العلاج الكلامي يعتمد على تشخيص المشكلة النفسية في المقام الأول ثم اختيار نوع العلاج المناسب للشخص. فمثلا في حالات الاكتئاب البسيطة والمتوسطة يفضل اللجوء للعلاج السلوكي المعرفي وهو نوع من العلاج اللادوائي. وحتى في الحالات الشديدة من الاكتئاب، فإن الدواء يوصف جنبا إلى جنب مع العلاج اللادوائي أو العلاج الكلامي.
مقالات ذات صلة:
طرق العلاج النفسي والدوائي لاضطراب المزاج ثنائي القطب
إن العلاج اللادوائي متنوع بكثرة، والطبيب النفسي والمعالج النفسي يقرران نوع العلاج بعد الشرح للمريض طرق العلاج. إن الأمر الذي يميز العلاج اللادوائي أو الكلامي هو أنّ تركيزه على المستقبل وتركيزه على ما يمكن التحكم به من البيئة المحيطة للمريض.
وبحسب الجمعية الأمريكية لعلم النفس فإن فوائد العلاج الكلامي أو اللادوائي كثيرة جدا نذكر منها:
- تظهر الأبحاث أن العلاج النفسي اللادوائي أو الكلامي فعال لمجموعة متنوعة من مشاكل الصحة العقلية والسلوكية. وهو فعال أيضا ضمن مجموعات مختلفة من الفئات السكانية.
إن الآثار الإيجابية للعلاج النفسي اللادوائي أو الكلامي أكبر من التأثيرات الناتجة عن العديد من العلاجات الدوائية.
- أثبتت الدراسات التحليلية الضخمة والمتعددة أن العلاج النفسي اللادوائي أو الكلامي يقلل من الإعاقة والأعراض المرضية الجسدية الناجمة عن الاضطرابات النفسية. وكذلك يحد من أعداد الوفيات الناشئة عن الانتحار. ويحسن أداء العمل ويقلل من عدد الدخولات إلى المصحات النفسية.
- يعلم العلاج النفسي اللادوائي أو الكلامي المرضى مهارات حياتية تستمر إلى ما بعد إنتهاء فترة العلاج.
حيث تميل نتائج العلاج النفسي اللادوائي أو الكلامي إلى الاستمرار لفترة أطول من العلاجات الدوائية. ونادرًا ما ينتج عنها آثار جانبية ضارة بعكس العلاجات الدوائية.
- في حين أن الأدوية مناسبة في بعض الحالات. حيث تظهر الأبحاث أن الجمع بين الأدوية والعلاج النفسي اللادوائي أو الكلامي غالبًا ما يكون أكثر فاعلية في علاج الاكتئاب والقلق.
وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن التأثيرات الناتجة عن العلاج النفسي بما في ذلك التأثيرات على الفئات العمرية المختلفة وباختلاف الاضطرابات النفسية والجسدية غالبًا ما تكون أفضل من التأثيرات الناتجة عن العلاجات الدوائية.
وتوجد ميزة رائعة يتمتع بها العلاج اللادوائي أو الكلامي عن غيره من العلاجات الدوائية، وهي أن المريض يستطيع تلقي العلاج اللادوائي دون الذهاب بشكل شخصي إلى الطبيب أو المعالج النفسي.
حيث يمكن لجلسات العلاج النفسي أن تكون عبر وسائل التواصل عن بعد كالإنترنت والهاتف والإيميل. وبذلك إن كان المريض يخشى من وصمة العار التي يُلحقها البعض بالمرضى النفسيين فإن العلاج اللادوائي باستخدام وسائل التواصل عن بعد هو الحل الأمثل. وهو أيضا أوفر ماديا من العلاج في عيادة الطبيب أو المعالج النفسي.
في النهاية، فإن جميع البشر بلا استثناء معرضون للنكسات والاضطرابات النفسية مثل ما أن جميع البشر بلا استثناء معرضون للأمراض الجسدية أو الكسور أو الحوادث.
لا يُقدم كل مريض نفسي على الانتحار بشكل مطلق. ولكن من المؤكد أنه يعيش حياة تعيسة غير صحية تؤثر عليه وعلى من حوله سلبيا. علينا أن نلجأ للعلاج النفسي كما نلجأ إلى الطبيب الفيزيائي عند تعرضنا لمرض جسدي دمتم بصحة وعافية.