في وقتنا الحاضر، يواجه الكثير منا مجموعة متنوعة من التحديات والضغوط التي تتطلب منا التكيُّف والتحمُّل. في هذا السياق، تكمن أهمية المرونة النفسية. لذلك نطمح لتوعية القارئ بأهمية تطوير المرونة النفسية وتزويده بالأدوات والمعرفة اللازمة للتعامل مع التحديات بثقة وإيجابية، ولتعزيز الصحة النفسية للفرد والمجتمع بشكل عام.
تعد المرونة النفسية سمة مهمة في تحقيق الرفاهية النفسية والاجتماعية، وتلعب دورًا حاسمًا في بناء شخصية قوية وصلبة تواجه التحديات بثقة وإيجابية. تمكن المرونة النفسية الأفراد من التغلب على الصعاب والضغوط الحياتية بطريقة صحية وبناءة، وذلك من خلال تطوير مجموعة من المهارات والسمات النفسية التي تساعدهم على التأقلم والتكيُّف.
تأتي هذه المقالة استجابةً لحاجة مجتمعنا لبناء أفراد قويين نفسيًا قادرين على مواجهة التحديات وصناعة مستقبل أكثر إشراقًا وتوازنًا.
ما هي المرونة النفسية، وما هو العلاج بالتقبّل والالتزام؟
المرونة النفسية بناءا على العديد من الدراسات الإتصال باللحظة الحالية، والإدراك التام للعواطف والأحاسيس والأفكار والترحيب بها. بما في ذلك العواطف والمشاعر والأفكار غير المرغوب فيها. بكلمات أبسط ، هذا يعني قبول أفكارنا وعواطفنا والتصرف بناءً على القيم والدوافع والأفكار والعواطف طويلة المدى بدلاً من الدوافع والأفكار والمشاعر قصيرة المدى.
العلاج بالتقبل والالتزام (ACT) كجزء من العلاج المعرفي السلوكي وهو تدخل سلوكي معرفي عبر تشخيصي يهدف إلى تعزيز المرونة النفسية كوسيلة مركزية للتكيف البشري والرفاهية (Biglan et al. ، 2008).
يكوّن العلاج بالتقبل والالتزام ستة مفاهيم مترابطة وهي :
- التقبل.
- رؤية الذات من خلال السياق العام.
- التجزئة.
- التركيز على اللحظة الراهنة.
- القيّم.
- العمل الملتزم.
زيادة المرونة النفسية هي أحد أهداف العلاج المعرفي السلوكي. حيث يمكن قياس المرونة النفسية. كلما كنت أكثر مرونة من الناحية النفسية، كلما انخفضت فرصة اصابتك بالأمراض النفسية وستتمتع بحياة صحية نفسيا أكثر.. قد تكون مهتم في قراءة أثر العلاج الكلامي للأمراض النفسية
فالمرونة النفسية هي القدرة على الاتصال باللحظة الحالية مع إدراك الأفكار والعواطف دون محاولة تغيير تلك التجارب الخاصة أو السيطرة عليها بشكل سلبي. اعتمادًا على الموقف، قد يستمر الفرد المرن نفسياً في سلوكه أو يغيره.
ويمكن أيضا القول أنّ المرونة النفسية هي جانب أساسي من جوانب الصحة العقلية الجيدة. ولكن ما هو بالضبط، فالشخص السليم هو الشخص الذي يمكنه إدارة نفسه في عالم غير واضح ولا يمكن التنبؤ به من حوله، حيث يكون التجديد والتغيير هو المعيار وليس الاستثناء.” (كشدان وروتنبرغ ، 2010).
وهي تعني أنه يمكننا البقاء حاضرين ويمكننا كذلك التكيف مع تحديات الحياة. نتخذ إجراءات معينة على الرغم من أفكارنا ومشاعرنا، ونبقى صادقين مع قيمنا. يمكن أن يشمل ذلك أشياء مثل: معرفة ما يجب التركيز عليه وما الذي يجب تركه عند أو معرفة متى لا تكون سلوكياتنا مفيدة وتغييرها ومتى قد نكون مخطئين ونسعى لتغيير المنظور وإيجاد التوازن بين الأجزاء المختلفة من حياتنا والاستمرار في تحقيق أهدافنا على الرغم من النكسات والعقبات التي نمر بها، وكذلك إيجاد طرق إبداعية للتعامل مع التحديات دون المساس بقيمنا.
ماهي فوائد المرونة النفسية؟
- التأقلم بشكل أفضل مع أحداث الحياة المختلفة.
- والحصول على علاقات أفضل.
- تنظيم عواطفنا والحصول على مزاج أكثر ثباتًا، والتحلي بالمرونة في مواجهة التوتر.
نموذج عمل المرونة النفسية العلاج السلوكي المعرفي (CBT) هو نوع من العلاج بالكلام الذي يعلمك المرونة النفسية كمهمته الأساسية. حيث يقدم نموذجًا مثلثًا للمرونة النفسية يحتوي على ثلاث نقاط، أو “ركائز”: كن حاضرًا، وكن منفتحًا، وافعل ما هو مهم.
كيف تكتسب المرونة النفسية؟
التواصل مع الآخرين.
من خلال بناء علاقات إيجابية وقوية مع الأحباء والأصدقاء،فهذا سيجعلك تحصل على ما تريد من دعم وتوجيه وقبول في أسعد أوقاتك وأصعبها على حد سواء.
تعلم من أخطائك.
فكِّر في كيفية تعاملك مع المصاعب في الماضي. وفكِّر في المهارات والاستراتيجيات التي ساعدتك خلال الأوقات الصعبة. كما يمكنك أيضًا الكتابة عن تجاربك السابقة في دفتر يومياتك لمساعدتك على تحديد أنماط السلوك الإيجابي والسلبي وتوجيه سلوكك في المستقبل.
إضف قيمة ليومك.
افعل شيئًا يمنحك الشعور بالإنجاز ويساعك على تحقيق أهدافك كل يوم. ضع أهدافًا واضحة يمكن تحقيقها لمساعدتك على التطلُّع نحو مستقبل هادف.
لا تتجاهل مشكلاتك وهذه من الاجراءات الاحترازية والاستباقية.
وذلك من خلال وضع خطة ثم اتخذ الإجراءات اللازمة بشأنها. على الرغم من احتمالية استغراق وقت طويل للتعافي من أي انتكاسة كبيرة، سواءً حدث صادم أو فقد عزيز، اعلم أنه بإمكانك تحسين موقفك إذا سعيت إلى ذلك.
الاعتناء بالنفس.
اعتنِ باحتياجاتك وكذلك مشاعرك. شارك في الأنشطة والهوايات التي تستمتع بها. ضمِّن النشاط البدني في الأنشطة اليومية المعتادة. واحصل على قسط وافر من النوم، وضَع روتينًا منتظمًا للذهاب إلى النوم. واتبع نظامًا غذائيًا صحيًا. وتدرَّب على أساليب التعامل مع التوتر والاسترخاء، مثل اليوغا أو التأمل أو التخيل الموجّه أو التنفس العميق أو الصلاة.
لا تتردد في طلب الاستشارة من متخصص إذا كنت تشعر أنك غير قادر على إدارة الموقف.