم وخسارات وظائفهم وأحبائهم. ولوحظ ارتفاع نسبة ارتكاب الحوادث المرورية ـ كان بعضها خطيرة لدرجة حدوث وفيات ـ وارتفاع نسبة الإدمان على الكحول والمخدرات والتعديات والانتهاكات الجنسية عند المصابين باضطراب الشخصية الانفجارية.
وقد رصدت دراسة أن أكثر من 55% من المصابين بهذا الاضطراب قد تعرضوا للمسائلات القانونية من حبس أو غرامة وغيرها. لذلك فإنه يمكننا تخيل ما ستؤول إليه أحوال المصاب باضطراب الشخصية الانفجارية إذا لم يتم التنبه له وعلاجه. وهنا تكمن العقدة، حيث أن المصابين بهذا الاضطراب لا يعترفون أبدا بأنهم مصابين بأي مرض يذكر ولا يقرّون بضرورة تلقي علاج لحالاتهم.
لذلك فقد تبدأ أعراض هذا الاضطراب خفيفة مثل ضرب المراهق للوسائد عند الغضب ويبدأ العنف بالتنامي شيئا فشيئا ما لم يتم السيطرة عليه ليبدأ بعدها بتحطيم أشياء ذات قيمة أكثر ويصل الأمر أحيانا إلى التعدي الجسدي والتهديد اللفظي على الآخرين.
وقد لوحظ أن اضطراب الشخصية الانفجاري يزداد عند العائلات التي يكون أحد أفرادها (وخصوصا أحد الأبوين) عانى من اضطرابات التحكم بالغضب.
ومن هنا ندرك أعزائي مدى ضرورة التحكم بالغضب واللجوء للمختصين لعلاج الأمر لأن للغضب نتائج لا تحمد عقباها كما أنه يورث الأبناء أمراضا أكثر خطورة. كما تزداد نسبة حدوث اضطراب الشخصية الانفعالي عند الأفراد اللذين عانوا من العنف الأسري وخصوصا في سن مبكرة.
علاج اضطراب الشخصية الانفعالي:
إن اضطراب الشخصية الانفعالية اضطراب قد يمزق حياة المصاب بالمعنى الحرفي، فإذا لم يؤذي نفسه خلال فترات هياجه فإنه بالتأكيد سيؤذي الآخرين. لذلك فإن التنبه لهذا الاضطراب أمر ضروري. ويلجأ المختصون في علاج اضطراب الشخصية الانفعالي لنوعي العلاج. العلاج بالأدوية النفسية المناسبة والعلاج السلوكي معا بشكل مرتبط.
وقد لوحظت استجابة الأفراد المصابين باضطراب الشخصية الانفعالي بشكل مذهل للعلاج. حيث تساهم الأدوية النفسية بالتحكم بتقلبات المزاج والتحكم بها وتساهم جلسات التحكم بالغضب وجلسات العلاج السلوكي بتحكم المصاب بنوبات غضبه وحدتها.
لا غنى عزيزتي الأم عن دعمك لطفلك في سبيل تحكمه بغضبه. فالطفل الذي يستطيع التحكم بغضبه ومشاعره لن يصاب بمثل هذا الاضطراب الخطير. كما أن تنشئة الطفل في بيئة سليمة بعيدة عن العنف سيسهم في عدم وجود اضطرابات لديه.